بالتزامن مع استمرار أزمة توقف حركة الملاحة في قناة السويس المصرية، بسبب جنوح السفينة "إيفر غيفن" منذ الثلاثاء الماضي، دعا السفير الإيراني في روسيا، كاظم جلالي، إلى تفعيل ممر دولي بديل وصفه بأنه "منخفض المخاطر".
واقترح جلالي، عبر حسابه على "فيسبوك"، السبت، إكمال البنى التحتية في مشروع "شمال - جنوب" الذي يربط مدينة مومباي الهندية بإقليم أوراسيا.
وقال جلالي، حسبما نقلت قناة "بريس تي في" الإيرانية، إن ممر "شمال - جنوب" يختصر وقت وتكلفة الشحن الدولي بنسب كبيرة، ويجنّب الملاحة الدولية تداعيات تعطّل قناة السويس التي تسبب إغلاقها في أضرار بمليارات الدولارات يومياً.
وأضاف، أنه "في ضوء توقّف حركة الملاحة البحرية في قناة السويس، خلال الأيام الأخيرة، بسبب جنوح سفينة إيفر غيفن العملاقة، والخسائر الناجمة عن توقف حركة الملاحة للاقتصاد العالمي، والتي تقدّر بنحو 9 مليارات دولار يومياً، فإن الإسراع في إكمال البنى التحتية وتفعيل ممر شمال - جنوب كبديل عن ممر قناة السويس يحظى بالأهمية أكثر مما مضى".
وأضاف في منشور مطول: "ممر شمال – جنوب، الذي يختصر الزمن حتى 20 يوماً والتكاليف حتى 30%، يُعد خياراً أفضل كبديل عن قناة السويس في مجال الترانزيت، الحادث الأخير مؤشر على ضرورة البحث عن بديل أقل خطورة من قناة السويس، التي يعبر منها أكثر من مليار طن من السلع سنوياً".
ما هو ممر "شمال - جنوب"؟
ويهدف ممر "شمال- جنوب" إلى نقل البضائع، والمرور عبر أراضي الهند، وإيران، وأفغانستان، وأرمينيا، وأذربيجان، وروسيا، وآسيا الوسطى، ثم أوروبا الشرقية. وتقول الدول المشاركة فيه إنه يسهم في خفض تكاليف النقل بما بين 30 و60%، واختصار زمن العبور من 40 يوماً إلى حوالي 20 يوماً.
وتشير "بريس تي في"، إلى أن "ميناء تشابهار" الإيراني سيلعب دوراً مهماً في تقليل الاعتماد على قناة السويس لنقل البضائع إلى أوروبا، لافتةً إلى أنه بموجب اتفاقية ثلاثية وقعت عام 2017، خصصت الهند ما لا يقل عن 21 مليار دولار للممر الذي يربط تشابهار بمنطقة حاجيجاك وسط أفغانستان، الأمر الذي يمكن أن "يجعل الممر ينافس قناة السويس ويمنح إيران ميزة كبيرة".
13 دولة
وفي عام 2000، وقعت الهند وروسيا وإيران، على اتفاقية تنظيم شحنات البضائع عبر الممر الجديد، والذي يبلغ طوله 7299 كيلومتراً، ويتألف من شبكة متنوعة من الطرق البرية، والسكك الحديدية، إضافة إلى السفن، ثم انضمت لاحقاً 10 دول أخرى إلى المشروع.
وبحسب تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط"، نشر عام 2018، فإن سعة النقل لممر "شمال-جنوب" تصل إلى 30 مليون طن من البضائع سنوياً، تمر عبر أراضي الهند، وإيران، وأفغانستان، وأرمينيا، وأذربيجان، وروسيا، وآسيا الوسطى، ثم أوروبا الشرقية، الأمر الذي يؤدي إلى تغيير وجه الجغرافيا السياسية والاقتصادية للمنطقة بأسرها.
رأس الرجاء الصالح
وتبحث بعض السفن الاتجاه إلى إفريقيا، وتحديداً إلى رأس الرجاء الصالح لمتابعة رحلاتها بعد تكدس السفن أمام قناة السويس إثر جنوح السفينة وإغلاق الممر البحري الذي يمر منه نحو 12% من حجم التجارة العالمية.
ورد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، على هذه التقارير بقوله في تصريحات سابقة لـ"الشرق": "لكل الشركات الحرية في تحويل سفنها إلى رأس الرجاء الصالح إن رغبت في ذلك، سيتم العمل على حل أزمة تكدس السفن خلال 48 ساعة من تعويم السفينة".
وأشار إلى "ارتفاع عدد السفن العالقة التي تنتظر استئناف الملاحة في قناة السويس إلى 369 سفينة"، لافتاً إلى أنه "سيتم التعامل معها بعد عملية التعويم لإنهاء عملية تكدس السفن"، متوقعاً "تمرير 100 سفينة يومياً بدلاً من 75 حالياً بعد تعويم السفينة".
جهود مستمرة
وتواصلت، الأحد، جهود تعويم السفينة، إذ تمكّنت قاطرات من تحريكها 29 متراً، السبت، بعدما نجحت حفارات في تحرير أجزاء من السفينة من رواسب ألصقتها بضفة القناة.
وكان الفريق مهاب مميش، مستشار الرئيس المصري لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية، قال لـ"الشرق" إن القناة تعتمد على طريقتين لإنهاء المشكلة، هما قطر السفينة، وتخفيف حمولتها من أجل تعويمها، متوقعاً انتهاء العملية خلال أيام.