ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن التهديدات التي يتعرض لها المسؤولون الحكوميون تتصاعد بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، ما يخلق تحديات جديدة أمام إنفاذ القانون والحقوق المدنية وسلامة الديمقراطية الأميركية.
وقالت "بوليتيكو" في تقرير نشرته السبت، إن المواجهة التي وقعت الأسبوع الماضي، وانتهت بإرداء رجل من ولاية يوتا يبلغ من العمر 74 عاماً برصاص عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، بعد تهديده بقتل الرئيس الأميركي جو بايدن، تُعد أحدث مثال على الخطاب العنيف الذي يخلق بيئة سياسية أكثر خطورة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقبل أيام، حُكم على رجل من ولاية تكساس، يبلغ من العمر 52 عاماً، بالسجن لمدة 3 سنوات ونصف العام، بتهمة التهديد بقتل موظفي الانتخابات في ولاية أريزونا.
وسبق ذلك بأربعة أيام توجيه تهمة من مدعين لامرأة من ولاية ميتشيجان، تبلغ من العمر 56 عاماً، بالكذب لشراء أسلحة لابنها البالغ المصاب بمرض عقلي والذي هدد باستخدام هذه الأسلحة ضد بايدن والحاكم الجمهوري للولاية.
تصاعد العنف
وذكرت شرطة الكابيتول أن عدد التهديدات الموجهة ضد أعضاء الكونجرس التي حققت فيها العام الماضي، بلغ أكثر من ضعف عدد التهديدات التي وُجهت قبل أربع سنوات.
ووفقاً لبوليتيكو، "تسببت أكاذيب (الرئيس السابق دونالد) ترمب" بشأن سرقة الانتخابات منه في عام 2020 في "انفجار" التهديدات ضد موظفي الانتخابات، إذ أبلغ واحد من كل 6 موظفين عن تعرضه للتهديد. ودفعت التهديدات العديد من مديري الانتخابات المخضرمين إلى ترك وظائفهم أو التفكير في ذلك.
وقال جيك سبانو، عمدة ضاحية جيك سبانو بمدينة سانت لويس بارك، في ولاية مينيسوتا، إن التهديدات زادت في السنوات الخمس الماضية. وأصدرت الرابطة الوطنية للمدن تقريراً في عام 2021 قالت فيها إن 81% من المسؤولين المنتخبين المحليين أبلغوا عن تلقي تهديدات، وأن 87% منهم وجدوا أن المشكلة تتفاقم.
وأضاف سبانو، وهو ديمقراطي: "التأثير الدائم لرئاسة دونالد ترمب يتمثل في أنه جعل طريقة تعاملنا مع البعض لم تعد سارية".
وحذّر خبراء من أن التهديدات ضد الموظفين الحكوميين قد تكون بوادر لعنف سياسي. وفي عام 2017، أطلق رجل ينتمي إلى مجموعة تُدعى "القضاء على الحزب الجمهوري" على فيسبوك، النار على أعضاء جمهوريين في مجلس النواب أثناء مشاركتهم في مباراة بيسبول خيرية. وأسفرت الواقعة عن إصابة ستيف سكاليس، زعيم الأغلبية الحالي في مجلس النواب، بجروح خطيرة.
وفي العام الماضي، تعرض زوج رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك، الديمقراطية نانسي بيلوسي، للاعتداء من قبل رجل يحمل مطرقة، وكان ينشر نظريات مؤامرة يمينية على الإنترنت قبل اقتحام منزل بيلوسي في سان فرانسيسكو.
وفي العام الماضي أيضاً، ألقي القبض على رجل كان يحمل آلات حادة ومسدس خارج منزل القاضي بالمحكمة العليا بريت كافانو، وسط احتجاجات على قرار المحكمة العليا إلغاء حق المرأة في الإجهاض.
وحذر خبراء من أن تصاعد حدة الخطاب قد يؤدي إلى زيادة خطر العنف، خاصة مع اقتراب انتخابات عام 2024 ومحاكمات ترمب.
وقال جافيد علي، وهو مسؤول كبير سابق في مكافحة الإرهاب، إن منفذي الهجمات المنفردة الذين يتصرفون بتهور، على عكس العنف الجماعي الذي حدث في الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، يشكلون أكبر مصدر للقلق.