30 عاماً على أوسلو.. يوم تغيّرت المعادلة الفلسطينية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (يسار) يلوح مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين (يمين) والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بعد توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، في البيت الأبيض في واشنطن. 13 سبتمبر 1993 - REUTERS
الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (يسار) يلوح مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين (يمين) والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بعد توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، في البيت الأبيض في واشنطن. 13 سبتمبر 1993 - REUTERS
دبي-الشرق

في الأعوام الثلاثين التي مضت منذ توقيع اتفاق أوسلو للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في 13 سبتمبر عام 1993، تحولت أماني الفلسطينيين وتطلعاتهم إلى أوراق شجر خريفية متناثرة.

لم يكن هناك يومها من ينكر أهمية ذلك الاتفاق التاريخي الذي جسد آمال شعب فلسطين في تحقيق السلام وإنهاء عقود من الصراع الدامي، لكن الزمن، الذي يحمل في طياته أحداثاً لا تُدرك إلا بعد مرورها، فاجأ الجميع بتطورات غير متوقعة.

عاش الفلسطينيون حلم بناء دولة مستقلة والعيش في سلام مع الجيران، لكن مع مُضي الزمن وتكرار الإخفاقات، تلاشت الآمال في تحقيق ذلك الحلم وبدأت الشكوك تطفو على السطح.

3 عقود من الزمن مرت، وما زالت الدولة الفلسطينية تبحث عن النور في نفق مظلم تمر فيه تعقيدات ومشاكل سياسية واقتصادية تبدو كأعاصير تجتاح ميادين الأمل.

ولا يحمل الفلسطينيون رؤية إيجابية تجاه اتفاق أوسلو للسلام الذي وُقّع برعاية الولايات المتحدة قبل 30 عاماً، بل على العكس، كثُرت الانتقادات للاتفاق حتى من موقعيه أنفسهم، فالدولة الفلسطينية لم تقم بعد مرور 3 عقود على الاتفاق الذي أبرمه الراحلان، الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين.

تفاصيل الاتفاق

وُقّع اتفاق أوسلو في 13 سبتمبر عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. وأعطى الاتفاق السلطة الفلسطينية السيطرة على أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة، وأقر بالتعايش السلمي بين الجانبين.

وبعد عامين، في عام 1995، جرى توقيع اتفاقية طابا، أو أوسلو الثانية، والتي عُرفت باتفاق المرحلة الثانية من انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية؛ وتلاها عام 1998 اتفاق (واي ريفر) الذي نص على مبدأ الأرض مقابل الأمن وإعادة الانتشار في 13% من الضفة الغربية.

لكن التحول الكبير كان في عام 2000 إثر اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون إلى المسجد الأقصى، وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك، حيث أعادت بلاده اجتياح المدن الفلسطينية خلافا لما نصت عليه اتفاقية أوسلو.

ومنذ ذلك الحين، تواصل القوات الإسرائيلية دخول مناطق السلطة الفلسطينية وتنفيذ عمليات فيها. 

"أرادوا ربح الوقت"

بدا الاستياء واضحاً على عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني وهو يتحدث عن الواقع الحالي، بعد مرور 3 عقود على توقيع الاتفاق الذي بات يرى أن إسرائيل وقعته "لربح الوقت من أجل الاستمرار في الاستيطان وعملية التهويد لكل الأراضي الفلسطينية".

وقال الحسيني لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): "لو كانت إسرائيل جادة، لتم كل شيء في وقته خلال 4 سنوات وانتهى الأمر"، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية كانت لديها رغبة في بناء السلام "وقدّمت تنازلات كثيرة... لكن الطرف الإسرائيلي لا يريد أن يقيم سلاماً، وإنما الإجهاز على الشعب الفلسطيني".

وعلى الرغم من عدم تحقيق أوسلو الحلم المنشود ببناء الدولة الفلسطينية، يرى مسؤولون فلسطينيون من بينهم الحسيني أن هناك إنجازات تحققت في هذه الفترة.

وقال: "بنينا مؤسسات من أجل أن تأتي الدولة (الفلسطينية)، وجامعات أكثر من إسرائيل، بالإضافة إلى عدد كبير من المستشفيات. أقمنا التربية والتعليم، وأقمنا مدارس تعلم أكثر من مليون وربع المليون فلسطيني كل عام".

غير أن الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني هاني المصري يرى أن اتفاقية أوسلو "كارثة ألحقت أضراراً سياسية واقتصادية وأمنية فادحة، لأنها سرقت 3 عقود من عمر الفلسطينيين وراء وهم بأن هناك إمكانية للتوصل إلى تسوية".

وأضاف المصري لوكالة أنباء العالم العربي: "المصيبة الكبرى أن الاحتلال تعمّق، وتوسّع الاستيطان، وتقطّعت الأوصال بين الفلسطينيين في ظل الانقسام، وتراجعت القضية الفلسطينية وباتت في وضع صعب جداً... فُصلت الأرض عن القضية، والشعب أصبح شعوباً، وتم التخلي عن أراضي 1948 والشتات، دون أن نحصل حتى على حدود عام 1967".

وأكد المصري أنه كانت هناك ظروفاً عربية وإقليمية ودولية ضاغطة على القيادة الفلسطينية بشأن التوقيع على أوسلو، لكنه قال: "لا شيء يُبرر التنازل عن الحقوق الأساسية مقابل وهم، ما لم يتحقق شيء يوازي الاعتراف بإسرائيل".

ومن وجهة نظره، فإن فوائد أوسلو قليلة جداً بالنسبة للفلسطينيين مقابل الأضرار "الكثيرة جداً".

أوسلو "شبعت موتا"

اعتبر المحلل السياسي عبد المجيد سويلم في حديث لوكالة أنباء العالم العربي، أن اتفاقية أوسلو "ماتت وشبعت موتاً ولم يتبق منها إلا الأجزاء التي تُفيد إسرائيل أو تستخدمها لابتزاز الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "لا أعتقد أننا أمام شيء اسمه أوسلو، هذه المسائل انتهت وأفشلتها ودمرتها إسرائيل التي تجاوزتها (الاتفاقية) منذ سنين، وهذا كله بشكل معلن وليس سرياً".

واعتبر أن ما سمّاها "محاولات اختراع حلول" على أساس موازين القوى على الأرض "نابعة من سطوة الاحتلال ومجموعة المستوطنات التي أقامتها إسرائيل في الضفة الغربية، وكانت أقامتها في القدس قبل ذلك وفي غزة".

وتابع قائلاً: "أي محاولة لتجزئة الحل وتحويله إلى حل واقعي قائم على ميزان القوى وليس على القانون الدولي سيفشل".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات