وصفت الولايات المتحدة، الاثنين، دور البرازيل في التصدي لأزمة انعدام الأمن الغذائي بـ "المهم" بعد انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في حوار مع قناة "GloboNews" البرازيلية، أن "صوت الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، مهم للغاية"، مشدداً على أن استخدام هذا "الصوت" لإقناع الروس بالعودة إلى الاتفاقية سيكون "إيجابياً للغاية" أيضاً.
ولفت إلى أن اتفاق الحبوب لم يكن ليكتسب هذه الأهمية لولا أن روسيا قررت غزو أوكرانيا، وأغلقت موانئها، وحالت دون خروج الحبوب والقمح منها.
وأشار بلينكن إلى أنه قبل انسحاب روسيا من الاتفاقية منذ أسبوعين، "خرج 35 مليون طن" من المنتجات الغذائية من أوكرانيا، ذهب "نصفها" إلى الدول النامية، فيما اتجه "ثلثا القمح" إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخول، ومعظمها في إفريقيا، محذراً من أن روسيا بددت حتى الآن "ما يعادل 18 مليار رغيف خبز".
علاقات البرازيل بروسيا
بلينكن أشار إلى الاستفادة التي حققتها الدول التي لم تحصل على المنتجات الغذائية الأوكرانية، "سواء بشكل مباشر أو غير مباشر"، مرجعاً ذلك إلى "انخفاض الأسعار نتيجة طرح المزيد من المواد الغذائية في الأسواق العالمية".
وحمل الانسحاب الروسي من اتفاقية الحبوب مسؤولية "ارتفاع الأسعار على الجميع بنسبة 10 أو 15%"، مشيراً إلى أن "البرازيل لديها تأثير وصوت مهم في إعادة روسيا في هذا الاتجاه" تلبية لمطلب عالمي صارخ.
ورداً على سؤال بشأن إمكانية أن تقدم البرازيل- التي تعاني كغيرها من دول العالم من أزمة انعدام الأمن الغذائي على المستوى المحلي - "مزيداً من الجهود" من أجل مواجهة هذه الأزمة.
وقال بلينكن إن هذه الأزمة "عالمية من طرق عدة"، إذ "لدينا نحو 250 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي".
ولفت إلى أن العالم واجه العديد من التحديات خلال السنوات الماضية، من بينها تغير المناخ وتفشي وباء كورونا، إلى جانب "الصراعات"، واصفاً الأخيرة بأنها "المحرك الأكبر لأزمة انعدام الأمن الغذائي"، لأنها تؤدي إلى "اضطراب الإمدادات الغذائية بطريقة أو أخرى".
وأوضح بلينكن أنه "في الحالة الأوكرانية تستخدم روسيا، على نحو مأساوي، الغذاء كسلاح في الحرب وكوسيلة ضغط لتحقيق أهدافها".
شراكة في المبادرات
بلينكن أعلن أنه في الأسبوع الماضي، اجتمعت 91 دولة في الأمم المتحدة ورفضت في إعلان مشترك استخدام الغذاء كسلاح في الحرب.
وقال: "لدينا تحد أكبر يتمثل في توفير أمن غذائي أكبر وعلى نحو مستدام، لا يتأثر بالصراعات أو تغير المناخ".
وأضاف بلينكن أنه كان في الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، حيث تحدّث عن بعض المبادرات المطروحة، مؤكداً أن الولايات المتحدة ترحب بقوة بالشراكة مع البرازيل بشأن المبادرات.
وقال: "من بين الأشياء التي اكتشفناها أن أهم طريقة ليكون هناك إنتاج (غذائي) قوي في أي دولة هو التأكد من جودة البذور وقدرتها على مقاومة التغيرات المناخية"، إضافة إلى "جودة التربة".
وتابع بلينكن: "لدينا الآن طريقة لرسم خريطة لجودة التربة في أي مكان في العالم ومعرفة ما هو جيد وما هو سيء، وسبل تحسينه"، لافتاً إلى أن هذه المبادرات "طويلة الأمد"، ومن ثم فإنه "في غضون ذلك تبرز المساعدات العاجلة كوسيلة بالغة الأهمية".
اقرأ أيضاً: