قمة "بريكس".. لولا يرفض "الاستعمار الجديد" ومودي يستعرض قوة الهند

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في كلمة له خلال اجتماع زعماء دول مجموعة "بريكس" في جوهانسبيرج. 22 أغسطس 2023 - AFP
الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في كلمة له خلال اجتماع زعماء دول مجموعة "بريكس" في جوهانسبيرج. 22 أغسطس 2023 - AFP
جوهانسبرج- الشرق

رفض الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الثلاثاء، ما وصفه بـ"الاستعمار الجديد" الذي يفرض قيوداً اقتصادية بحجة "حماية البيئة"، معتبراً أن وجود 3 دول من مجموعة البريكس في مجموعة العشرين "فرصة عظيمة لإحراز تقدم في قضايا الجنوب العالمي"، فيما استعرض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قوة اقتصاد بلاده، قائلاً إن الهند ستصبح محرك النمو العالمي في السنوات المقبلة.

وقال الرئيس البرازيلي، في كلمة له خلال اجتماع زعماء دول مجموعة "بريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، إن "البريكس تخطت "مجموعة السبع" وباتت تشكل 42% من الناتج المحلي العالمي"، معتبراً أن اقتصادات المجموعة تحقق "تقدماً نحو الأمام".

وذكر أن "قرابة 400 شركة من دول المجموعة تعمل في البرازيل، وأطلقنا خطة جديدة للبنية التحتية في بلادنا قد تجذب اهتمام المستثمرين من دول البريكس"، موضحاً أن المجموعة "تعمل على تكامل اقتصادي أكبر لكي تكون لدينا وحدة لا تستبدل عملاتنا المحلية".

ورفض الرئيس البرازيلي ما وصفه بـ"الاستعمار الجديد الذي يفرض قيوداً التجارية بحجة حماية البيئة"، مضيفاً أنه "اعتباراً من ديسمبر المقبل، ستتولى البرازيل رئاسة مجموعة العشرين، وأن وجود ثلاثة أعضاء من مجموعة البريكس في مجموعة العشرين فرصة عظيمة لإحراز تقدم في قضايا الجنوب العالمي".

واعتبر الرئيس البرازيلي أن قرار إنشاء بنك بريكس للتنمية في 2014، جاء في "مرحلة أساسية ويعتبر منصة استراتيجية لتمويل الدول النامية"، مشدداً على "أهمية أن يكون بنك التنمية رائداً على مستوى العالم في تمويل المشاريع الأكثر أهمية في الوقت الحالي".

وذكر لولا دا سيلفا أنه "لكي ينمو الاستثمار، يجب علينا أن نضمن ارتفاع الثقة، والقدرة على التنبؤ والاستقرار القانوني والسياسي والاجتماعي للقطاع الخاص"، معرباً عن تأييده لـ"تبني عملة موحدة، لا تحل محل عملاتنا الوطنية".

وأشار إلى "تمتع مجموعة البريكس بفرصة فريدة لتشكيل مسار التنمية العالمية"، موضحاً أن "بلداننا تمثل ثلث الاقتصاد العالمي، وسوف تتصاعد أهمية المجموعة مع دخول أعضاء وشركاء جدد".

"الهند محرك النمو العالمي"

من جهته، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال القمة، إن بلاده "من أسرع الدول نمواً وستصبح قريباً اقتصاداً قيمته 5 تريليونات دولار"، مبيناً أن الهند "ستصبح خلال السنوات القادمة محرك النمو لاقتصاد العالم".

وأضاف أن "الهند حوّلت الأزمات خلال السنوات الماضية إلى فرص اقتصادية، وأجرت إصلاحات عديدة، وأعادت هيكلة الاقتصاد، وأصبحت من ضمن قادة العالم في قطاع الطاقة المتجددة"، معرباً عن سعي بلاده إلى أن "تصبح مركزاً صناعياً للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر".

وأشار إلى أن "الإصلاحات ساعدت في تحسين الأعمال والاقتصاد في الهند، كما أنها رفعت كل الإجراءات البيروقراطية".

وذكر أن الهند "أنفقت 120 مليار دولار على تطوير البنى التحتية، وضاعفت الطرق المعبدة والمطارات"، معتبراً أن "مجموعة البريكس مثلت بارقة أمل للاقتصاد العالمي في أوقات الأزمات، كما لعبت دوراً مهماً في تعزيز الاقتصاد العالمي".

عملة موحدة

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن مسؤول رفيع لم تسمه قوله: إن "بنك مجموعة بريكس يعمل على تطوير عملة رقمية موحدة لدول المجموعة"، فيما اعتبر رئيس قسم السياسة النقدية في بنك "بريكس" أيفاندو كاسينو أن "إصدار العملة الرقمية سيتم على مراحل، وقد تبصر النور في غضون 5 إلى 10 سنوات".

وتوقع كاسينو أن "يتم استخدام العملة في البداية كأداة للاستثمار، وبعد ذلك في التعاملات التجارية".

ومن المتوقع أن تبحث قمة البريكس مسألة توسع المجموعة مع سعي بعض الأعضاء لتحويلها إلى قوة موازية للغرب، كما يناقش جدول أعمال القمة أيضاً تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء.

لكن المنظمين في جنوب إفريقيا يقولون إنه لن يجري مناقشة مسألة عملة لبريكس، وهي فكرة طرحتها البرازيل في وقت سابق من هذا العام كبديل للاعتماد على الدولار.

وتظل بريكس تضم مجموعة متباينة من الدول تمتد من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم الذي يعان حالياً من التباطؤ، إلى جنوب إفريقيا، مضيف هذا العام الضعيف اقتصادياً الذي يواجه أزمة طاقة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي، بحسب وكالة "رويترز".

والهند تعزز تقاربها مع الغرب، وكذا تفعل البرازيل في عهد زعيمها الجديد، بينما تعاني روسيا من عقوبات غربية بسبب حربها في أوكرانيا.

وتقع اشتباكات بين الهند والصين على طول حدودهما المتنازع عليها بين الحين والآخر، مما يزيد من صعوبة صنع القرار في مجموعة تعتمد على توافق الآراء.

وكان التوسع هدفاً للصين منذ فترة طويلة إذ تأمل أن تضفي العضوية الأوسع نفوذاً لمجموعة تضم بالفعل نحو 40% من سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ويشارك القادة في اجتماع مغلق وعشاء، مساء الثلاثاء، من المرجح أن يناقشوا فيه إطار عمل ومعايير القبول لدول جديدة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات