ترمب يطالب شاهد رئيسي بعدم الإدلاء بشهادته في تحقيق جورجيا

time reading iconدقائق القراءة - 11
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في نيوهامبشير بالولايات المتحدة. 8 أغسطس 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في نيوهامبشير بالولايات المتحدة. 8 أغسطس 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

هاجم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الاثنين، نائب حاكم ولاية جورجيا السابق جيف دنكان، وطالبه بعدم الإدلاء بشهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى بمقاطعة فولتون في تحقيق بشأن محاولة تغيير نتائج انتخابات الرئاسة في الولاية عام 2020.

وكتب ترمب على حسابه بمنصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي: "أقرأ تقارير تفيد بأن نائب حاكم جورجيا السابق الفاشل، جيف دنكان، سيدلي بشهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى في مقاطعة فولتون"، وفق ما أورد موقع "أكسيوس" الأميركي.

وأضاف: "لا ينبغي له ذلك. أنا أعرفه بالكاد، لكنه كان، منذ بداية الملاحقة السياسية هذه، كارثة بغيضة لأولئك الذين يبحثون في تزوير الانتخابات الذي حدث في جورجيا".

وقال دنكان الذي انتقد مزاعم ترمب بشأن "تزوير الانتخابات" عام 2020، السبت، إنه استدعي للمثول، الثلاثاء، أمام هيئة المحلفين الكبرى في مقاطعة فولتون.

وكتب دنكان في منشور على منصة "إكس" تويتر سابقاً: "يجب على الجمهوريين ألا يسمحوا بالخلط بين الصدق والضعف".

وأفاد موقع "أكسيوس" بأن المدعية العامة لمقاطعة فولتون فاني ويليس، تستعد لإصدار قرار اتهام بشأن جهود ترمب المزعومة للتلاعب بنتائج الانتخابات.

 ويأتي منشور ترمب، الاثنين، بعد أيام من تحذير القاضية المشرفة على محاكمة منفصلة، تتعلق بالتحقيق الفيدرالي في جهوده المزعومة لتغيير نتائج انتخابات 2020، من الإدلاء بـ"تصريحات تحريضية" يمكن أن تخيف الشهود في تلك المحاكمة.

وقالت قاضية المحكمة الجزئية الأميركية تانيا تشوتكان خلال جلسة استماع، الجمعة، إن أي ظهور للتأثير على الشهود سيزيد من الحاجة إلى محاكمة سريعة.

بث محاكمة ترمب

وذكر "أكسيوس" في تقرير منفصل، أن وقائع محاكمة ترمب المحتملة في جورجيا، ربما تبث على شاشات التلفزيون،  إذ يشترط قانون جورجيا السماح بالكاميرات أثناء الإجراءات القضائية بموافقة القاضي. وينظر إلى الكاميرات على أنها جانباً مهماً من جوانب الشفافية.

ورغم تلك التطورات، أفادت حملة ترمب الانتخابية بجمع تبرعات بقيمة 35 مليون دولار في الربع الثاني من عام 2023، أي ما يقرب من ضعف ما جمعته خلال الربع الأول.

كما انخفض انتباه الجمهور إلى إشكالياته القانونية مع كل لائحة اتهام لاحقة، بحسب موقع "أكسيوس".

ويواجه ترمب بالفعل 3 محاكمات جنائية، في واشنطن، بسبب الجهود المبذولة لتغيير نتائج انتخابات 2020، وفي فلوريدا بسبب احتفاظه بوثائق سرية، وفي نيويورك بسبب دفع أموال سرية مزعومة. ودفع ترمب ببراءته في الاتهامات المنسوبة إليه بالقضايا الثلاث. 

"انتهاك" التصويت بجورجيا

في سياق متصل، نقلت شبكة "CNN" الأميركية، الأحد، عن مصادر أن محققين اطلعوا على رسائل نصية ومراسلات عبر البريد الإلكتروني تربط الفريق القانوني للرئيس السابق دونالد ترمب بعمليات مزعومة لخرق نظام التصويت في الولايات المتحدة.

وقالت المصادر إن "المدعين العامين في (مدينة) أتلانتا الذين يحققون بشأن الجهود المبذولة لإلغاء نتائج انتخابات 2020 في (ولاية) جورجيا لديهم رسائل نصية وأخرى بالبريد الإلكتروني تربط أعضاء الفريق القانوني للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشكل مباشر بعملية خرق نظام التصويت التي تمت في أوائل يناير 2021 في مقاطعة كوفي".

وذكرت الشبكة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الأحد، أنه من المتوقع أن تسعى المدعية العامة لمقاطعة فولتون، فاني ويليس، إلى توجيه اتهامات ضد أكثر من 10 أفراد عندما يقدم فريقها قضيته أمام هيئة محلفين كبرى الأسبوع المقبل.

وأشارت إلى أن العديد من الأفراد المتورطين في قضية خرق نظام التصويت بمقاطعة كوفي، هم من بين أولئك الذين قد يواجهون اتهامات في التحقيق الجنائي الأوسع.

الوصول لبرامج التصويت

ووفقاً لما نقلته الشبكة عن مصادر مطلعة، لم تكشف عن هويتها، فإنه لطالما اشتبه المحققون في التحقيق الجنائي بجورجيا في أن الخرق لم يكن جهداً نشأ بشكل طبيعي من قبل مؤيدي ترمب المتعاطفين في مقاطعة كوفي الريفية ذات الأغلبية الجمهورية، وهي المقاطعة التي فاز الرئيس السابق بنحو 70٪ من أصواتها في الانتخابات الأخيرة.

وبحسب الشبكة، تمكن المحققون من جمع أدلة تشير إلى أنه تم دفع هذا الأمر من قبل فريق ترمب، للوصول إلى برامج التصويت الحساسة.

وحاول حلفاء الرئيس السابق الوصول إلى أنظمة التصويت بعد انتخابات 2020، كجزء من حملة أوسع لتقديم أدلة يمكن أن تدعم مزاعمه التي لا أساس لها بحدوث عمليات تزوير على نطاق واسع، حسب CNN.

وأوضحت الشبكة أن خرق نظام التصويت في مقاطعة كوفي بات محل تركيز المحققين قبل عام من الآن، لافتة إلى أنه منذ ذلك الحين تم الكشف عن أدلة جديدة بشأن دور محامي ترمب، والعملاء الذين قاموا بتوظيفهم، وكيف أن هذا الخرق، بالإضافة إلى إجراءات مماثلة في ولايات رئيسية أخرى، كان جزءاً من خطط أوسع لإلغاء نتائج الانتخابات، على حد وصفها.

وتُظهر الرسائل النصية ووثائق المحكمة الأخرى كيف سعى محامو ترمب ومجموعة من العملاء المعينين إلى الوصول إلى أنظمة التصويت في مقاطعة كوفي، خلال الأيام التي سبقت أحداث 6 يناير 2021، إذ واصل حلفاء الرئيس السابق عملية يائسة للبحث عن أي دليل على حدوث تزوير واسع النطاق، لاستخدامه لتأخير التصديق على فوز الرئيس جو بايدن في الانتخابات.

اجتماعات البيت الأبيض

والعام الماضي، أدلى مسؤول سابق في إدارة ترمب السابقة بشهادته أمام لجنة 6 يناير المختارة في مجلس النواب، مفادها أن خطط الوصول إلى أنظمة التصويت في جورجيا تمت مناقشتها في اجتماعات بالبيت الأبيض، بما في ذلك خلال اجتماع داخل المكتب البيضاوي في 18 ديسمبر 2020 حضره ترمب نفسه.

وقبل 6 أيام من حصول العملاء المؤيدين لترمب على الوصول غير المُصرح به إلى أنظمة التصويت، أرسل مسؤول الانتخابات المحلية، الذي يُزعم أنه ساعد في تسهيل عملية الخرق، دعوة مكتوبة إلى المحامين الذين يعملون لصالح الرئيس السابق، وفقاً لرسائل نصية حصلت عليها "CNN".

وحسبما قالت مصادر متعددة للشبكة، قام المحققون بفحص الإجراءات التي اتخذها مختلف الأفراد المتورطين، بما في ذلك ميستي هامبتون، المسؤولة السابقة في انتخابات مقاطعة كوفي التي كتبت خطاب الدعوة المشار إليه في الرسائل النصية والوثائق الأخرى التي تم تسليمها إلى المدعين العامين.

كما فحصوا أيضاً تورط محامي ترمب آنذاك رودي جولياني، الذي تم إبلاغه العام الماضي بأنه كان هدفاً في تحقيق مقاطعة فولتون، وزميلته المحامية سيدني باول كجزء من التحقيق، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

وتمت مشاركة خطاب الدعوة مع المحامين والمحقق الذي كان يعمل مع جولياني في ذلك الوقت، حسبما تظهر الرسائل النصية التي حصلت عليها الشبكة.

أدوار جولياني

وفي الأول من يناير 2021، أي قبل أيام من خرق أنظمة التصويت في 7 يناير، شاركت كاثرين فريس، وهي محامية تعمل مع جولياني وسيدني باول وحلفاء آخرين دعوة مكتوبة لفحص أنظمة التصويت في مقاطعة كوفي مع مجموعة من حلفاء ترمب.

