تبادل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اتهامات بـ"التخريب"، و"القصف المتعمد" للبنى التحتية، بعد تصاعد ألسنة اللهب والدخان من أبراج ومعالم رئيسية خلال اليومين الماضيين بالعاصمة الخرطوم، وسط قتال دائر بين الطرفين، دخل شهره السادس.
وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان من برج "شركة النيل للبترول" الشهير، الذي يقع في حي للمال والأعمال في الخرطوم قرب منطقة تلاقي النيلين الأزرق والأبيض، وفي منطقة يتقاتل عليها طرفي الصراع.
والبرج الزجاجي الذي يُطل على النيل ويضم المقر الرئيسي للشركة، وتعلوه دوائر معدنية شُيد خلال طفرة نفطية قبل إعلان دولة جنوب السودان استقلالها عن السودان في 2011، وهو من بين أكثر البنايات تكلفة في السودان. ولم يتضح ما الذي سبب الحريق الذي بدأ السبت.
"استهداف" للمؤسسات
وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، بياناً، الاثنين، تتهم فيه قوات الدعم السريع بإضرام النار في "عدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى والمباني التجارية"، لكنها لم تُشر إلى البرج بشكل محدد.
وقال البيان إن "المليشيا المتمردة... ارتكبت سلسة حرائق استهدفت عدداً من المؤسسات الاقتصادية والمباني التجارية الرئيسية والمهمة في البلاد، التي تعد من ركائز الاقتصاد الوطني"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السودانية "سونا".
وناشدت الوزارة المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والحقوقية والإعلامية "لإدانة هذه الجرائم البربرية، وتصنيف المليشيا المتمردة جماعة إرهابية".
"تخريب وتدمير ممنهج"
وقال الناطق باسم الجيش في بيان، الأحد، على "فيسبوك" إن قوات الدعم السريع "تتمادى في التخريب والتدمير الممنهج للمنشآت والبنية التحتية، بالبلاد"، واتهمها بأنها "نهبت وحرقت مصرف الساحل والصحراء".
وأضاف قوات الدعم السريع "قامت بإحراق مباني شركة النيل الكبرى للبترول، وبرج وزارة العدل، وبرج الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس".
"سيناريو الأرض المحروقة"
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بـ"استهداف البرج ومبانٍ أخرى" مهمة، في ظل مساعيه لطردها من مواقع سيطرت عليها في العاصمة في بداية الصراع.
وقالت في بيان، الأحد، على منصة التواصل "إكس" تويتر سابقاً، إنه "في خطوة تأتي ضمن سيناريو الأرض المحروقة"، واصل طيران الجيش والفلول "عمليات القصف المتعمد للبنى التحتية والمناطق الحيوية في الخرطوم بغرض تدميرها".
وأضاف البيان: "شملت عمليات القصف المتعمد بالخرطوم، مباني وزارة العدل، ديوان الضرائب، برج الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، وبرج شركة النيل للبترول، إلى جانب استمرار القصف المتعمد على المناطق المأهولة بالسكان والأسواق بالبراميل المتفجرة."
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، عندما تحول توتر مرتبط بخطة مدعومة دولياً للانتقال السياسي إلى صدام مباشر بعد 4 سنوات من الإطاحة بعمر البشير في انتفاضة شعبية.
وتسبب الصراع في اندلاع اشتباكات واسعة النطاق بالإضافة إلى أعمال نهب وسلب، ما سبب نقصاً في الأغذية والأدوية في الخرطوم، ومدن أخرى ودفع ما يزيد على 5 ملايين للفرار من ديارهم.
اقرأ أيضاً: