بومبيو أول وزير خارجية أميركي يزور مستوطنات الضفة والجولان

time reading iconدقائق القراءة - 8
مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي يلقي بياناً خلال زيارته مرتفعات الجولان المحتلة - REUTERS
مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي يلقي بياناً خلال زيارته مرتفعات الجولان المحتلة - REUTERS
دبي -وكالاتالشرق

زار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس، مصنع "بساغوت" للنبيذ في الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لما أكده مسؤولون في الخارجية الأميركية، ليكون بذلك أول وزير خارجية أميركي يزور مستوطنة إسرائيلية، وهو ما أثار انتقادات عربية ودولية.

ووصل بومبيو إلى مكاتب المصنع التي تقع في المنطقة الصناعية في مستوطنة "شاعر بنيامين" في الضفة الغربية المحتلة، تحت حراسة عسكرية مشددة، على ما أفاد به شهود عيان لوكالة "فرانس برس". وأكد مسؤولون في الخارجية الأميركية الزيارة. 

 وتمثل خطوة بومبيو، استفزازاً للفلسطينيين الذين تظاهروا منذ الأربعاء، احتجاجاً على الزيارة التي اعتبروها "اعترافاً صريحاً" من قبل واشنطن بالمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية بنظر المجتمع الدولي. 

ووصل بومبيو إلى القدس، الأربعاء، في زيارة تستمر ليومين، يبحث خلالها مع المسؤولين الإسرائيليين الملف الإيراني وملف المستوطنات، وهي تأتي في إطار جولة أوروبية وشرق أوسطية للوزير الأميركي.

وتنامى التخطيط وبناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية في ظل حكومات بنيامين نتنياهو المتعاقبة، خصوصاً منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب منصبه في مطلع عام 2017.

وقبل عام بالتحديد، صرّح بومبيو بأنّ الولايات المتحدة لا تعتبر المستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة "غير قانونية".

وفي نوفمبر الماضي، ألغى بومبيو رأياً قانونياً لوزارة الخارجية صدر في عام 1978، يعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية "غير متوافقة مع القانون الدولي"، ووقف هو والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، خلف هذا التحوّل.

منتجات المستوطنات

وفي ما يخص منتجات المستوطنات، قال بومبيو إن أميركا ستصنف هذه المنتجات على أنها "صنعت في إسرائيل".

وأضاف في بيان: "سيطلب من جميع المنتجين داخل المناطق التي تمارس فيها إسرائيل سلطات ذات صلة (...) وسم البضائع باسم (إسرائيل) أو (منتج إسرائيلي)، أو (صنع في إسرائيل)، وذلك عند التصدير للولايات المتحدة".

وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن التعليمات الجديدة تنطبق و"بشكل أساسي" على "المنطقة المصنفة (ج)"، وهي جزء من الضفة الغربية المحتلة.

بحسب بيان صدر في 16 نوفمبر عن أربعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، فإن المبادئ التوجيهية للإدارة الديمقراطية السابقة كانت تنص على تسمية منتجات المستوطنات بأنها
"صنع في الضفة الغربية".

وجاءت تصريحات بومبيو في شأن المنتجات، رداً على تقارير أميركية أفادت الأربعاء، بأن مجموعة من النواب الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي، بعثوا رسالة إلى ترمب لحثه على إصدار أمر تنفيذي يسمح بعنونة البضائع المنتجة في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بعبارة "صنع في إسرائيل".

زيارة الجولان المحتل

وقبل توجهه إلى الضفة الغربية، التقى بومبيو بنتنياهو الذي أشاد بترمب لاعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبالسيادة الإسرائيلية على الجولان، الذي ضمتها إسرائيل عام 1981 في خطوة لم تقبلها سوى دول قليلة.

وقال بومبيو، إن "الاعتراف البسيط بهذه المنطقة (الجولان) كجزء من إسرائيل، كان قراراً مهماً وتاريخياً من الرئيس ترمب، وببساطة هو اعتراف بالواقع".

في المقابل، قال مصدر مسؤول في الخارجية السورية، وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري، إن بلاده "تدين بأشد العبارات" زيارة بومبيو، ووصفها بأنها "خطوة استفزازية قبيل انتهاء ولاية إدارة ترمب وانتهاك سافر لسيادة سوريا".

وأضاف المصدر إن "سوريا دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإدانة هذه الزيارة التي تنتهك قرار مجلس الأمن رقم 497 والإجماع الدولي الذي رفض قرار إسرائيل بضم الجولان".

تنديد فلسطيني

وأفادت وزارة الخارجية الفلسطينية، الخميس، في بيان، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يريد استغلال الفترة الانتقالية المتبقية لإدارة ترمب، في محاولة لدفعه لاتخاذ قرارات خطيرة على عملية السلام، ومبدأ حل الدولتين".

وأضاف البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية، أن ذلك يؤكد أنه "لا يرغب بالسلام، وليس شريكاً به، ومعادٍ لحل الدولتين، ويعمل على تدمير أي فرصة لإحلال السلام".

ودانت الوزارة الأنباء التي تحدثت عن جهود يبذلها نتنياهو مع إدارة ترمب، للحصول على موافقته النهائية لبناء 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة في مطار القدس المحاذي لبلدة قلنديا، معتبرة أنه "استكمال لحصار القدس، وفصلها عن محيطها الفلسطيني من جهة الشمال".

وقالت إن "الإدارات الأميركية المتعاقبة عادة ما تتجنب في المراحل الانتقالية التي تسبق تسليم الحكم لإدارة جديدة منتخبة اتخاذ قرارات قد تؤثر على العلاقات الداخلية والخارجية".

وشدد البيان على أن "أي قرار يتخذه ترمب لتسهيل عملية الضم أو البناء الاستيطاني، سيعتبر من وجهة نظر قانونية ليس فقط مخالفاً للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، وإنما أيضاً استهتاراً واضحاً بمسؤوليات ترمب نفسه كرئيس انتقالي للولايات المتحدة".

الجامعة العربية

ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى المستوطنات والجولان، مؤكداً أن "هذا العمل يناقض الشرعية الدولية بشكل واضح، ويُشجع الحكومة الإسرائيلية على المُضي قدماً في مشاريعها الاستيطانية غير القانونية، التي تشكل العقبة الأكبر في طريق إحلال سلام يقوم على حل الدولتين".

بدورها، نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية بإعلان بومبيو زيارة الجولان، وقالت إنه "ساوى بلا وجه حق بين الدعم السلمي لمقاطعة إسرائيل ومعاداة السامية".

وقال إيريك غولدستين القائم بأعمال مدير المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "بدلاً من مكافحة العنصرية الممنهجة والتطرف اليميني في الولايات المتحدة، تقوض إدارة ترمب الكفاح المشترك في مواجهة بلاء معاداة السامية وذلك بمساواته بالدعوة السلمية للمقاطعة".