نفت أذربيجان، الخميس، اتهامات أرمن إقليم ناجورنو قرة باغ، بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين الطرفين، الأربعاء، بينما انتهت، الخميس، أولى جلسات المحادثات، والتي عقدت في بلدة "يفلاخ" بين باكو والأرمن، من أجل الوصول إلى تسوية.
وأوضحت السلطات الأرمينية، إن دوي إطلاق نار بواسطة أعيرة نارية في وسط عاصمة إقليم ناجورنو قره باغ، كان مسموعاً، فيما قال مصدران لـ"رويترز" في وقت سابق إنهما سمعا دوي إطلاق النار.
وجاءت المحادثات بعد أن اضطرت القوات الأرمينية في الإقليم إلى الاستسلام، ما أدى إلى مطالبات باستقالة رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، لإخفاقه في حماية الأرض، وفق ما أوردته "رويترز".
وشنّت أذربيجان، الثلاثاء، عملية عسكرية في منطقة ناجورنو قره باغ، وهي خطوة قد تنذر بحرب جديدة في المنطقة المضطربة، فيما أعلنت أرمينيا إدانتها لما وصفته بـ"العدوان الشامل" من جانب باكو.
وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف، أعلن الأربعاء، بدء "قوات الأرمن" تسليم أسلحتها ومغادرة ناجورنو قره باغ، واستعادة بلاده سيادتها على المنطقة بعد عملية عسكرية انتهت بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، في وقت تدفق فيه آلاف الأرمن على مطار بالإقليم، وأجلت قوات حفظ السلام الروسية أكثر من 3 آلاف شخص منذ بدء الأعمال العسكرية.
اتصال بوتين وعلييف
في الإطار، قال الكرملين، الخميس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأذربيجاني، أجريا محادثة هاتفية تطرقا خلالها إلى أهمية التنفيذ المتسق للاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن الوقف الكامل للأعمال العدائية في قرة باغ.
وأفادت وكالة "ريا نوفوستي" بأن المحادثة التي جرت بين قادة البلدين تمت بمبادرة من الجانب الأذربيجاني.
وأوضح البيان أن الجانبين أشارا إلى أهمية "التنفيذ المتسق للاتفاقات التي تحققت بمساعدة قوات حفظ السلام الروسية بشأن الوقف الكامل للأعمال العدائية في قرة باغ".
وناقش الطرفان "الخطوات ذات الأولوية لزيادة استقرار الوضع والتغلب على المشكلات الإنسانية وأمن السكان الأرمن في قرة باغ، إذ تم تأكيد استعداد الجانب الأذربيجاني للتعاون مع قوات حفظ السلام الروسية في هذه القضايا". في المقابل، اعتذر الرئيس الأذربيجاني خلال المحادثة عن مقتل عناصر من قوات حفظ السلام الروسية في قرة باغ.
ويأتي الاعتذار، بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن "جنوداً من قوات حفظ السلام في ناجورنو قره باغ لقوا حتفهم، الأربعاء، بعد تعرض سيارتهم لإطلاق نار"، مشيرة إلى أن "قوات حفظ السلام الروسية كانت عائدة من نقطة مراقبة بالقرب من قرية في أذربيجان عندما تعرضت لهجوم بأسلحة صغيرة".
تصعيد عسكري
وحدث التصعيد العسكري، بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى قره باغ عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة بدت أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا.
وكانت أذربيجان حتى الأيام القليلة الماضية، تفرض قيوداً صارمة على ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بقره باغ والذي لم يُسمح باستخدامه حتى الأيام القليلة الماضية في إدخال المساعدات على أساس أنه يستخدم في تهريب أسلحة.
واتهم قادة الانفصاليين مراراً أذربيجان بأنها تريد تنفيذ تطهير عرقي في قره باغ. وترفض باكو هذه الاتهامات قائلةً إنها "ستحمي حقوق المدنيين المنتمين لعرق الأرمن في المنطقة بموجب دستورها".