البرهان يبحث تطورات أزمة السودان في جوبا.. وضربات جوية بالخرطوم

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت يستقبل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بمطار جوبا الدولي في جوبا بجنوب السودان. 12 يناير 2023 - REUTERS
رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت يستقبل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بمطار جوبا الدولي في جوبا بجنوب السودان. 12 يناير 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

بحث رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الاثنين، مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في السودان.

ونقل بيان لمجلس السيادة عن وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، قوله عقب اللقاء إن المباحثات بين الجانبين تطرقت للجهود التي تبذلها دول الإقليم لا سيما جنوب السودان، لمعالجة الأزمة في السودان، ومستقبل المبادرات الأخرى.

وأضاف أنَّ المباحثات تناولت "الاعتداءات المتكررة للحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو ضد حكومة السودان وشعبها".

وأوضح الصادق أن الخرطوم ترى أن جنوب السودان "هو الأنسب للتوسط لمعالجة الأزمة التي يشهدها السودان لما يجمعنا من مصير مشترك وعلاقات أزلية وتاريخية".

وقال وزير خارجية جنوب السودان دينق داو، إن زيارة البرهان إلى جوبا "تشكل فرصة لاطلاع القيادة في دولة الجنوب على تطورات الوضع في السودان، وإمكانية إيجاد الحلول الممكنة للأزمة السودانية"، بحسب بيان مجلس السيادة السوداني.

وأضاف أنَّ الخرطوم وجوبا "تربطهما حدود مشتركة طويلة تتطلب التنسيق والتعاون لحمايتها وتأمينها وجعلها منافذ للمنفعة المشتركة لشعبي البلدين".

واعتبر داو أنَّ رئيس جنوب السودان "بما يمتلك من حكمة ومعرفة في التعاطي مع الشأن السوداني قادر على إيجاد حل للأزمة التي يعيشها الشعب السوداني حالياً"، مؤكداً أن جنوب السودان "يمكن أن تكون المكان المناسب لإيجاد حل للأزمة في السودان بالنظر لما يربط الشعبين من وشائج اجتماعية فضلاً عن العلاقة الودية الطيبة بين البرهان وسلفاكير".

وهذه الزيارة الخارجية الثانية للبرهان بعد مغادرته الخرطوم إلى بورتسودان بشرق البلاد.

قصف متبادل

ميدانياً، نفذ الجيش السوداني، الاثنين، ضربات مدفعية جوية على مواقع وتمركزات لقوات الدعم السريع في مدن العاصمة الثلاث.

وقال سكان لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، إن قصفاً مدفعياً من منطقة كرري العسكرية شمال مدينة أم درمان التابعة للجيش، استهدف مواقع وتمركزات لقوات الدعم السريع جنوب وغرب مدينة أم درمان.

وأفاد السكان بأن الجيش نفذ ضربات مدفعية على أحياء الرياض وبُري والمنشية والطائف التي تنتشر فيها قوات الدعم السريع بكثافة شرق الخرطوم.

من جانبها ردت قوات الدعم السريع مستخدمة المدفعية على سلاح المهندسين الذي تتمركز فيه قوات الجيش، بحسب شهود عيان.

غارات جوية

وأبلغ شهود وكالة أنباء العالم العربي، بأن الطيران الحربي شن غارات جوية على أرض المعسكرات والمدينة الرياضية التابعة لقوات الدعم السريع جنوب الخرطوم.

وذكر الشهود أنهم سمعوا أصوات الانفجارت مع إطلاق قوات الدعم السريع المضادات الأرضية ناحية أرض المعسكرات والمدينة الرياضية، بعد أن كانت شهدت هدوءاً، الأحد.

وقال سكان إن مناوشات بالأسلحة الخفيفة دارت بين الطرفين في أحياء أبو روف والركابية وود نوباوي بوسط مدينة أم درمان.

واحتدمت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ مطلع أغسطس الماضي، في وسط مدينة أم درمان وتوسعت خلال اليومين الماضيين، لتشمل جزءاً من أحياء أمبدة غرب المدينة بهدف قطع خطوط الإمداد عن قوات الدعم السريع من غرب البلاد والسيطرة على جسر شمبات الحيوي الذي تستخدمه للتحرك عبر مدن العاصمة الثلاث.

وتسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم التي تشكل العاصمة الأوسع على جانبي نهر النيل.

وقال سكان تحدثوا لوكالة أنباء العالم العربي، إن الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع قصفت ارتكازات لقوات الجيش في أحياء كرري شمال مدينة أم درمان.

وظلت منطقة كرري التي يسيطر عليها الجيش بشكل كامل وتنطلق منها المدفعية الثقيلة والطائرات العسكرية في قاعدة وادي سيدنا، تتعرض لضربات الطائرات المسيرة والمدفعية التابعة لقوات الدعم السريع طوال الأيام الماضية.

أوضاع المعتقلين

في سياق متصل، نفى مستشار قائد قوات الدعم السريع، هارون مديخير، وجود أي تعذيب او انتهاكات بحق المعتقلين داخل سجون القوات.

وأضاف مديخير لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، الاثنين: "المعتقلون الآن بحالة جيدة، صحتهم جيدة، يتناولون الطعام بصورة جيدة"، مؤكداً أنه "لم يتعرض أحد لتعذيب أو إهانة، حتى أسرى الجيش لم يتعرضوا لأي تعذيب".

جاءت تصريحات مديخير، رداً على تقرير أصدرته مجموعة "محامو الطوارئ"، وهي مجموعة حقوقية غير حكومية، تتهم قوات الدعم السريع والجيش السوداني بارتكاب جرائم  بحق مئات المدنيين في 52 معتقلاً داخل ولاية الخرطوم.

معتقلون مدنيون

ورداً على سؤال بشأن وجود معتقلين مدنيين لدى قوات الدعم السريع، قال مديخير إن "90% من المعتقلين (لديهم) تابعون للقوات المسلحة والبقية من المدنيين".

وأضاف أنهم "من منسوبي النظام السابق، نحن لا نلقي القبض على أي مدني".

وضرب مديخير مثلاً باثنين من مؤيدي النظام السابق اعتقلتهم قوات الدعم السريع هما محمد علي الجزولي المتهم بتأييد جماعات مسلحة، وأنس عمر الذي تقلد عدة مناصب خلال عهد الرئيس السابق عمر البشير.

واعتقلت قوات الدعم السريع الجزولي، في مايو الماضي، بعد عدة اسابيع من اندلاع الحرب، بعد أن بث مقطع فيديو توعد فيه قوات الدعم السريع وقائدها بالهزيمة.

"في أيدٍ أمينة"

وبشأن وضع الجزولي وأنس عمر، قال مديخير إن "حالتهم جيدة، هم في أيد أمينة ولم تمسهم أي جهة".

وأضاف أنَّ "إطلاق سراحهم مرهون بالاتفاقيات، إذا تمت تسوية، وفي حال حدوث تسوية سيكون هناك تبادل للأسرى".

وأعرب عن اعتقاده بأن أنس والجزولي من الذين "أشعلوا هذه الحرب".

يذكر أن الحرب بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاج البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو اندلعت، منتصف أبريل الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الجانبين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات