الجيش الهندي يدرس خيارات مواجهة أي حرب صينية على تايوان

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس أركان الدفاع الهندي الجنرال أنيل تشوهان يصافح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال حفل استقباله في نيودلهي. 5 يونيو 2023 - REUTERS
رئيس أركان الدفاع الهندي الجنرال أنيل تشوهان يصافح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال حفل استقباله في نيودلهي. 5 يونيو 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

تدرس الهند التدابير التي يمكن اتخاذها للتعامل مع غزو صيني محتمل لتايوان، بعد استفسارات سرية من جانب الولايات المتحدة بشأن كيفية مساهمتها في حال نشوب حرب في المنطقة، حسبما ذكر مسؤولين كبار في الحكومة الهندية لـ"بلومبرغ".

ونقلت "بلومبرغ" في تقرير، الجمعة، عن اثنين من كبار المسؤولين الهنود قولهما، إنه قبل نحو 6 أسابيع، أمر رئيس أركان الدفاع الهندي الجنرال أنيل تشوهان بإجراء دراسة لمعرفة التأثير الأوسع نطاقاً لأي حرب على الجزيرة، تشمل أيضاً الولايات المتحدة وحلفائها، وما الإجراء الذي يمكن أن تتخذه الهند للرد على ذلك.

وأضاف المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، أن الأمر جاء بعد أن أثارت الولايات المتحدة هذه المسألة في عدة مناسبات مختلفة.

وأوضح المسؤولان أن هذه الدراسة ستُقيّم سيناريوهات الحرب المختلفة، وستقدم خيارات للهند للرد حال اندلاع صراع، لافتين إلى أن بعض القادة العسكريين في نيودلهي يعتقدون أن البيانات شديدة اللهجة ربما تكفي كرد في حال نشوب حرب قصيرة، لكنها لن تكون كافية إذا استمر الصراع ليصبح مثل الغزو الروسي لأوكرانيا.

ورجحت "بلومبرغ" أن استعدادات الهند للحرب المحتملة على تايوان تظهر كيف سيجري اختبار سياستها القائمة على "تعدد الانحيازات" حال حدوث تدهور عنيف في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

وأشارت إلى أن نيودلهي صاغت طريقها الخاص في العلاقات الدولية خلال عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، إذ قامت بالتحوّط في رهاناتها من خلال تطوير علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، في حين رفضت الانضمام إلى العقوبات الدولية المفروضة على روسيا.

وتابعت: "التوترات اندلعت مع الصين على طول حدودهما المتنازع عليها في منطقة الهيمالايا، ما ساهم في تدهور العلاقات وهو الأمر الذي ربما دفع الرئيس الصيني شي جين بينج إلى عدم حضور قمة مجموعة العشرين التي ستعقد مطلع الأسبوع في نيودلهي، بينما عززت الأخيرة علاقاتها الدفاعية مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وانضمت إلى الحوار الأمني الرباعي (كواد) إلى جانب اليابان وأستراليا، وهي مجموعة من الديمقراطيات العازمة على مواجهة نفوذ الصين المتنامي".

عدة خيارات و"سيناريو أسوأ"

وقال المسؤولون الهنود، إن أحد الخيارات التي سيدرسها الجيش الهندي يتضمن العمل كمركز لوجستي لتوفير مرافق الإصلاح والصيانة للسفن الحربية والطائرات المتحالفة، وكذلك الغذاء والوقود والمعدات الطبية للجيوش التي تحارب الصين.

وأضافوا أن ثمة "سيناريو أسوأ"، قد يجري فيه تقييم إمكانية انخراط الهند بشكل مباشر على طول حدودها الشمالية، ما يفتح مسرح حرب جديد للصين.

وأوضح أحد المسؤولين أنه على الرغم من أنه لم يتم تحديد موعد نهائي لاستكمال هذه الدراسة، فإن الجيش الهندي تلقى أوامر بإنجازها في أقرب وقت ممكن، قائلاً إن الخيارات التي يجري إعدادها ستكون متاحة لمودي والزعماء السياسيين الآخرين لاتخاذ القرار النهائي بشأن أي إجراء إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

في المقابل، لم ترد وزارتا الدفاع والخارجية الهنديتين على طلب "بلومبرغ" الحصول على تعليق، كما لم ترد وزارة الخارجية الأميركية أيضاً.

بينما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، للصحافيين في بكين الجمعة: "من خلال تضخيم مسألة تايوان وخلق توترات وإثارة مواجهة، تحاول الولايات المتحدة تحويل مسألة تايوان إلى قضية دولية. هذا أمر خطير للغاية".

وحشدت الهند والصين آلاف القوات والمدفعية والدبابات والصواريخ بالقرب من الحدود التي تمتد لمسافة 3 آلاف و500 كيلومتر تقريباً، فيما لم تساعد المحادثات الدبلوماسية على التوصل لحل، إذ أصدرت الصين، الشهر الماضي، خريطة جديدة تطالب فيها بالأراضي التي تسيطر عليها الهند، التي وصفها وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار بأنها "سخيفة".

تحالف مع أميركا وشراكة مع روسيا

وعارضت نيودلهي بشكل صريح الجهود الرامية إلى جعل الحوار الأمني الرباعي (كواد) يبدو وكأنه تحالف عسكري، ولا تزال تعتمد على روسيا، الشريك الدبلوماسي الأكثر أهمية للصين، للحصول على الأسلحة التي يمكن استخدامها في أي حرب إقليمية.

مع ذلك، سعت الهند إلى تحسين علاقاتها مع تايوان، إذ قام ثلاثة من قادة الجيش الهندي السابقين الذين استقالوا من مناصبهم في العام الماضي بزيارة الجزيرة الشهر الماضي.

وقبل خمس سنوات، وقعت الهند والولايات المتحدة مذكرة تفاهم للتبادل اللوجستي، وهي اتفاقية تسمح بإعادة التزود بالوقود وصيانة السفن الحربية والطائرات، فضلاً عن الوصول إلى القواعد عند الحاجة.

في تعليق على الأمر، قالت ليزا كيرتس، زميلة بارزة ومديرة برنامج أمن المحيطين الهندي والهادئ في مركز "الأمن الأميركي الجديد" ومقره واشنطن، إنه "على الرغم من أن الهند تدرس الخيارات العسكرية، لا يزال من المستبعد أن تتورط البلاد بشكل مباشر في حرب بسبب تايوان.

وأضافت كيرتس التي عملت في وقت سابق مع مجلس الأمن القومي، ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ووزارة الخارجية الأميركية، أنه من الممكن أن توفر الهند إمكانية الوصول إلى أماكن مثل جزر أندامان ونيكوبار بالقرب من جنوب شرق آسيا.

وتابعت: "إذا نشب نوع من الصراع أو الأزمات في مضيق تايوان، أعتقد أن موقف الهند سيكون التراجع وعدم التدخل عسكريا". 

واختتمت بالقول: "رغم أنهم قد يدعمون تايوان بالبيانات والمساعدات الإنسانية، أعتقد أنهم سيكونون قلقين للغاية بشأن تقديم أي نوع من المساعدة العسكرية للولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات