قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الخميس، إن العالم يواجه خطر حدوث "صدع هائل" في نظمه الاقتصادية والمالية، فيما حذر رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، من المساس بالوضع الراهن في بحر الصين الجنوبي.
وفي كلمته خلال قمة لرابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" والصين والولايات المتحدة ودول أخرى في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، دعا جوتيريش قادة العالم إلى "إيجاد حلول سلمية وشاملة للتحديات التي تواجه العالم".
وأضاف "ثمة خطر حقيقي من التفكك، من حدوث صدع هائل في النظم الاقتصادية والمالية العالمية بفعل تباين استراتيجيات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتضارب أطر العمل الأمنية".
ودعا إلى "آلية لتخفيف العبء عن الاقتصادات النامية المثقلة بالديون تشمل إرجاء مدفوعات وشروط إقراض بمدى أطول وأسعار فائدة أقل".
وأعرب عن دعمه لإعادة توجيه 100 مليار دولار إضافية من حقوق سحب صندوق النقد الدولي الخاصة، من خلال بنوك التنمية المتعددة الأطراف لزيادة السيولة ودعم احتياجات الاقتصادات النامية.
واتفقت البلدان الثرية في 2021 على إعادة توجيه الأموال غير المستغلة، وهي عملة احتياطية عالمية، إلى البلدان الفقيرة.
وضع بحر الصين الجنوبي
من جانبه، حذر الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، من أن "أي محاولات لتغيير الوضع الراهن في بحر الصين الجنوبي (بالقوة)، لا يمكن التهاون معها"، داعياً إلى "نظام بحري قائم على القواعد في المنطقة".
ولفت يول في كلمته، إلى "ضرورة إنشاء نظام بحري قائم على القواعد في بحر الصين الجنوبي، الممر البحري الرئيسي في المنطقة"، بحسب مكتبه.
ونوّه إلى أن برنامج كوريا الشمالية النووي، "يمثل تهديداً حقيقياً ويمكن أن يستهدف جميع الدول المشاركة في القمة"، مشدداً على "المسؤولية الكبيرة" التي تقع على عاتق الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي.
تأتي هذه التصريحات وسط تقارير تفيد بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يعتزم السفر إلى روسيا خلال الشهر الجاري، ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومناقشة إمدادات الأسلحة إلى موسكو.
وحذرت الولايات المتحدة من أن "بيونجيانج ستدفع الثمن في حال زودت روسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا".
وقالت كوريا الجنوبية إن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يجب ألا تنتهك العقوبات بما في ذلك من خلال صفقات الأسلحة.
وبشأن الوضع في ميانمار، قال جوتيريش إنه يشعر "بقلق بالغ" بسبب "تدهور الوضع السياسي والإنساني وحقوق الإنسان" في البلاد.
وأضاف: "أجدد دعوتي العاجلة إلى السلطات العسكرية في ميانمار للاستماع إلى تطلعات شعبها، وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، وفتح الباب أمام العودة إلى الحكم الديمقراطي".
وفي بيان صدر، الأربعاء، قالت إندونيسيا، التي تتولى رئاسة "آسيان" في الوقت الراهن، إن زعماء المنطقة أعربوا عن "قلقهم العميق" إزاء "عدم إحراز تقدم ملموس في خطة السلام المكونة من 5 نقاط في ميانمار".
تجمع نادر
وتوفر قمة "آسيان" التي تجمع في مكان واحد رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانج، ونائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، ووزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، فرصة لإجراء محادثات نادرة وسط توتر يخيم على العلاقات بين هذه الدول، وفق تقديرات.
وتجمع القمة هاريس، ولي تشيانج، حول الطاولة ذاتها، بعد يوم على تحذير رئيس الوزراء الصيني بأن على القوى الكبرى تسوية خلافاتها لتفادي "حرب باردة جديدة".
وستسلط الأضواء على المحادثات بين مسؤولي أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم في ظل التوتر القائم بينهما حول مجموعة من المسائل، من الخلاف بشأن تايوان إلى العلاقات مع موسكو، مروراً بالصراع على النفوذ في المحيط الهادئ، وذلك قبل أيام من انعقاد قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.
وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو "أطلب من قادة قمة جنوب شرق آسيا أن يجعلوا (من هذا اللقاء) منتدى لتعزيز التعاون وليس لتأجيج الخصومات".
وستكون قمة "آسيان" أول مناسبة تجمع مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وروسيا، بعد نحو شهرين من اجتماع "آسيان" الأخير في يوليو في جاكرتا، والذي شهد توتراً إذ واجه خلاله لافروف انتقادات غربية شديدة لروسيا على خلفية غزو أوكرانيا.
تقارب أسترالي صيني
وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الخميس، أنه يعتزم زيارة بكين في وقت لاحق من العام الجاري، وذلك في أعقاب لقاء جمعه بنظيره الصيني لي تشيانج على هامش قمة "آسيان".
وتسعى بكين وكانبرا، إلى إعادة الاستقرار للعلاقات بينهما في أعقاب عامين من توترات نشأت على خلفية مسائل سياسية واقتصادية.
وأفاد ألبانيز في تصريحات صحافية، بتلقيه دعوة من الرئيس شي جين بينج لزيارة الصين، مؤكداً قبولها قائلاً "سأزور الصين في وقت لاحق هذا العام في موعد يتفق عليه الجانبان".
وستكون هذه هي الزيارة الأولى لرئيس وزراء أسترالي إلى الصين منذ عام 2016.
من جهته، أكد لي تشيانج استعداد بلاده لاستئناف التواصل مع أستراليا في مجالات مختلفة، معتبراً أن العلاقة السليمة تعود بالفائدة على البلدين، وفق ما نقل الإعلام الرسمي في بكين.
وكان ألبانيز، التقى شي جين بينج في نوفمبر من العام الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي الإندونيسية.
وأثارت خطوات أسترالية عدة، غضب الصين، منها تشريع ضد النفوذ الخارجي ومنع شركة هواوي من الحصول على عقود لتطوير شبكة اتصالات الجيل الخامس 5G، والدعوة الى إجراء تحقيق مستقل في جذور جائحة فيروس كورونا.
كما فرضت الصين عقوبات على استيراد بعض المنتجات الأسترالية.
لكن العلاقات تمضي في مسار مختلف منذ تولت حكومة يسار الوسط، السلطة في أستراليا، العام الماضي، واعتمدت مقاربة أقل حدة تجاه الصين.
اقرأ أيضاً: