تنظم بولندا أكبر عرض عسكري منذ الحرب الباردة، الثلاثاء، إذ ستستعرض الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي "الناتو" قواها العسكرية، وسط آمال حكومية بأن يكون العرض "رسالة إلى روسيا" وإلى الناخبين، قبل الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.
وسيضم عرض يوم القوات المسلحة، الموافق للذكرى السنوية رقم 103 لنصر بولندا على الاتحاد السوفيتي في معركة وارسو، ألفي جندي من بولندا وغيرها من الدول الأعضاء بحلف الناتو.
وسيطوفون العاصمة البولندية وارسو ومعهم 200 من المعدات العسكرية و92 طائرة.
وسيشمل الموكب معدات منها دبابات أميركية من طراز M1A1 Abrams ودبابات كورية جنوبية من طراز K-2 ومدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع من طراز K-9 فضلاً عن راجمات صواريخ من طراز "هيمارس" وأنظمة "باتريوت" للدفاع الجوي.
كما سيشارك في العرض مركبات مشاة بولندية الصنع من طراز "بورسوك"، وناقلات جند مدرعة من طراز "روسوماك".
وقال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك، الأحد الماضي، إن "هذا العرض سيكون مختلفاً عما قبله، سنتمكن من مشاهدة تطور عملية تحديث معدات الجيش البولندي".
ودفع الغزو الروسي لأوكرانيا حزب "القانون والعدالة" القومي الحاكم إلى إعطاء الأولوية لتعزيز القوات المسلحة، ومع وصول الحملة الانتخابية إلى ذروتها، يوفر استعراض القوة العسكرية فرصة لتدعيم مؤهلاته الأمنية.
ويقول حزب "القانون والعدالة"، الذي تولى السلطة في 2015، إن العرض سيظهر مدى التطوير الذي شهده الجيش في إطار عملية إعادة بناء بعد أعوام من نقص الاستثمار في عهد الحكومة السابقة.
وتعهد الحزب بزيادة حجم الجيش إلى الضعف، وإنفاق نحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام.
ومن ناحية أخرى، يقول نواب البرلمان المنتمون للمعارضة، إن الحكومة تستخدم الجيش لصالح مكاسبها السياسية.
مخاوف بولندية
يأتي ذلك فيما تشعر بولندا بقلق متزايد إزاء منطقة الحدود منذ وصول مئات من مقاتلي مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة إلى بيلاروس الشهر الماضي بدعوة من الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وأعلن وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك، الخميس الماضي، عزم بلاده نقل قوات إضافية قوامها نحو 10 آلاف جندي إلى الحدود مع بيلاروس لدعم قوات حرس الحدود.
وذكر بلاشتشاك في مقابلة مع محطة إذاعية، أن "نحو 10 آلاف جندي سيكونون على الحدود، 4 آلاف سيدعمون مباشرة حرس الحدود و6 آلاف سيكونون ضمن الاحتياط".
وأضاف: "ننقل قوات الجيش قرب الحدود مع بيلاروس لردع المعتدي لكي لا يجرؤ على مهاجمتنا".
أداة أميركية
وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قال، الأربعاء الماضي، إن "بولندا أعلنت عزمها بناء أقوى جيش في القارة وأصبحت الأداة الرئيسية لسياسة الولايات المتحدة المناهضة لروسيا".
ولفت شويجو إلى أن "عدد الوحدات العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي من خارج المنطقة المتمركزة في شرق أوروبا ارتفع بواقع مرتين ونصف المرة منذ فبراير من العام الماضي ليبلغ العدد الإجمالي للقوات 30 ألف جندي حالياً".
واعتبر أن "هذه التهديدات للأمن العسكري الروسي تتطلب رداً مناسباً في توقيته وطبيعته"، مضيفاً: "سنناقش التدابير اللازمة لتحييدهم خلال الاجتماع ونتخذ القرارات المناسبة".