واشنطن وبغداد تؤسسان لـ"شراكة دفاعية" تتجاوز مواجهة "داعش"

time reading iconدقائق القراءة - 4
القوات العراقية خلال عمليات استباقية ضد تنظيم "داعش" في قضاء الرطبة غربي البلاد. 22 يونيو 2023 - "رئاسة أركان الجيش العراقي"
القوات العراقية خلال عمليات استباقية ضد تنظيم "داعش" في قضاء الرطبة غربي البلاد. 22 يونيو 2023 - "رئاسة أركان الجيش العراقي"
واشنطن -هبة نصر

قال مسؤول دفاعي أميركي، الجمعة، إن واشنطن وبغداد تؤسسان لشراكة دفاعية دائمة كجزء من العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، تتجاوز التركيز على مهمة هزيمة تنظيم "داعش" في البلاد، مشيراً إلى أن نمو الدور الصيني في المنطقة يشكل مصدر قلق للإدارة الأميركية.

وأضاف المسؤول بوزارة الدفاع الأميركية، خلال إحاطة للصحافيين، أن البحث في هذه الشراكة بدأ خلال زيارة وزير الدفاع لويد أوستن إلى العراق في مارس الماضي، ولقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إذ أبدى له رغبة الولايات المتحدة في هذه الشراكة.

وأشار إلى أن وفداً عراقياً بقيادة وزير الدفاع ثابت عباسي زار واشنطن، الأسبوع الماضي، واجتمع مع مسؤولين أميركيين، في إطار ما أُطلق عليه حوار التعاون الأمني المشترك، الذي بدأ في وضع إطار العمل والأساس لشراكة دفاعية دائمة التزم بها الطرفان.

وشهد الحوار بحث سبل كيفية دعم وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين، لتنمية قدرات القوات العراقية سواء عبر التدريبات والتمارين المشتركة، أو عبر فرص التعلم العسكري على الأراضي الأميركية.

وكانت القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم" أصدرت تقريراً، في أبريل الماضي، قالت إن قوات التحالف الدولي شنت 37 عملية عسكرية ضد "داعش" في العراق وسوريا.

لجنة عسكرية مشتركة

وبحسب المسؤول، فإن الطرفين أكدا أن المهمة التي ينضوي تحتها وجود القوات الأميركية في العراق، ستتغير مع تطور حملة مكافحة "داعش"، وبالتالي نص اتفاق الطرفين على تشكيل لجنة عسكرية للنظر في إنشاء آلية لتقييم تطورات حملة مكافحة التنظيم والمسار الذي تتخذه مستقبلاً.

وبحسب المسؤول، فإن شراكة دفاعية دائمة مع العراق تعني جدولاً منتظماً لتدريبات ثنائية ومتعددة الأطراف، وتعميق تبادل المعلومات والتعاون الاستخباراتي، والمبيعات العسكرية، من أجل دعم بغداد في الحفاظ على المعدات العسكرية الأميركية وصيانتها، إضافة إلى دور العراق في الردع المتكامل والتعاون الأمني الإقليمي بالمنطقة. 

وعما ما إذا كان هذا يتطلب وجوداً عسكرياً أميركياً دائماً في العراق، قال المسؤول إن الأمر يعتمد على مدى اهتمام الحكومة العراقية بذلك.

قلق بشأن دور الصين

ورداً على سؤال لـ"الشرق"، بشأن ما إذا كان لنمو الدور الصيني في الشرق الأوسط أثر في تبدل الموقف الأميركي تجاه المنطقة، بعدما كانت هناك توقعات بدور أقل مع إدارة جو بايدن، قال: "كما هو واضح في استراتيجية الدفاع الوطني أن لدينا مصالح دائمة في الشرق الأوسط، وسيتطلب ذلك تواجداً عسكرياً".

وأضاف المسؤول: "تعميق العلاقات الصينية مع شركائنا الاستراتيجيين الرئيسيين على نطاق واسع هو بالطبع مصدر قلق".

وأوضح أن "جزءاً من هذا القلق سببه أن لدينا علاقات واسعة وعميقة في المنطقة تتخللها مبيعات عسكرية كبيرة، ولهذا لدينا محادثات صريحة وصادقة مع جميع الشركاء بما فيها العراق، لضمان حماية علاقتنا والتعاون الأمني المشترك".

توحيد "البيشمركة"

وأبدى المسؤول قلق واشنطن بشأن غياب سيطرة الحكومة العراقية الكاملة على الجماعات المسلحة والميزانية العراقية التي تم إقرارها أخيراً، مشيراً إلى أن واشنطن تريد أن ترى القوات العراقية مجهزة ومزودة بكامل الموارد التي تحتاجها بشكل مناسب وفعال، خصوصاً في ظل الدور الذي تقوم به في حربها على "داعش".

كما لفت إلى أن واشنطن أوضحت للقادة في كردستان العراق أنها تريد توحيد قوات "البيشمركة" سريعاً تحت إشراف وزارة شؤون البيشمركة رافضاً تحديد جدول زمني لذلك.

وعن إمكانية استفادة إيران من الأموال التي سيتم الإفراج عنها، بعد الإفراج عن مواطنين أميركيين، لدعم أنشطة مزعزعة، قال المسؤول إن هذا الأمر دائماً مصدر قلق وستراقبه حكومة الولايات المتحدة بأكملها عن كثب، مشيراً إلى أن قطر ستتولى بشكل حصري تحرير تلك الأموال في شكل سلع كالدواء والغذاء.

اقرا أيضاً:

تصنيفات