وضمت تلك المجموعة أعضاء في شركة "سوليفان ستريكلر"، التي استأجرها محامو الرئيس السابق لفحص أنظمة التصويت في مقاطعة جورجيا الصغيرة ذات الأغلبية الجمهورية.

وفي اليوم نفسه، أرسلت فريس خطاب الدعوة إلى مقاطعة كوفي بجورجيا إلى مفوض شرطة نيويورك السابق بيرني كيريك، والذي كان يعمل مع جولياني للعثور على دليل يدعم مزاعمهم التي لا أساس لها باحتمالية تزوير أصوات الناخبين على نطاق واسع، وفقاً لوثائق المحكمة.

وأظهرت الوثائق أن فريس أبلغت العملاء الذين نفذوا الخرق في مقاطعة كوفي وآخرين يعملون مباشرةً مع جولياني بأن فريق ترمب قد حصل على إذن كتابي، ولكن لم تتمكن الشبكة من الوصول إلى فريس للحصول على تعليق.

ووفقاً لـ"CNN"، فإنَّ الرسائل والوثائق تربط جولياني بخرق مقاطعة كوفي، كما تسلط الضوء على قناة اتصال أخرى بين المحامين الموالين لترمب ونشطاء الولايات المهمة الذين عملوا معاً لتزويد الأفراد غير المصرح لهم بالوصول إلى برامج التصويت الحساسة، ولكن روبرت كوستيلو، محامي جولياني، نفى أن يكون للأخير أي علاقة بالأمر.

وبعد وقت قصير من يوم الانتخابات، حذرت هامبتون، التي لا تزال تشغل منصب المسؤولة الانتخابية الأعلى في مقاطعة كوفي، خلال اجتماع مجلس انتخابات الولاية من أنه يمكن التلاعب ببرامج التصويت بسهولة بالغة لقلب الأصوات من مرشح إلى آخر، ولكن مسؤولي حملة ترمب لاحظوا الأمر وتواصلوا معها في اليوم نفسه.

تصديق فوز بايدن

وأرسل أحد موظفي حملة الرئيس السابق رسالة بالبريد الإلكتروني إلى هامبتون في ذلك الوقت، قائلاً: "أرغب في الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات بشأن الأمر"، وفقاً لوثائق نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" لأول مرة.

وفي أوائل ديسمبر 2020، أخَّرت هامبتون التصديق على فوز بايدن في جورجيا من خلال رفضها التحقق من صحة نتائج عمليات إعادة الفرز حتى حلول موعدها النهائي، وكانت مقاطعة كوفي هي المقاطعة الوحيدة في جورجيا التي فشلت في التصديق على نتائج الانتخابات بسبب المشاكل التي أثارتها هامبتون في ذلك الوقت.

ونشرت هامبتون أيضاً مقطع فيديو عبر الإنترنت تدعي فيه فضح المشكلات المتعلقة بنظام التصويت في المقاطعة، وتم استخدام هذا الفيديو من قبل محامي ترمب، بما في ذلك جولياني، كجزء من مساعيهم لإقناع المشرعين في عدة ولايات بوجود دليل على أن نتائج انتخابات 2020 شابتها مشكلات في نظام التصويت نفسه.

وتظهر الرسائل النصية والوثائق الأخرى التي حصلت عليها "CNN" أن حلفاء ترمب كانوا يسعون للوصول إلى نظام التصويت في مقاطعة كوفي بحلول منتصف ديسمبر 2020، وسط تزايد الطلبات لإثبات حدوث تزوير واسع النطاق في الانتخابات.

وفي 18 ديسمبر 2020، ألمح جولياني خلال اجتماع في المكتب البيضاوي إلى خطة للحصول على "وصول طوعي" إلى برامج التصويت في جورجيا، وفقاً لشهادة أدلى بها أمام لجنة 6 يناير بمجلس النواب الأميركي.

وبعد أيام، شاركت هامبتون الدعوة المكتوبة للوصول إلى مكتب الانتخابات في المقاطعة مع محامي ترمب. ويُزعم أنها ومسؤولة الانتخابات الأخرى كاثي لاثام، ساعدتا عملاء الرئيس السابق في الوصول إلى أنظمة التصويت في المقاطعة، وفقاً للوثائق والشهادات ومقاطع فيديو المراقبة التي تم جمعها كجزء من دعوى مدنية تركز على تأمين الانتخابات في الولاية.

وتعرضت لاثام للتدقيق بسبب دورها في اختراق مقاطعة كوفي، بعدما أظهرت مقاطع المراقبة أنها سمحت لعملاء خارجيين غير مُصرح لهم بقضاء ساعات في فحص أنظمة التصويت هناك. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات