"انقلاب جديد" في الجابون.. والرئيس علي بونجو "قيد الإقامة الجبرية"

time reading iconدقائق القراءة - 7
عدد من ضباط الجيش في الجابون يعلنون الاستيلاء على السلطة في أعقاب نتائج الانتخابات. 30 أغسطس 2023 - AFP
عدد من ضباط الجيش في الجابون يعلنون الاستيلاء على السلطة في أعقاب نتائج الانتخابات. 30 أغسطس 2023 - AFP
ليبرفيل (الجابون)/ توليدو (إسبانيا)/ باريس/ دبي -رويترزالشرق

أعلن ضباط كبار في جيش الجابون، الاستيلاء على السلطة، الأربعاء، وذلك بعد إعلان مركز الانتخابات الحكومي فوز الرئيس علي بونجو بولاية رئاسية ثالثة، وأشاروا في وقت لاحق إلى أن الرئيس علي بونجو يخضع للإقامة الجبرية، بعد ساعات من الغموض بشأن مكان تواجده. 

ونقلت وكالة "رويترز"، عن ضباط الجيش الجابوني، الذين ظهروا في مقطع فيديو على قناة "جابون 24"، الأربعاء، قولهم، إن "الانتخابات العامة الأخيرة تفتقر إلى المصداقية"، وإن "نتائجها باطلة".

وأضاف الضباط، أنهم "يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع" في الدولة الواقعة في وسط إفريقيا. وأعلنوا "إلغاء نتائج الانتخابات، وإغلاق جميع الحدود حتى إشعار آخر، إلى جانب حل مؤسسات الدولة".

وأفاد مراسل وكالة "رويترز"، بسماع دوي إطلاق نار في العاصمة ليبرفيل بعد ظهور الضباط على التلفزيون.

وقال الضباط "باسم الشعب الجابوني.. قررنا الدفاع عن السلام من خلال وضع نهاية للنظام الحالي".

وقرأ أحد الضباط البيان المشترك، بينما وقف أكثر من 10 أشخاص خلفه في صمت، وهم يرتدون الزي العسكري.

وقدم الضباط أنفسهم بصفتهم أعضاء في "لجنة الانتقال واستعادة المؤسسات". وشملت مؤسسات الدولة التي أعلنوا حلها الحكومة، ومجلس الشيوخ، والجمعية الوطنية، والمحكمة الدستورية، ومركز الانتخابات.

وقال مراسل لوكالة "رويترز"، إن الاتصال بالإنترنت عاد فيما يبدو في البلاد، عقب إعلان ضباط الجيش، وذلك بعد أن قطعت السلطات خدمات الإنترنت فور انتهاء التصويت في الانتخابات، وفرضت حظراً ليلياً للتجول، على خلفية مخاوف أمنية. 

ولم يصدر حتى الآن تعليق من حكومة الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، كما  لم ترد تقارير بعد عن مكان بونجو، الذي كان آخر مرة ظهر فيها علناً، عندما أدلى بصوته في الانتخابات  السبت.

"قضية كبيرة" لأوروبا

من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن وزراء دفاع دول التكتل "سيناقشون الموقف في الجابون، وإذا تأكد وقوع انقلاب هناك، فذلك سيأتي بالمزيد من الاضطرابات" للمنطقة، ووصف ما يحدث في غرب إفريقيا بأنه يمثل "قضية كبيرة" لأوروبا.

وأضاف متحدثاً أمام اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في توليدو بإسبانيا: "إذا تأكد ذلك، فسيكون انقلاباً عسكرياً آخر يزيد من الاضطرابات في المنطقة بأكملها".

ويعد الانقلاب في الجابون هو الثامن في غرب ووسط إفريقيا خلال 3 سنوات، ويأتي بعد نحو شهر من انقلاب النيجر في يوليو الماضي.

وتصاعد التوتر في الجابون وسط مخاوف إزاء شفافية العملية الانتخابية في ظل غياب المراقبين الدوليين وقُطعت خدمة الإنترنت منذ السبت، وفرضت السلطات حظراً للتجول ليلاً في جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات.

وقالت شركة التعدين الفرنسية "إراميت"، التي تملك وحدة "كوميلوج" لإنتاج المنجنيز في الجابون، إنها علّقت كافة عملياتها في البلاد في أعقاب التطورات.

وقال متحدث باسم الشركة لوكالة "رويترز"، إنه "بدءاً من هذا الصباح تم تعليق كل عمليات كوميلوج وستراج، فضلاً عن وقف عمليات النقل عبر السكك الحديدية".

إعلان فوز بونجو

وقال مركز الانتخابات في الجابون، الأربعاء، إن الرئيس علي بونجو فاز بولاية رئاسية ثالثة، عقب حصوله على 64.27% من الأصوات، في انتخابات عامة، شهدت تأجيلات، وزعمت المعارضة أن نتائجها "مزورة".

ولدى إعلان النتيجة في الساعات الأولى من الصباح، قال رئيس مركز الانتخابات، ميشيل ستيفان بوندا، إن ألبرت أوندو أوسا، منافس بونجو الرئيسي، جاء في المركز الثاني بحصوله على 30.77%. ورفض فريق بونجو، مزاعم أوندو أوسا، بحدوث "مخالفات انتخابية".

وسعى بونجو من خلال هذه الانتخابات إلى تمديد هيمنة عائلته المستمرة منذ 56 عاماً على السلطة، بينما دفعت المعارضة باتجاه التغيير في الدولة الغنية بالنفط في وسط إفريقيا، والفقيرة رغم ذلك.

وانتخب بونجو رئيساً لأول مرة في عام 2009، بعد 4 أشهر من وفاة والده عمر بونجو، الذي تولى السلطة منذ عام 1967. وحصل على فترة ولاية ثانية مدتها سبع سنوات في عام 2016 في أقرب انتخابات في تاريخ البلاد، والتي شهدت أعمال عنف ونهب بعد إعلان فوزه، وفق "بلومبرغ".

وجاء ترشح بونجو لولاية ثالثة بعد أشهر من تعديل دستور الجابون للسماح بانتخاب الرئيس في جولة واحدة. كما ألزم النظام الجديد الناخبين باختيار زعيمهم المفضل والمشرعين من نفس الحزب.

والجابون هي إحدى الدول الأصغر في منظمة "أوبك"، حيث تضخ نحو 200 ألف برميل يومياً.

وتمتلك الجابون احتياطيات وفيرة من النفط والمنجنيز، لكنها لم تترجم إلى مستويات معيشية أفضل للسكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، ويعيش نحو ثُلثهم تحت خط الفقر، وفقاً البنك الدولي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات