سباق أميركي صيني لتوظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع المسيَّرات

time reading iconدقائق القراءة - 5
طائرة مسيَّرة صينية من طراز Attack-2 تحلق في مقاطعة قوانجدونج جنوب الصين. 5 نوفمبر 2022 - Xinhua.cn
طائرة مسيَّرة صينية من طراز Attack-2 تحلق في مقاطعة قوانجدونج جنوب الصين. 5 نوفمبر 2022 - Xinhua.cn
دبي- الشرق

تعمل الولايات المتحدة والصين على تسريع وتيرة الأبحاث المتعلقة بدمج الذكاء الاصطناعي في العتاد العسكري، ضمن سباق عالمي للاستفادة من التكنولوجيا التي يتوسع استخدمها بشكل متزايد، حسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وأوضحت الصحيفة، الأحد، أن الأولويات الأميركية والصينية تشمل الأسلحة القادرة على إصابة الأهداف دون مساعدة بشرية، بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، لتحديد الأهداف من الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية.

وفي إحدى التجارب التي أجرتها الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع في الصين، أخيراً، اجتاز سرب مكوّن من عشرات الطائرات المُسيَّرة اختبار إشارات التشويش بمساعدة بعضهم بعضاً، وفقاً لتقارير نشرتها وسائل إعلام حكومية.

كما أشارت وسائل الإعلام الصينية إلى نجاح الطائرات المُسيَّرة من دون مساعدة بشرية في تحديد وتدمير هدف باستخدام نوع من الأسلحة الجوية يُعرف باسم loitering munitions (ذخائر ذكية تحوم حول الهدف قبل إصابته).

تدريب أثناء الطيران

من ناحيتها، أجرت الولايات المتحدة تدريباً مشتركاً مع بريطانيا وأستراليا في أبريل الماضي، باستخدام طائرات مُسيَّرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي في سرب لتتبع ومحاكاة الهجمات على المركبات الأرضية، مثل الدبابات، والمركبات المدرعة.

وقال المنظمون خلال التدريب، إنهم أعادوا تدريب المُسيَّرات أثناء الطيران من خلال إرسال تحديثات لبرامج الاستهداف التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

وفي وقت سابق من العام الحالي، أعلنت وكالة المشاريع البحثية الدفاعية المتقدمة، والتي تعمل على تنسيق البحوث المتعلقة بالتقنيات الناشئة لصالح الجيش الأميركي، إبرام عقد لمشروع يُمكن أن يضم مسيرات جوية، وبرية، وبحرية تعمل بالذكاء الاصطناعي.

ووجدت دراسة حديثة أجراها مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة بجامعة "جورج تاون "في واشنطن على المئات من سجلات المشتريات العسكرية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، أن نحو ثلث العقود المعروفة التي أُبرمت في الولايات المتحدة والصين خلال 8 أشهر من عام 2020، كانت لمركبات ذكية وذاتية القيادة.

تجارب أوكرانية

واستخدمت أوكرانيا مسيّرات ذاتية القيادة لمواجهة الغزو الروسي، في واحدة من التجارب الأولى داخل ساحات القتال، لتكنولوجيا المسيَّرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

وقالت نائبة مدير قسم التحليلات بمركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة الأميركي، مارجريتا كوناييف، للصحيفة، إن "الجيش الأميركي يتعلم من خلال الحرب في أوكرانيا، الكثير عن قيمة هذه التقنيات في ساحة المعركة".

ووجدت الدراسة التي أجراها مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة أيضاً أن أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع شكلت ثاني أكبر حصة من عقود الشراء في كلا البلدين. 

ويشمل ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية من أجل تحديد الأهداف المحتملة.

وأوضحت الدراسة أن الولايات المتحدة والصين تنفقان مليارات الدولارات على البحث والتطوير العسكريين في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن كوناييف ذكرت أن "الطريق طويل ومُعقد من الابتكار ثم التبني وصولاً إلى الاستخدام واسع النطاق".

مخاوف أميركية

وأثارت الاختراقات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي وبالأخص بالقطاع الدفاعي، مخاوف واشنطن من التخلف عن بكين التي تتجه منذ عام 2021، إلى خلق نهج جديد في الحروب يعتمد على البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي التي تساعد في تحديد نقاط ضعف أميركا ثم استخدام جميع فروع جيشها لشن ضربات دقيقة، بحسب الصحيفة.

كما لفتت "وول ستريت جورنال" إلى وجود مخاوف من احتمال ظهور أسلحة يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي قد تدفع إلى تصعيد عسكري غير مقصود.

واستضافت هولندا، في فبراير الماضي، اجتماعاً ضم 50 دولة منها الولايات المتحدة والصين، لمناقشة الاستخدام المسؤول لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري.

وأصدر المشاركون في ختام الاجتماع، مجموعة مبادئ غير ملزمة، شددوا فيها على "أهمية الرقابة البشرية على استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي".

وقال مسؤولون أميركيون إنهم حاولوا إشراك الصين في المحادثات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الجيوش، إلى جانب قضايا أخرى مثل المخاطر النووية، مشيرين إلى أن هذه المحادثات لم تتجاوز إطار الحوارات القصيرة على هامش المؤتمرات الدولية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات