الخرطوم تعتبر تصريحات سفير واشنطن بشأن حكم السودان "غير لائقة"

time reading iconدقائق القراءة - 7
مبنى وزارة الخارجية في العاصمة السودانية الخرطوم. 23 يونيو 2020 - AFP
مبنى وزارة الخارجية في العاصمة السودانية الخرطوم. 23 يونيو 2020 - AFP
دبي-الشرق

أعربت وزارة الخارجية السودانية، السبت، عن استيائها من التصريحات التي أدلى بها السفير الأميركي بالخرطوم جون جودفري، الجمعة، بشأن عدم صلاحية طرفي الصراع في البلاد للحكم، معتبرة أنها غير "غير لائقة".
          
ووصفت الخارجية السودانية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سونا"، تصريحات جودفري بأنها "تتنافى مع الأعراف والقواعد الدبلوماسية، ولا تساعد على الخروج من الأزمة".
          
وأضافت أن في حديث السفير الأميركي عن الجيش السوداني كطرف مكافئ لقوات الدعم السريع "افتقاد للإنصاف والاتساق الأخلاقي".
          
وتابعت: "نتوقع من السفير الأميركي وحكومة بلاده تصحيح هذا الموقف غير المتوازن والمعيب".





واعتبر البيان أن تغريدة جودفري "غير اللائقة لا تُمثل فقط خروجاً على الأعراف الدبلوماسية وقواعد التعامل بين الدول والاحترام المتبادل لسيادة كل منها الآخر، وإنما تتنافى أيضاً مع  مقتضيات الكياسة والمهنية الدبلوماسية".

وأفادت بأن تصريحات جودفري "تُعبّر عن عدم احترام السفير الأميركي للشعب السوداني واستقلاله، بتنصيب نفسه وصياً عليه يحدد له من يصلح أو لا يصلح لحكمه".
          
كان جودفري قال ،الجمعة، إن طرفي الحرب في السودان أثبتا أنهما "غير صالحين لحكم البلاد"، وإن عليهما إنهاء الصراع ونقل السلطة لحكومة انتقالية مدنية.
          
وأضاف على منصة "X"، تويتر سابقاً: "على الأطراف المتحاربة، التي أثبتت أنها غير صالحة للحكم، إنهاء الصراع ونقل السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية".
        




وجاء ذلك وسط تصاعد الهجمات في الخرطوم، بين الجيش وقوات الدعم السريع من أجل السيطرة على العاصمة.

ونفذ الجيش السوداني، السبت، قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً على أجزاء واسعة في مدن العاصمة الخرطوم الثلاث استهدف تمركزات لقوات الدعم السريع.
          
وأبلغ شهود عيان وكالة أنباء العالم العربي (AWP)، بأن القصف الجوي الذي شنه الطيران الحربي التابع للجيش صباح السبت على مواقع تمركز الدعم السريع كان الأعنف منذ عدة أسابيع.
          
وذكر الشهود أن القصف طال نواحي المدينة الرياضية وأرض المعسكرات التابعة لقوات الدعم السريع جنوب الخرطوم، وأن أصوات الانفجارت والقذائف تعالت بصورة عنيفة، وسمعت في منطقة جنوب الخرطوم القريبة من تمركزات قوات الدعم السريع.
          
وأكد الشهود أن مناطق شرق ووسط الخرطوم التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ بدء القتال شهدت قصفاً مدفعياً مكثفاً من منطقتي سلاح المهندسين جنوب أم درمان، وسلاح المدرعات جنوب الخرطوم.
          
وشن الجيش غارات جوية أيضاً على مواقع للدعم السريع في محلية شرق النيل أقصى شرق العاصمة، وفقاً للشهود.
          
وكانت اشتباكات عنيفة دارات مساء الجمعة بمعسكر الشجرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفي وقت لاحق قال الجيش إنه تصدى لهجوم على المعسكر، الذي تقول قوات الدعم السريع إنها تسيطر على أجزاء واسعة منه.
          
وأوضح سكان أن الجيش نفذ أيضاً قصفاً مدفعياً عنيفاً من قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمالي أم درمان، باتجاه تمركزات لقوات الدعم السريع وسط وجنوب وغرب المدينة، وأن المدفعية قصفت مواقع شمال مدينة بحري.
          
وقالت إباء الحكيم، وهي من سكان شمال مدينة أم درمان، "القصف عنيف جداً، ونسمع أصداء المدافع بقوة منذ الصباح على رأس كل 10 دقائق إلى ربع ساعة. هذا يحدث لأول مرة... المدافع تضرب في كل الاتجاهات شمالاً وشرقاً وغرباً".
          
من جهة أخرى، ذكرت مصادر عسكرية سودانية للوكالة أن حريقاً ضخماً اندلع في مستودع للوقود بمطار الخرطوم الدولي، مشيرة إلى أن المستودع المحترق في مطار الخرطوم يجاور مخزن أسلحة للدعم السريع.
          
وفي تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي، اتهم إبراهيم مخير، مستشار قائد قوات الدعم السريع، الجيش بقصف مخزن لأنابيب الغاز بالمطار، قائلاً إن "القصف العشوائي" أصاب المخزن، ما أدى إلى اشتعال الحريق الضخم. 

















حريق في الخرطوم

وتصاعدت أعمدة الدخان في المطار الواقع بالقرب من مبنى قيادة الجيش شرقي العاصمة السودانية.
          
وكان مصدر في قوات الدعم السريع بالسودان أبلغ وكالة أنباء العالم العربي (AWP) في وقت سابق السبت، بأن القوات شنت هجوماً بالمدفعية على مواقع للجيش في القيادة العامة وسلاح المدرعات بالعاصمة الخرطوم.
          
لكن مخير نفى أن يكون مقر القيادة العامة تعرض لضربات بالمدفعية الثقيلة أدت إلى إشعال حريق حوله، قائلاً: "نحن في قوات الدعم السريع، لا نملك مدفعية ثقيلة".
          
من جهة أخرى، قال سكان إن قوات الدعم السريع قصفت عدداً من أحياء ضاحية الثورة شمال أم درمان، الواقعة تحت سيطرة الجيش من منطقة الحلفايا بمدينة الخرطوم بحري.
          
وأبلغ مصطفى محمد آدم، الذي يسكن في الضاحية، وكالة أنباء العالم العربي، بأن 8 قذائف سقطت صباح السبت في الحي الذي يقطن فيه، مشيراً إلى أن القصف تسبب في هدم 4 من المنازل جزئياً دون سقوط ضحايا من السكان.
          
وكثف الجيش عملياته العسكرية في أحياء مدينة أم درمان منذ مطلع أغسطس، في مسعى للسيطرة على جسر شمبات الحيوي الذي يربط بين مدينة أم درمان بالخرطوم بحري ويعد خط الإمداد الرئيسي لقوات الدعم السريع من غرب البلاد إلى مدن العاصمة الثلاث.
          
وتبسط قوات الدعم السريع السيطرة على أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم، والتي تشكل العاصمة الأوسع على جانبي نهر النيل.
          
ويعاني المدنيون في السودان ظروفاً معيشية صعبة، إذ تحوّلت مناطق سكنية في الخرطوم وأنحاء أخرى من البلاد إلى ساحات للمعارك العسكرية، مع انقطاع الكهرباء والمياه لساعات طويلة وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة.













اقرأ أيضاً:

تصنيفات