قالت وسائل إعلام كورية شمالية رسمية إن بيونج يانج خلصت إلى أن الجندي الأميركي ترافيس كينج يريد اللجوء إلى كوريا الشمالية أو دولة أخرى بسبب "المعاملة غير الإنسانية والتمييز العنصري داخل الجيش الأميركي"، فيما شككت واشنطن في التصريحات المنسوبة للجندي، قائلة إنها لا يمكنها التحقق منها.
وهذا أول اعتراف علني من كوريا الشمالية بعبور كينج من كوريا الجنوبية في 17 يوليو.
وعبر كينج، الجندي في الجيش الأميركي، إلى الشمال أثناء قيامه بجولة مدنية في المنطقة الأمنية المشتركة على الحدود الشديدة التحصين بين الكوريتين.
وعبر مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم بأن كينج عبر الحدود عمداً، ويمتنعون حتى الآن عن تصنيفه أسير حرب.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن محققين كوريين شماليين خلصوا أيضاً إلى أن كينج عبر عن عمد وبشكل غير قانوني بقصد البقاء في كوريا الشمالية أو في دولة ثالثة.
وأضافت الوكالة "اعترف ترافيس كينج خلال التحقيق بأنه قرر القدوم إلى كوريا الشمالية لشعوره بالضيق من سوء المعاملة اللاإنسانية والتمييز العنصري داخل الجيش الأميركي".
وأردفت "كما أبدى رغبته في طلب اللجوء إلى كوريا الشمالية أو دولة ثالثة، قائلا إنه يشعر بخيبة أمل من المجتمع الأميركي الذي يفتقر للمساواة".
وأفادت الوكالة الرسمية بأن كينج "ظل تحت سيطرة جنود الجيش الشعبي الكوري" بعد عبوره، ولا يزال قيد التحقيق.
مصير غامض
وقال مسؤولون أميركيون إن كوريا الشمالية لم تقدم حتى الآن ردوداً موضوعية على طلباتهم للحصول على معلومات عن كينج.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إنها لا تستطيع التحقق من تصريحات كينج التي أوردتها وكالة الأنباء المركزية الكورية، وإنها لا تزال تركز على عودته سالماً.
وقال متحدث باسم قيادة الأمم المتحدة، التي تشرف على المنطقة الحدودية التي عبرها كينج، إنه ليس لديه ما يضيفه إلى البيانات السابقة.
أسير حرب؟
ولم يحدد الجيش الأميركي بعد وضع الجندي البالغ من العمر 23 عاماً.
وهو مؤهل على ما يبدو لاعتباره أسير حرب لأنه جندي في الخدمة الفعلية، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لا تزالان في حالة حرب من الناحية النظرية. فقد انتهت الحرب الكورية التي دارت رحاها من 1950 إلى 1953 بهدنة وليس معاهدة سلام. ولا تزال شبه الجزيرة الكورية من الناحية الفنية في حالة حرب فيما تشرف قيادة الأمم المتحدة على الهدنة.
وقال مسؤولون أميركيون إن هناك عوامل تحرم كينج على ما يبدو من الحصول على وضع أسير الحرب منها قراره العبور إلى كوريا الشمالية بمحض إرادته بزي مدني.
التحق كينج بالجيش الأميركي في يناير 2021، وهو أحد أفراد سلاح الفرسان الكشفي ضمن قوة التناوب الكورية، وهو جزء من الالتزام الأمني الأميركي تجاه كوريا الجنوبية.
لكنه يعاني من مشكلات قانونية، إذ تشير وثائق قضائية إلى أنه يواجه زعمين بالاعتداء في كوريا الجنوبية. وأقر في النهاية بأنه مذنب في إحدى واقعتي الاعتداء وتدمير الممتلكات العامة لإلحاق الضرر بسيارة شرطة. وكان من المنتظر أن يواجه المزيد من الإجراءات التأديبية لدى عودته إلى الولايات المتحدة.
وكان كينج قد أنهى فترة الاعتقال العسكري قبل أن ينقله الجيش الأميركي إلى المطار للعودة إلى وحدته في الولايات المتحدة. لكنه غادر المطار وانضم إلى جولة في المنطقة الحدودية، حيث عبر الحدود على الرغم من محاولات الحراس الكوريين الجنوبيين والأميركيين منعه.
المنطقة الأمنية المشتركة
والمنطقة الأمنية المشتركة هي الجزء الأكثر شهرة في المنطقة المنزوعة السلاح الأوسع بين الكوريتين الجنوبية والشمالية، وتعد الجولات في المنطقة مفتوحة للجمهور، وتنظمها قيادة الأمم المتحدة.
أما المنطقة المنزوعة السلاح الأوسع نطاقاً (DMZ) فهي المنطقة العازلة التي تفصل بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بطول 160 ميلاً، وأصبحت واحدة من أكثر الحدود تحصيناً في العالم، وتحيط بها أميال من الأسلاك الشائكة والألغام الأرضية ويحرسها جنود من الجانبين منذ عقود.
وتم نزع السلاح في تلك المنطقة منذ عام 2018، بعد اتفاق عسكري بين الكوريتين. لذا فإن كل من قيادة الأمم المتحدة والجنود الكوريين الشماليين في المنطقة غير مسلحين، ولا يُسمح للجانبين بعبور خط الترسيم العسكري الفاصل بين الشمال والجنوب.
ولا يوجد سوى خط صغير مرتفع على الأرض يحدد الحدود، ويتطلب المرور عبره خطوة واحدة فقط، كما فعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، عندما التقى بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون عام 2019.
اقرأ أيضاً: