روسيا تحقق في تحطم طائرة بريجوجين.. وترجيحات أميركية باستهدافها

مشّط محققون حطام طائرة كان على متنها رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة  يفجيني بريجوجين الخميس، فيما قال مسؤولان أميركيان إنهما يعتقدان أن صاروخ "أرض- جو" انطلق من روسيا هو ما أسقط على الأرجح الطائرة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤولين الأميركيين، اللذين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما نظراً لحساسية الأمر، تشديدهما على أن المعلومات لا تزال أولية وقيد المراجعة.

وتتناقض تلك الترجيحات مع ما نقلته وسائل إعلام روسية رسمية عن السلطات التي قالت إن معاينة موقع تحطم الطائرة لا يشير إلى استهدافها بنيران دفاعات جوية.

تحقيق جنائي

وفتح المحققون الروس تحقيقاً جنائياً لكن لم ترد أنباء رسمية عن سبب سقوط الطائرة مساء الأربعاء، أو حتى تأكيد رسمي لوفاة بريجوجن باستثناء بيان من هيئة الطيران يقول إنه كان على متن الطائرة.

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشاد ببريجوجين ووصفه بأنه رجل أعمال موهوب، وقال إنه يود التعبير عن خالص تعازيه لأسر الذين لقوا حتفهم في الحادث.

وأضاف بوتين في تصريحات تلفزيونية أن من الضروري انتظار نتيجة التحقيق الرسمي في الحادث الذي قُتل فيه جميع الأشخاص العشرة الذين كانوا على متن الطائرة، قائلا إن الفحص سيستغرق بعض الوقت.

وسقطت الطائرة الخاصة (إمبراير ليجاسي 600)، التي أقلعت من موسكو في طريقها إلى سان بطرسبرج، قرب قرية كوجينكينو بمنطقة تفير شمالي موسكو.

احتمالية القنبلة

وأفاد منفذ "بازا" الإخباري، الذي له مصادر جيدة بين وكالات إنفاذ القانون، بأن المحققين يركزون على نظرية تفيد باحتمال زرع قنبلة أو اثنتين على متن الطائرة.

وقالت مصادر لم تُذكر بالاسم لوسائل إعلام روسية إنها تعتقد أن الطائرة أُسقطت بصاروخ أرض جو أو أكثر. ولم تتمكن "رويترز" من تأكيد أي من الروايتين.

وقال سكان كوجينكينو إنهم سمعوا دويّاً ثم رأوا الطائرة وهي تسقط على الأرض. ولم تُظهر الطائرة أي علامة على وجود مشكلة حتى سقطت بشدة في آخر 30 ثانية، بحسب بيانات تتبع الرحلة.

أوكرانيا تنفي تورطها

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن بلاده ليست متورطة في وفاة يفجيني بريجوجين، الذي تحطمت طائرته الخاصة شمال موسكو، الأربعاء.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الأوكرانية للأنباء عن زيلينسكي قوله للصحافيين: "ليس لنا أي علاقة بهذا الأمر. الجميع يعي من له علاقة بذلك".

كانت وكالة "تاس" الروسية الرسمية ذكرت أن 10 أشخاص لقوا حتفهم بعد سقوط طائرة خاصة في منطقة تفير شمالي موسكو، وأكدت السلطات أن بريجوجين كان بين ركاب الطائرة.

وحذر رئيس وزراء بولندا ماتيوش مورافيتسكي من أن مجموعة "فاجنر" ستصبح تهديداً أكبر بالنسبة للغرب، في حال وفاة بريجوجين لأنها ستصبح تحت سيطرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف مورافيتسكي في مؤتمر صحافي: "أصبحت المجموعة تحت قيادة بوتين، لندع الجميع يجيبون على السؤال بأنفسهم - هل سيكون الخطر أكبر أم أقل؟.. بالنسبة لي، هذا سؤال بلاغي".

لحظات الرحلة الأخيرة

وقال سكان قرية روسية قرب موقع تحطم الطائرة إنهم سمعوا دوي انفجار ثم شاهدوا طائرة تهوي نحو الأرض.

وتحطمت الطائرة الخاصة من طراز "إمبراير ليجاسي 600"، الأربعاء، قرب قرية كوجينكينو بمنطقة تفير وهي في طريقها من موسكو إلى سانت بطرسبرج ما أودى بحياة كل من كانوا على متنها وعددهم 10 أشخاص هم 7 ركاب و 3 من أفراد الطاقم.

ولم يصدر تعليق رسمي بعد من الكرملين أو وزارة الدفاع بشأن مصير بريجوجين، لكن قناة على تطبيق "تليجرام" تسمي "جراي زون" ومرتبطة بـ"فاجنر" أعلنت وفاته.

وشاهد مراسل من "رويترز" في موقع التحطم في وقت مبكر من صباح الخميس، رجالاً وهم يحملون أكياس الجثث السوداء على محفات.

وظهر جزء من ذيل الطائرة باللونين الأبيض والأزرق وأجزاء أخرى من الحطام على الأرض قرب منطقة أشجار، ويوجد جزء من الحطام قرب ما بدا أنه بناية مهجورة غير مكتملة البناء.

ونصب محققون جنائيون خيمة ومعدات إضاءة في الموقع. 

وقال أحد سكان القرية ويدعى فيتالي ستيبينوك (72 عاماً) لـ"رويترز": "سمعت انفجارا أو فرقعة. عادة إذا حدث انفجار على الأرض تسمح صدى للصوت لكن الأمر كان دوياً فحسب ونظرت للأعلى فرأيت دخاناً أبيض".

وأضاف: "انفصل أحد الجناحين في اتجاه مغاير بينما سقط جسم الطائرة هكذا" مشيراً بذراعيه لتوجه الطائرة مباشرة صوب الأرض.

وتابع الرجل "ثم انزلقت على جناح واحد لم تسقط بمقدمتها بل انزلقت"، مشيراً إلى أنه كان يخشى أن تسقط على منازل في القرية.

وزاد: "كنت هناك فقفزت على دراجتي ووصلت (لموقع التحطم) خلال نحو 20 دقيقة، كانت النيران تأكل كل شيء، وكان هناك أشخاص يتحركون حول الحطام. سحبوا شخصاً أو رفات شخص.. لم أتبين الأمر جيداً. رأيت الرقم على الطائرة وأخبرتهم به".

وقال قروي آخر اسمه أناتولي: "بالنسبة لاحتمالات ما حدث، أقول ما يلي.. ليست صاعقة برق بل انفجار معدني... سمعت أشياء كتلك من قبل... ثم سقطت هناك" وهو يشير صوب مزرعة.

تأرجح في السماء

وأفاد تقرير من خدمة تتبع الرحلات "فلايترادار24" بأن الطائرة الخاصة التي يُعتقد أن بريجوجين كان على متنها تأرجحت في السماء لفترة قصيرة، قبل سقوطها، بحسب وكالة "تاس" الروسية للأنباء. 

وذكر التقرير أن الطائرة استمرت في تحليق مستقيم على ارتفاع حوالي 8500 متر حتى الساعة 6:19 مساءً بتوقيت موسكو (3:19 بتوقيت جرينتش)، حينما انخفض ارتفاعها بشكل حاد، وبعد فترة وجيزة ارتفعت الطائرة مجدداً وبلغت أقصى ارتفاع لها في الرحلة إلى حوالي 9150 متراً، ومن ثم هبطت إلى مستوى 8400 متر، بعد ذلك استقرت الطائرة على ارتفاع 8900 متر قبل أن تبدأ في الهبوط بشكل حاد مجدداً.

وأشارت "فلايترادار24" إلى أنها تلقت آخر البيانات بشأن الرحلة عندما كانت الطائرة على ارتفاع حوالي 6 آلاف متر، بعد ذلك توقفت الطائرة عن إرسال البيانات، ما يعني لحظة الضربة.

تحقيق مستمر

ونقلت وكالة "تاس" عن هيئة الطيران الأربعاء، إعلانها أن تحقيقاً بدأ في الحادث، موضحة أنه وفقاً لقائمة الركاب، كان من بينهم اسم ولقب يفجيني بريجوجين.

وبالتزامن مع تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، أغلقت الشرطة المنطقة المحيطة بموقع الحادث.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه لم يفاجأ بالتقارير التي تفيد بأن بريجوجن ربما توفي في الحادث، معتبراً أنه لا يحدث الكثير في البلاد دون يكون بوتين ضالعاً فيه.

اقرأ أيضاً: