
قال ستة مسؤولين في الحكومة العراقية والفصائل المسلحة في العراق لوكالة "رويترز"، الخميس، إن "الجيش العراقي يدرب عضواً سابقاً في ميليشيا مدعومة من إيران، يخضع لعقوبات أميركية بسبب وقوفه خلف قتل متظاهرين، ليصبح ضابطاً رفيع المستوى في الجيش".
وأشارت المصادر إلى أن "الأمر يتعلق بحسين فالح عزيز، المعروف باسم أبو زينب اللامي، أحد قياديي الحشد الشعبي"، مؤكدة أنه "تم إرساله إلى مصر مع ضباط عراقيين للتدرب لمدة عام".
ونفى مسؤولون عسكريون مصريون أن يكون اللامي من ضمن دفعة الضباط العراقيين الذين يتلقون التدريبات في مصر، إلا أن مصدراً أمنياً مصرياً قال لـ"رويترز" إن "اللامي كان في مصر في أكتوبر المنصرم"، من دون الخوض في التفاصيل.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية فرضت في ديسمبر 2019، عقوبات على اللامي وثلاثة عراقيين آخرين، بتهمة انتهاك حقوق الإنسان وقتل المتظاهرين، وضلوعهم في قضايا فساد.
واتهم اللامي بالمسؤولية عن نشر قناصين استهدفوا متظاهرين خلال الاحتجاجات التي شهدها العراق نهاية العام الماضي، والتي قتل فيها أكثر من 100 شخص.
وأظهرت وثيقة وزارة الدفاع العراقية التي اطلعت عليها "رويترز"، اسم حسين فالح عزيز وهو برتبة لواء، على قائمة الضباط الذين سيحضرون التدريبات حتى الصيف المقبل.
وقال المسؤولون لـ"رويترز" إن "جعل اللامي ضابطاً كبيراً في الجيش العراقي، هي أجرأ خطوة لجأ إليها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حتى الآن"، وذلك لـ"تخفيف قوة الميليشيات المدعومة من إيران في العراق"، و"تماشياً مع رغبة واشنطن في الحد من نفوذ طهران في الشرق الأوسط".
وأكد مصدر مقرب من اللامي لـ"رويترز" إرساله إلى مصر من أجل المشاركة في البرنامج التدريبي.
وقالت الوكالة إن مؤيدي الخطة يرون فيها طريقة لإضعاف الميليشيات المسلحة في العراق، والتي تتباهى بعشرات الآلاف من مقاتليها، والتي لها نفوذ كبير على أمن العراق واقتصاده، على غرار الجماعات التابعة للحشد الشعبي، والتي يدير اللامي أحد فروعها منذ سنوات.
ورفض مسؤول عراقي، تحدث نيابة عن الحكومة، التعليق لـ"رويترز" على موضوع اللامي، لكنه قال إن "هناك خطة لإعادة هيكلة قوات الحشد الشعبي، بما في ذلك توفير التدريب العسكري لقادتها"، على الرغم من مخاطر وضع شخصية مدانة في مجال حقوق الإنسان في قلب الجيش العراقي، وفقاً لبعض النقاد.
وأشارت "رويترز" إلى أن النقاد يرون في هذه الخطوة علامة أخرى على أن رئيس الوزراء الكاظمي، يقدم تنازلات لبعض المسؤولين الأكثر تشدداً والمتحالفين مع إيران، لتأمين الدعم لحكومته.
وقال مسؤول أمني طلب عدم ذكر اسمه إن "الخطة هي جلب قادة الحشد الشعبي، الذين لا يُنظر إليهم على أنهم موالون تماماً لإيران، وتجهيزهم من خلال هذا التدريب العسكري، لشغل مناصب داخل الجهاز العسكري والأمني"، مضيفاً أن اللامي سيحصل على منصب رفيع بعد انتهاء التدريب"، من دون تحديد الوظيفة التي سيشغلها في الجيش.