رغم غياب بوتين.. قمة العشرين تبحث عن حل للخلاف بشأن أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 8
عسكريون عند نقطة تفتيش أمنية في العاصمة الهندية نيودلهي قبل قمة مجموعة العشرين. 8 سبتمبر 2023 - Bloomberg
عسكريون عند نقطة تفتيش أمنية في العاصمة الهندية نيودلهي قبل قمة مجموعة العشرين. 8 سبتمبر 2023 - Bloomberg
نيودلهي/ دبي -الشرقوكالات

بدأ زعماء مجموعة العشرين التوافد على نيودلهي، الجمعة، لحضور اجتماعهم السنوي في الوقت الذي يبحث فيه المفاوضون عن توافق بشأن الحرب في أوكرانيا خلال القمة التي تستضيفها الهند.

وأزالت السلطات الهندية العشوائيات ولاحقت القردة والكلاب الضالة لإبعادها عن شوارع العاصمة، وأغلقت الشركات والمكاتب والمدارس في الحي التجاري والحكومي المركزي في إطار إجراءات أمنية خلال القمة التي تستمر يومين.

لكن الانقسامات الشديدة بشأن الحرب الروسية تنذر بإخراج القمة عن مسارها مما يعوق إحراز تقدم على صعيد قضايا مثل الأمن الغذائي وأزمة الديون والتعاون في مكافحة تغير المناخ.

ما هي قمة العشرين؟

مجموعة العشرين هي منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين دول وجهات ومنظمات دولية تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد والتجارة في العالم، وتجتمع سنوياً في إحدى الدول الأعضاء لمناقشة خطط الاقتصاد العالمي.

والدول الأعضاء هي الاتحاد الأوروبي و19 دولة هي: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسبانيا كضيف دائم.

وتمثل دول مجموعة العشرين 85% من الناتج الاقتصادي العالمي و75% من التجارة العالمية، ويمثل مجموع سكان هذه الدول ثلثي سكان الكرة الأرضية، بحسب الموقع الرسمي للمجموعة.

أبرز الغائبين

ومن المتوقع أيضاً أن يهيمن الغرب وحلفاؤه على القمة، في ظل غياب الرئيس الصيني شي جين بينج عن الاجتماع وسيرسل بدلا منه رئيس مجلس الدولة (رئيس الوزراء) لي تشيانج.

كما سيغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعلن الكرملين، الخميس، أنّه لا يعتزم إلقاء كلمة عبر الفيديو خلال قمة مجموعة العشرين.

وكشف الكرملين أنّ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيرأس وفد بلاده إلى القمّة وسيتولّى "كلّ العمل".

وألغى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خططه للسفر لحضور القمة بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا.

وكتب سانشيز تغريدة على موقع إكس (تويتر سابقاً) أعلن فيه عن إصابته بكورونا، وقال: “أشعر أنني بحالة جيدة”. "سوف يتم تمثيل إسبانيا بشكل رائع من قبل نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد".

وعلى الرغم من أن إسبانيا ليست عضواً في مجموعة العشرين، إلا أنها شاركت في قمم المجموعة منذ عام 2008 وتعتبر ضيفاً دائماً، وتتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتي تستمر لمدة 6 أشهر.

البيان الختامي

ومن المقرر أن يشارك في القمة الرئيس الأميركي جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، وآخرين.

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، التي توجهت إلى نيودلهي قبل وصول بايدن، الجمعة، إن واشنطن مستعدة للعمل مع الهند على صياغة البيان الختامي للقمة لكن ذلك سيشكل تحدياً.

وأضفت يلين للصحافيين في إفادة: "أتفهم أن صياغة مثل هذا البيان تمثل تحدياً، لكنني أعلم أن المفاوضين يناقشون الأمر، ويعملون جاهدين على إتمامه، ونحن على استعداد بالتأكيد للعمل مع الهند على محاولة صياغة بيان يعالج هذا القلق بنجاح".

وأضافت أن أهم شيء يمكن القيام به لدعم النمو الاقتصادي العالمي هو دفع روسيا لإنهاء حربها الوحشية في أوكرانيا.

ويتوقع صندوق النقد الدولي تسجيل نمو اقتصادي أقل لمعظم دول مجموعة العشرين هذا العام مقارنة بما كان عليه في عام 2022.

واتفق رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل مع هذا الرأي، وقال للصحافيين في نيودلهي إن من الصعب التنبؤ بما إذا كان الزعماء سيتوصلون إلى توافق في الآراء على إعلان، لكن الاتحاد الأوروبي سيدعم الجهود التي تبذلها الهند للتوصل إلى بيان ختامي.

وذكر أن موسكو تنتهك ميثاق الأمم المتحدة ويجب أن تتوقف عن مهاجمة المدن الأوكرانية.

نقطة الخلاف

وقالت 4 مصادر حكومية هندية لـ"رويترز" إن مفاوضي مجموعة العشرين حققوا تقدماً في معظم القضايا لكن النقطة الشائكة الرئيسية هي صياغة إعلان الزعماء بشأن الحرب.

إذ تريد الدول الغربية إدانة قوية للغزو كشرط للموافقة على إعلان دلهي، بينما اقترحت الهند بجانب إدانة المعاناة التي تسبب فيها الغزو الروسي أن يعكس أيضاً وجهة نظر موسكو وبكين عن أن هذه القمة ليست مكاناً للقضايا الجيوسياسية.

وأضافوا أن هناك أيضاً بعض الخلافات التي تتعلق بالتعاون في مجال تغير المناخ.

وانقسمت المجموعة بشأن التزامات الاستغناء التدريجي عن استخدام الوقود الأحفوري وزيادة أهداف الطاقة المتجددة وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، الخميس، بأن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك سيحث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على "مهاجمة" روسيا بسبب غزوها أوكرانيا واستغلال نفوذه للمساعدة في إنهاء الحرب.

وحال الموقف المتشدد من الحرب دون التوصل إلى اتفاق حتى على بيان واحد في الاجتماعات الوزارية حتى الآن خلال فترة رئاسة الهند لمجموعة العشرين هذا العام، وتُرك للزعماء أمر إيجاد طريقة للتغلب على هذه المشكلة، إن أمكن.

السيسي والدول النامية

كما يشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة، تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذى تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة، بحسب الرئاسة المصرية.

وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر، إن من المقرر أن يركز السيسي خلال أعمال القمة على "مختلف الموضوعات التى تهم الدول النامية بوجه عام، والإفريقية على وجه الخصوص، لا سيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية فى الاقتصاد العالمى على نحو متكافئ، علي خلفية ما يوفره ذلك من فرص ومزايا متبادلة تساهم فى جذب الاستثمارات وتحقيق النمو الاقتصادى والتنمية لجميع الأطراف".

وأضاف: "كما سيؤكد الرئيس (السيسي) ضرورة تقديم المساندة الفعالة للدول النامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فى مواجهة التداعيات السلبية على الاقتصاد والغذاء والطاقة للعديد من الأزمات العالمية المتلاحقة، فضلاً عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها فى إطار الاتفاقيات والآليات الدولية لمواجهة تغير المناخ، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.

إغلاق نيودلهي

وأصيبت المنطقة التجارية والحكومية المركزية في نيودلهي بالشلل، الجمعة، مع إغلاق الأسواق والمدارس وتقييد حركة المرور مع انتشار عشرات الآلاف من أفراد الأمن استعداداً لبدء فعاليات قمة مجموعة العشرين في مطلع الأسبوع.

ودخل الإغلاق الرسمي حيز التنفيذ عند منتصف ليل الخميس، وبدأ قادة المجموعة في الوصول اعتباراً من صباح الجمعة لحضور الاجتماع العالمي رفيع المستوى الذي تستضيفه الهند.

وقال شهود من "رويترز" إن وسط المدينة، التي عادة ما تكون مزدحمة ويسكنها 20 مليون نسمة، أصبح، الجمعة، مهجوراً ولم يشاهد سوى عدد قليل من المركبات وعشرات من أفراد الأمن المسلحين في الشوارع الرئيسية.

وتم نشر ما يقرب من 130 ألفاً من أفراد الشرطة والقوات شبه العسكرية في جميع أنحاء المدينة، معظمهم في منطقة نيودلهي.

كما قامت سلطات المدينة بهدم الأحياء الفقيرة بالقرب من مكان انعقاد القمة، وحاولت إبعاد القرود وإزالة الكلاب الضالة من المنطقة.

وأغلقت المتاجر والمطاعم في منطقة التسوق الرائدة في العاصمة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، وقال أصحاب المتاجر للصحف المحلية إنهم سيخسرون نحو 4 مليارات روبية (48 مليون دولار) بسبب الإغلاق لمدة 3 أيام.

ويقيم الزعماء وفرقهم في فنادق فاخرة في قلب المدينة وما حولها، ويعقد الاجتماع في مكان تم بناؤه حديثاً.

وفي الأسبوع الماضي، ناشد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي سكان دلهي تحمل الإزعاج المحتمل بسبب قيود القمة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات