استقبل سلطان عمان هيثم بن طارق، الثلاثاء، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في قصر البركة بالعاصمة العُمانية مسقط.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه "جرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية واستعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين".
وأشارت الوكالة إلى أن اللقاء تم بحضور وزير الحرس الوطني السعودي الأمير عبدالله بن بندر ووزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان ووزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان.
ومن الجانب العماني، حضر نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق ووزير الثقافة والرياضة والشباب ذي يزن بن هيثم والسيد بلعرب بن هيثم، بحسب "واس".
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وصل إلى عاصمة سلطنة عمان، مساء الاثنين، في زيارة خاصة، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
علاقات نموذجية
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن العلاقات بين البلدين "علاقات جوار أخوية ونموذجية في شكلها ومضامينها، وتحظى بالرعاية السامية والمتابعة الكريمة من لدن قيادتيهما، مضيفاً أنهما "قطعا شوطاً كبيراً منذ التوقيع على مذكرة تأسيس وقيام مجلس التنسيق المشترك في تأطير وتعميق التعاون بينهما في العديد من مجالات الشراكة والتكامل وبمختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها".
وتابع البوسعيدي: "اليوم نلمس تفاعلاً متنامياً ومواكباً لتطلعات الجانبين عبر مجلس التنسيق واللجان المنبثقة عنه، وأيضاً عبر مجلس الأعمال العُماني السعودي الذي يسعى إلى رفع مستوى التبادل التجاري وتحفيز الشراكة على صعيد شركات القطاع الخاص توطيداً للأرضية الاقتصادية المشتركة والمناخ الجاذب للتجارة والاستثمار والسياحة".
وأشار وزير الخارجية العماني إلى أن البلدين يتلاقيان في رؤيتين مستقبليتين طموحتين "فلدينا رؤية عُمان 2040، وتقابلها في المملكة رؤية 2030، ونعمل على دعمهما عبر استكشاف وبلورة فرص ومشاريع التكامل بينهما، خاصة في قطاعات حيوية، مثل القطاع اللوجيستي، ومجالات نذكر منها على سبيل المثال الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والمائي".
التبادل التجاري
ولفت البوسعيدي إلى أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين آخذ في النمو، والأرقام ترتفع والتعاون يتصاعد لإيمانهما بذلك"، مضيفاً أن "من المشاريع الحيوية وذات التأثير المباشر على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين البلدين مشروع منفذ الربع الخالي البرّي المشترك".
وأوضح أن التبادل التجاري عبر منفذ الربع الخالي بلغ 323.8 مليون ريال عُماني لعام 2022 (843 مليون دولار)، مع الإشارة إلى أن الحجم الإجمالي وصل إلى نحو 2.7 مليار ريال عُماني في عام 2022 (7 مليارات دولار) وبزيادة قدرها 123% عن عام 2021.
وذكر البوسعيدي أن الصادرات العُمانية للمملكة مثّلت نحو 922 مليون ريال عُماني (2.4 مليار دولار)، بينما بلغت الصادرات السعودية غير النفطية إلى عمان نحو 1.779 مليار ريال عُماني (4.8 مليار دولار).
في الإطار نفسه، نال النقل البحري أكبر نسبة من وسائل النقل اللوجيستي بين الدولتين، حيث وصلت نسبة إجمالي البضائع المنقولة بحراً من الصادرات العُمانية إلى السوق السعودية إلى نحو 72%، بينما بلغت 27.6% برّاً، و0.4% جوّاً، في حين بلغت الواردات السعودية المنقولة بحراً إلى الموانئ العُمانية 77%، و22.5 % برّاً، و0.5% جوّاً.
ولفت البوسعيدي إلى تعيين أول ملحق اقتصادي واستثماري في السفارة العُمانية بالرياض، الذي يقوم بمتابعة تنشيط حركة المستثمرين بين البلدين، وتسهيل الاتصالات وانتقال الخبرات واستقطاب الاستثمارات بالتعاون مع الجهات المختصّة في السعودية، "وهو ما يمثّل دلالة عملية على تكامل الأدوار والتنسيق بين أجهزة الاستثمار بين البلدين لتعظيم الفوائد المشتركة"، بحسب تعبيره.
اقرأ أيضاً: