السودان.. معارك في أم درمان تودي بحياة أكثر من 20 مدنياً

time reading iconدقائق القراءة - 6
مدنيون يشاهدون أعمدة الدخان خلال اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أم درمان. السودان. 4 يوليو 2023 - REUTERS
مدنيون يشاهدون أعمدة الدخان خلال اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أم درمان. السودان. 4 يوليو 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

شهدت مدينة أم درمان السودانية، الثلاثاء، معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والتي أسفرت بحسب وزارة الصحة في ولاية الخرطوم عن سقوط أكثر من 20 مدنياً.

وقال شهود عيان في أم درمان لـ"الشرق" إن "عدداً من القذائف المدفعية سقطت على منازل المواطنين مما أسفر عن إصابات خطرة"، مناشدين سكان "الأحياء الآمنة لاستضافه النازحين من مكان الاشتباك".

وذكر شهود عيان لوكالة أنباء العالم العربي أن "اشتباكات عنيفة تدور على الأرض منذ فجر الثلاثاء وحتى الآن بالقرب من مقر شرطة الاحتياطي المركزي والسوق الشعبي وأحياء العمدة وود نوباوي والقماير وأبوروف والهجرة بأم درمان القديمة".

وبحسب الشهود، فإن المعارك التي تدور في المنطقة منذ عدة أيام تعد الأعنف في المدينة، منذ بدء الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي.

وذكرت وزارة الصحة بولاية الخرطوم أن "القصف في أم درمان أسفر أيضاً عن سقوط عدد كبير من المصابين".

وقال سكان لوكالة أنباء العالم العربي إن "الضربات الجوية والمدفعية تتوالى على وسط وغرب وجنوب مدينة أم درمان".

وذكر الزين علي، الذي يسكن شمال مدينة أم درمان، في حديثه مع الوكالة أن "الجيش كثف الضربات المدفعية والجوية من عدّة محاور بالمدينة خلال معارك اليوم مقارنة بالأيام الماضية".

وأضاف: "كل 10 إلى 15 دقيقة نسمع أصداء المدافع تنطلق من عدة محاور شمال أم درمان باتجاه مناطق سيطرة قوات الدعم السريع غرب وجنوب ووسط المدينة، كذلك كانت الضربات الجوية مكثفة بنفس المناطق صباح الثلاثاء".

ونشر الجيش السوداني مقطع فيديو على فيسبوك يظهر احتفال مجموعة من الجنود في منطقة أم درمان، وذلك بعدما أعلن، الاثنين، عن سقوط ما يزيد على 20 من أفراد قوات الدعم السريع في أم درمان وبحري والخرطوم، إضافة إلى سقوط عدد من المصابين.

وفي المقابل، قالت قوات الدعم السريع في بيان إنها أوقعت 174 من قوات الجيش في الاشتباكات الدائرة بمدينة أم درمان في ولاية الخرطوم، لافتةً إلى أن ما يربو على 300 فرد من قوات الجيش أصيبوا أيضاً في أم درمان "حسب الإحصاءات الأولية".

ويحاول الجيش التوغل وسط مدينة أم درمان على حساب قوات الدعم السريع للسيطرة على جسر شمبات الذي يربط أم درمان بمدينة الخرطوم بحري، ويعد خط الإمداد الرئيسي لقوات الدعم السريع من غرب البلاد إلى مدن العاصمة الثلاث.

وتسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من ولاية الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم التي تشكل العاصمة الأوسع على جانبي نهر النيل.

وقالت حليمة عيسى، وهي من سكان حي أبوروف بوسط أم درمان، لوكالة أنباء العالم العربي إن "قوة من الجيش طالبت جميع سكان الحي بمغادرة البيوت"، لافتة إلى أن "قائد القوة العسكرية أخطرها بأن الحي أصبح منطقة عمليات عسكرية".

كما أوضحت حليمة أن "قوات الدعم السريع طالبت سكان الأحياء الجنوبية في المنطقة أيضاً بإخلاء منازلهم"، فيما تقيم حليمة وبناتها الأربع الآن في مدرسة بضاحية الثورة تم تحويلها إلى مركز لإيواء النازحين من أحياء أم درمان القديمة.

مناشدات للتبرع بالدم

ومع تزايد حالات المصابين وسط المدنيين، ناشدت غرفة طوارئ مستشفى النو بمحلية كرري شمال أم درمان المواطنين التوافد إلى المستشفى للتبرع بالدم.

وأبلغت مصادر طبية بمستشفى "النو"، وكالة أنباء العالم العربي بـ"وفاة 15 من المصابين الذين نقلوا إلى المستشفى بسبب النزيف ونقص الدم".

وفي السياق، اتهم الدعم السريع في بيان الجيش بـ"احتلال مستشفى النو وتحويله إلى ثكنة عسكرية ومستشفى ميداني لمعالجة جرحاهم الذين تجاوز عددهم الـ300 جريح"، على حد تعبيرهم.

وقال شهود إن اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع دارت، الثلاثاء، في أحياء المربعات والفتيحاب الواقعة في محيط سلاح المهندسين.

وتفرض قوات الدعم السريع حصاراً على سلاح المدرعات جنوب الخرطوم، وسلاح المهندسين جنوب أم درمان، ومقر القيادة العامة شرق الخرطوم، بينما قال الجيش إنه يمشط المناطق والأحياء المحيطة بتلك المناطق.

ورحبت قوات الدعم السريع بانضمام قوات "درع السودان" بقيادة أبو عاقلة كيكل إلى صفوفها بكامل القوات والعتاد.

وظهرت قوات "درع السودان" التي يقودها ضباط متقاعدون، إلى العلن لأول مرة في منطقة بجبال الغر بسهل البطانة وسط البلاد في 27 ديسمبر من العام الماضي.

ولا يزال القتال مستمراً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل الماضي، إذ تشهد العاصمة معارك يومية على نحو ينذر بحرب أهلية طويلة الأمد، خصوصاً مع اندلاع صراع آخر بدوافع عرقية في إقليم دارفور غرب البلاد.

ووفقاً لشهود عيان، شهدت مدينتا نيالا بجنوب دارفور وزالنجي في وسط دارفور اشتباكات ومناوشات الاثنين استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات