
أعلن التلفزيون السوري، في الساعات الأولى من صباح الاثنين، وفاة وزير الخارجية وليد المعلم، عن عمر يناهز 79 عاماً.
ويُعد المعلم أقدم وزير في الحكومة السورية، بعد توليه حقيبة وزارة الخارجية منذ 14 عاماً، وتحديداً 11 فبراير 2006، خلفاً لفاروق الشرع الذي أصبح نائباً لرئيس الجمهورية، كما شغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس الوزراء.
وصدر في شهر أغسطس الماضي نص التعديل الحكومي الجديد ضمن مرسوم رئاسي بتكليف وليد المعلم مجدداً بحقيبة وزارة الخارجية والمغتربين.
مواقفه السياسية
"عميد الدبلوماسية السورية"، و"صديق روسيا"، و"مهندس عملية السلام مع إسرائيل"، ألقاب مختلفة اكتسبها وليد المعلم خلال رحلته السياسية والدبلوماسية الممتدة على مدى نحو نصف قرن.
ومثّل المعلم أكبر حائط صد دبلوماسي ضد معارضي الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه انتفاضة سياسية ضخمة، فمع اندلاع احتجاجات 2011 أجرى جولات وزيارات مختلفة لدول أجنبية، وأكد حينها أن أي تدخل في سوريا هو "إرهاب دولي".
واعتمد المعلم في دفاعه عن الأسد أمام وسائل الإعلام الأجنبية على الموقفين الروسي والصيني الداعمين لحكومته.
أدى مهمته كسفير لدمشق في واشنطن على مدى 9 سنوات، ولعب دوراً كبيراً في مفاوضات السلام العربية السورية مع إسرائيل، إضافة إلى إدارته ملف العلاقات السورية ـ اللبنانية في فترة صعبة.
قبل الرحيل
قبل 20 يوماً فقط من رحيله، أظهر وزير الخارجية السوري تمسكه بموقفه من إدارة أزمة بلاده السياسية، مؤكداً أن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مصير بلاده.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) خلال استقباله المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، أن "اللجنة منذ أن تشكلت وانطلقت أعمالها باتت سيدة نفسها وهي التي تقرر التوصيات التي يمكن أن تخرج بها وكيفية سير أعمالها، بحيث تتم هذه العملية في كل مراحلها بقيادة وملكية سورية فقط، وعلى أساس أن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده".
رحلته العملية
في 17 يوليو 1941، وُلِد وليد محيي الدين المعلم في دمشق لعائلة سكنت حي المزة. في الفترة من 1980 حتى 1984، عُيّن مديراً لإدارة التوثيق والترجمة، ومن عام 1984 حتى 1990، عُيّن مديراً لإدارة المكاتب الخاصة، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية السورية.
في 1990 عُيّن سفيراً لدى الولايات المتحدة حتى عام 1999، ومطلع عام 2000 كان معاوناً لوزير الخارجية، وفي 2005 سُمّي نائباً لوزير الخارجية، وتم تكليفه بإدارة ملف العلاقات السورية-اللبنانية في فترة بالغة الصعوبة.
وكلفه الرئيس السوري بشار الأسد بجولات دبلوماسية زار خلالها غالبية العواصم العربية والتقى الكثير من الزعماء العرب، وشارك في محادثات السلام السورية-الإسرائيلية منذ عام 1991 حتى 1999.
وحسبما ذكر موقع وزارة الخارجية والمغتربية السورية، فوليد المعلم "متزوج من السيدة سوسن خياط وله ثلاثة أولاد هم طارق وشذى وخالد".
4 مؤلفات
وإلى جانب مسيرته العملية والسياسية، أصدر المعلم 4 مؤلفات، وفقاً للموقع الرسمي للخارجية السورية، هي فلسطين والسلام المسلّح 1970، سوريا في مرحلة الانتداب من العام 1917 وحتى العام 1948، سوريا من الاستقلال إلى الوحدة من العام 1948 وحتى العام 1958، العالم والشرق الأوسط في المنظور الأمريكي.