بوتين يستعد لأول زيارة خارجية منذ صدور مذكرة توقيف دولية بحقه

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع القائم بأعمال حاكم منطقة أومسك في الكرملين بالعاصمة موسكو. 28 أغسطس 2023 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع القائم بأعمال حاكم منطقة أومسك في الكرملين بالعاصمة موسكو. 28 أغسطس 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

نقلت "بلومبرغ"، الثلاثاء، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على القيام بأول رحلة خارجية منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف دولية بحقه، بتهمة "ارتكاب جرائم حرب"، في وقت لم يصدر أي تأكيد رسمي من موسكو حتى الآن.

وتجري التحضيرات لزيارة بوتين إلى الصين لحضور "منتدى الحزام والطريق" خلال أكتوبر المقبل، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ" عن 3 أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية القضية.

وقال أحد الأشخاص إن بوتين قبل دعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج لحضور الحدث.

لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف رد على هذه الأنباء بأنه "يجري تنسيق الجدول الزمني للاتصالات الثنائية الروسية الصينية على مستويات مختلفة بما في ذلك أعلى مستوى".

وبحسب ما أفادت وكالة "رويترز"، أضاف بيسكوف: "سنحيطكم علماً بشأن أي أحداث محددة أو مواعيد نهائية في الوقت المناسب".

"غياب عن قمة العشرين"

ولم يغادر الرئيس الروسي بلاده منذ أن أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرة التوقيف بحقه خلال مارس الماضي، على الرغم من أنه زار المناطق التي تُسيطر عليها روسيا في أوكرانيا.

وتغيّب بوتين عن قمة مجموعة "بريكس" التي عُقدت في جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي، بعد أن أوضحت الحكومة هناك، أنه سيتعين عليها الامتثال لأمر اعتقاله بصفتها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية.

كما أبلغ الرئيس الروسي، رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، أنه لن يحضر قمة مجموعة العشرين الشهر المقبل، على الرغم من أن الهند ليست من الدول الموقعة على ميثاق روما المؤسس للمحكمة.

وفي وقت سابق هذا الشهر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يتوقع استضافة بوتين لإجراء محادثات في أغسطس. وبدلاً من ذلك، يخطط أردوغان للسفر إلى سوتشي الأسبوع المقبل للقاء نظيره الروسي.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، سافر بوتين فقط إلى الدول المجاورة للاتحاد السوفيتي السابق وإيران، التي تتهمها تقارير غربية بتزويد الجيش الروسي بطائرات مسيرة.

وزار بوتين الصين آخر مرة في فبراير 2022، قبل أقل من 3 أسابيع من أمره قواته بالهجوم على أوكرانيا، عندما حضر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وأجرى محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينج أعلن فيها الجانبان شراكة "بلا حدود".

وسافر الرئيس الصيني إلى موسكو في زيارة رسمية خلال مارس الماضي في أول رحلة خارجية له منذ توليه فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة كرئيس للصين، وقال إنه يأمل أن يأتي بوتين إلى بكين قبل نهاية العام.

"دول تضمن سلامة بوتين"

نقلت "بلومبرغ" عن مصدرين مُطلعين قولهما إن بوتين مستعد فقط لزيارة الدول التي يُمكن لأجهزتها الأمنية، أن تضمن سلامته بشكل كامل، والصين هي واحدة من تلك الدول.

وقال يوري أوشاكوف مساعد الكرملين للسياسة الخارجية في يوليو الماضي، إن بوتين يعتزم زيارة الصين لحضور المنتدى، بينما قال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، إن بكين دعت الرئيس الروسي ليكون "الضيف الرئيسي" في الحدث، وذلك وفقاً لوكالة "تاس" الحكومية للأنباء في مايو.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، قدمت الصين دعماً دبلوماسياً لبوتين، وذلك رغم أنها سعت أيضاً في الآونة الأخيرة إلى تقديم نفسها كوسيط محايد في الحرب بعد أن أصدرت خطة من 12 نقطة لإحلال السلام في أوكرانيا خلال فبراير الماضي، تضمنت دعوات لاحترام السيادة، وتسهيل صادرات الحبوب، ووقف كل الأعمال العدائية.

وانتقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها المقترحات ولم تكتسب سوى القليل من الزخم على الرغم من أنها أكسبت الرئيس الصيني مصداقية بين دول الجنوب العالمي، ومنحت بكين مقعداً في محادثات أوكرانيا التي استضافتها السعودية في وقت سابق هذا الشهر.

والتقى شي جين بينج مع رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو في بكين الشهر الماضي.

كما أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين ببكين في مايو، وقال إنه يتعين على الجانبين تعزيز التعاون في الهيئات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة شنجهاي للتعاون، ومجموعة العشرين، ومجموعة "بريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات