حضت الوزيرة الفرنسية المكلّفة بشؤون الاتحاد الأوروبي، لورانس بون، التكتل على مساعدة "الدول الضعيفة" على "الصمود" في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال إرسال رسالة واضحة بشأن فرص انضمامها إلى الاتحاد، فيما يستعد الاتحاد المكون من 27 دولة إلى "موجة توسع جديدة" تشمل 8 دول.
وتشمل موجة التوسع المنتظرة، 8 أعضاء محتملن جدد، بما في ذلك أوكرانيا ودول غرب البلقان الست (البوسنة والهرسك، ومقدونيا الشمالية، وكوسوفو، والجبل الأسود، وألبانيا، وصربيا)، تحت مظلته خلال السنوات المقبلة.
وقالت بون لمجلة "بوليتيكو" عبر الهاتف من باريس، إن العديد من هذه الدول تشكل "أهدافاً رئيسية لحملات تأثير روسية تهدف إلى إضعاف الدعم للاتحاد الأوروبي، وإبقائها خارج الكتلة"، ولهذا السبب من الضروري أن يكون الاتحاد "واضحاً ومتوازناً" بشأن ما هو مطلوب منها للانضمام.
وأضافت: "هناك الكثير من المعلومات المضللة والتدخل في هذه البلدان (المرشحة). هذه مشكلة"، لافتة إلى أن "فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى أطماعه الإقليمية، يهدف إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي. هذا عامل يجب أن نأخذه بعين الاعتبار، ونواجهه".
وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي، ينبغي أن "يساعد هذه الدول على محاربة استراتيجية النفوذ (الروسية) قدر الإمكان، مع احترام سيادتها".
وتأتي تعليقات بون قبل أسبوع من إلقاء رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خطابها السنوي عن "حالة الاتحاد الأوروبي"، الذي من المتوقع أن تقدم فيه تفاصيل بشأن وتيرة وطريقة التوسع المخطط للاتحاد الأوروبي.
وفي حين قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في خطاب له، إن الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يهدف إلى "الترحيب بالأعضاء الجدد بحلول عام 2030"، عارضت المفوضية، قائلة إن أي انضمام يظل "قائماً على الجدارة".
لكن الدول المرشحة والمنضمة حديثاً إلى الاتحاد الأوروبي تحذر من أن ترك الدول في "غرفة الانتظار" في الاتحاد الأوروبي دون مسار واضح للانضمام، سيزرع بذور الانقسام ويوفر مسار دخول لبوتين.
انتقادات أوروبية
ونقلت المجلة عن دبلوماسي رفيع في الاتحاد الأوروبي، طلب عدم ذكر اسمه قوله، إنه منذ الاحتجاجات المؤيدة للاتحاد الأوروبي في أوكرانيا، رأى بوتين أن وضع مرشح الاتحاد الأوروبي هو هدف "ينذر بالخطر" لمحاولاته تقويض بروكسل والغرب.
وأشار إلى أن مولدوفا، وهي دولة صغيرة واقعة بين أوكرانيا ورومانيا، واجهت جهوداً حثيثة من جانب موسكو، لإحباط محاولتها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وحذّر الدبلوماسي، الذي انتقد أيضاً اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الانضمام "متعدد السرعات" إلى الاتحاد الأوروبي، الذي ستمنح بموجبه الدول، مزايا جزئية قبل الحصول على العضوية الكاملة، من أن "أي تأخير مفرط أو وضع من الدرجة الثانية على طول الطريق نحو الانضمام الكامل إلى الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يشجع بوتين على محاولة التأثير على هذه الدول".
وأضاف الدبلوماسي: "من خلال فتح مستوى ثان (من العضوية)، فإننا ندعو بوتين للضغط على هذه الدول".
ولدى سؤالها عن مثل هذه الانتقادات، قالت بون، إن ماكرون يريد السماح للدول المرشحة بفرصة تحديد علاقتها مع الاتحاد الأوروبي، كما فعلت بعض الدول من خلال عدم قبول اليورو، أو عدم الانضمام إلى منطقة "شنجن" للحدود المفتوحة، بدلاً من تقييد خياراتها.
وتابعت بون: "إذا أرادت 3 دول صياغة سياسة خارجية مشتركة، فهل تعتقد أن الدول الـ24 الأخرى ستشعر بأنها مستبعدة؟ الأمر لا يتعلق بفكرة وجود مواطنين من الدرجة الثانية بقدر ما يتعلق بتلبية الاحتياجات المختلفة، دون الحد من الطموح لبذل المزيد من الجهد والتقارب بشكل أكبر".
وأردفت: "الشيء الأكثر أهمية هو إرسال رسالة ثابتة بشأن مكانة هذه الدول في الاتحاد الأوروبي. نحن بحاجة إلى التركيز على الجوهر".
وزادت: "نتطلع إلى ديناميكة تقدمية، حيث لا يوجد الإرهاق المعتاد ولا يزال بإمكاننا القيام بالإصلاحات"، في إشارة إلى الحفاظ على الزخم في هذه العملية.
ومع إعداد فون دير لاين لخطابها في 13 سبتمبر، وإعداد المفوضية لتقارير بشأن التقدم الذي تحرزه الدول المرشحة في وقت لاحق من العام الجاري، فإن الضغوط بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي تجري على قدم وساق.
وفي تعليق على هذا الأمر، قال الدبلوماسي، إن الممثلين الدائمين للاتحاد الأوروبي تناولوا الغداء مع فون دير لاين، الجمعة الماضي، وناقشوا التوسع والإصلاح الداخلي.
اقرأ أيضاً: