حذّرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا مارثا بوبي، الأربعاء، من اتساع نطاق الحرب في السودان ليشمل البلاد بالكامل.
وأضافت بوبي، خلال إفادة أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي، بشأن الوضع في السودان أن طرفي الحرب لا يحققان أي انتصار يذكر في الصراع، بحسب ما أفادت وكالة أنباء "العالم العربي".
وجددت المسؤولة الأممية ترحيب الأمم المتحدة بالجهود المستمرة لواشنطن وبمبادرة دول جوار السودان من أجل حل النزاع المستمر منذ نحو 4 أشهر، مؤكدة في الوقت نفسه أن التنسيق بين الآليات والمبادرات الإقليمية لحل النزاع في السودان مهم وضروري للاستفادة من الضغط الجماعي وتعزيز جهود الوساطة.
لا بديل عن التفاوض
وشددت بوبي على أنه "لا بديل عن الوصول لحل تفاوضي ينهي الحرب في السودان".
وانزلق السودان إلى هاوية الصراع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في منتصف أبريل الماضي، عقب أسابيع من التوتر بين الجانبين.
وفي سياق متصل، قال مندوب السودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس "إننا معنيون بدعم مسارات السلام ووقف إطلاق النار وندعو لبدء حوار سياسى شامل جامع"، مشيراً إلى أنه "يجب ضمان سلامة السودان ووحدة أراضيه، وحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية".
وأضاف إدريس خلال جلسة أمام مجلس الأمن بشأن الأوضاع بالسودان، أن "الأوضاع الإنسانية التي أفرزتها الحرب نتج عنها مجموعة من التعقيدات الأمنية التي يتم التعامل معها بالمسؤولية والمرونة الواقعية".
وتابع أنه "يجب على قوات الدعم السريع عدم الاحتماء بمنازل المدنيين ومواصلة الانتهاكات وسلب الممتلكات"، لافتاً إلى أنه جرى تشكيل لجنة عليا لمعالجة الوضع الإنساني، وتسهيل مهمة عبور مساعدات تابعة للأمم المتحدة للسودان.
أعمال عنف
كما قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد إنه "جرى تحويل الكثير من المناطق السودانية إلى جحيم وخاصة منطقة دارفور، إذ هناك تقارير موثوق بها تؤكد قيام قوات الدعم السريع وميليشيات أخرى بارتكاب أعمال وحشية في الإقليم الواقع شمال السودان، تشمل اعتداءات على الأساس الإثني، إلى جانب عمليات اغتصاب طالت عدد من النساء، وتعريض الأطفال للتعذيب".
وتابعت "مجلس الأمن والمجتمع الدولي لديهما مسؤولية كبيرة لمطالبة أطراف الصراع الالتزام بالقانون الدولي وحماية المواطنين، وعلينا التأكد من إيصال المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين بحاجة إليها. كما يجب وقف إطلاق النار، وعلى الجميع تعزيز السلام واتخاذ المسار الصحيح".
خطة لإنهاء النزاع
والثلاثاء، أعلنت 5 دول مجاورة للسودان خطة عمل تتكون من 3 نقاط لحل الأزمة المستمرة منذ 15 أبريل الماضي، حين اندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وشدد ممثلو الدول في ختام اجتماعهم بالعاصمة التشادية انجامينا، الاثنين، على أهمية "الاتصالات المباشرة والمستمرة" مع الأطراف المتحاربة من أجل وقف دائم لإطلاق النار.
وأفاد البيان الختامي الصادر عن الاجتماع بأن خطة العمل تتكون من 3 نقاط هي "التوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار، وإجراء حوار شامل بين الأطراف السودانية، وإدارة القضايا الإنسانية".
ومن المنتظر عرض الخطة على رؤساء الدول والحكومات لاعتمادها، إضافة إلى الآليات القائمة للاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية.