روسيا: قوات قره باغ الأرمينية تبدأ تسليم الأسلحة

قالت موسكو، الجمعة، إن القوات الأرمينية في إقليم ناجورنو قره باغ، بدأت تسليم أسلحتها وعتادها العسكري تحت إشراف قوات حفظ السلام الروسية.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية في بيان إلى أن قوات حفظ السلام التابعة لها تواصل مهامها في الإقليم المتنازع عليه، لافتةً في الوقت نفسه إلى أنها على اتصال دائم بأذربيجان وأبناء العرقية الأرمينية في المنطقة.

وبحسب البيان، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها رصدت حالتي انتهاك لوقف إطلاق النار منذ إعلان سريانه، موضحةً أنه لم تقع أي إصابات.

"الوضع صعب"

في وقت سابق الجمعة، قال زعماء الأرمن العرقيين في الإقليم الانفصالي إنه لم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة حتى الآن للمحادثات مع أذربيجان بشأن الضمانات الأمنية المحتملة أو العفو الذي تقترحه باكو.

واعتبر ديفيد بابايان، مستشار صمويل شهرامانيان رئيس (جمهورية آرتساخ) المعلنة من جانب واحد والتي تسيطر على جزء من ناجورنو قره باغ أنه "لا يزال يتعين حل هذه المسائل.. لا توجد نتائج ملموسة بعد".

وأشار إلى أن أذربيجان تعتزم إصدار عفو عن المقاتلين الأرمن في قره باغ الذين يتخلون عن أسلحتهم رغم أن بعض الوحدات العسكرية هناك قالت إنها ستواصل المقاومة، لافتاً إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق لوصول قافلة إنسانية، الجمعة، عبر الطريق الذي يربط أرمينيا مع قره باغ، والتي تحاصرها أذربيجان فعلياً منذ أكثر من 9 أشهر.

وأضاف: "الوضع صعب. المسائل الإنسانية بحاجة إلى حل. تم التوصل إلى اتفاق لقدوم قافلة إنسانية من أرمينيا عبر ممر لاتشين".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الأرمن في الإقليم يتمكنون من التنقل، أوضح بابايان أنه ليس هناك تحركات واسعة النطاق للأشخاص لأن المنطقة كانت تحت الحصار فعلياً.

وتابع بابايان: "ممر لاتشين لا يعمل كما ينبغي.. في الوقت الحاضر، هناك مسائل أخرى تحتاج إلى حل. الوضع صعب للغاية.. الناس جائعون، ليس هناك كهرباء ولا وقود، وهناك الكثير من النازحين".

باكو تنفي "انتهاك وقف النار"

في شأن ذي صلة، نفت أذربيجان اتهامات أرمن إقرة باغ، بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين الطرفين، وذلك بينما انتهت أولى جلسات المحادثات، التي عقدت في بلدة "يفلاخ" بين باكو والأرمن، من أجل الوصول إلى تسوية.

وأوضحت السلطات الأرمينية، إن دوي إطلاق نار بواسطة أعيرة نارية في وسط عاصمة الإقليم، كان مسموعاً، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين في وقت سابق أنهما سمعا دوي إطلاق النار.

وجاءت المحادثات بعد أن اضطرت القوات الأرمينية في الإقليم إلى الاستسلام، ما أدى إلى مطالبات باستقالة رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، لإخفاقه في حماية الأرض.

وشنّت أذربيجان، الثلاثاء، عملية عسكرية في منطقة ناجورنو قره باغ، وهي خطوة قد تنذر بحرب جديدة في المنطقة المضطربة، فيما أعلنت أرمينيا إدانتها لما وصفته بـ"العدوان الشامل" من جانب باكو. 

استعادة السيطرة

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف كان قد أعلن، الأربعاء، استعادة بلاده سيادتها على ناجورنو قره باغ بعد عملية عسكرية انتهت بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، في الوقت الذي تدفق فيه آلاف الأرمن على مطار بالإقليم، وأجلت روسيا أكثر من 3 آلاف شخص منذ بدء الأعمال العسكرية.

وعرض رئيس أذربيجان على سكان منطقة ناجورنو قره باغ المنحدرين من أصل أرميني وعلى أرمينيا المجاورة أيضاً: "آفاق التعاون والمصالحة والتنمية المشتركة" بعد سيطرة قواته على الجيب الانفصالي، حسب قوله.

وقال علييف في خطاب بثه التلفزيون إنه "منذ بدء حرب قره باغ الثانية (عام 2020) عانى أكثر من 300 مواطن أذربيجاني من إرهاب الألغام"، مشيراً إلى أن عملية "نقل ألغام تمت بشكل غير قانوني من أرمينيا إلى منطقة قره باغ، وزرعها في أماكن مختلفة".

تصعيد عسكري

التصعيد العسكري في ناجورنو قرة باغ عاد مجدداً بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إفي الإقليم عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة بدت أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا.

وكانت أذربيجان حتى الأيام القليلة الماضية، تفرض قيوداً صارمة على ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بقره باغ والذي لم يُسمح باستخدامه حتى الأيام القليلة الماضية في إدخال المساعدات على أساس أنه يستخدم في تهريب أسلحة.

واتهم قادة الانفصاليين مراراً أذربيجان بأنها تريد تنفيذ تطهير عرقي في قره باغ. وترفض باكو هذه الاتهامات قائلةً إنها "ستحمي حقوق المدنيين المنتمين لعرق الأرمن في المنطقة بموجب دستورها".