صراع الفصائل الموالية لطهران و"النجف" يهدد بتقسيم "الحشد الشعبي" العراقي

time reading iconدقائق القراءة - 4
 عناصر من "الحشد الشعبي" العراقي يشاركون بعرض عسكري في كركوك - REUTERS
عناصر من "الحشد الشعبي" العراقي يشاركون بعرض عسكري في كركوك - REUTERS
النجف - أ ف ب

قالت مصادر عراقية في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، السبت، إن صراعاً كامناً بين فصائل "حشد العتبات"، الخاضعة للمرجعية الشيعية وأخرى موالية لإيران، يهدّد بتقسيم "هيئة الحشد الشعبي" العسكرية في العراق.

وأشارت المصادر إلى وجود فجوة متنامية داخل "هيئة الحشد الشعبي" بين جناح موالٍ لإيران و4 فصائل مرتبطة بالمرجعية الشيعية في مدينتي كربلاء والنجف، هي: "الإمام علي القتالية" و"العباس القتالية" ولواءا "علي الأكبر" و"أنصار المرجعية". 

وأوضح الناطق باسم مؤتمر "حشد العتبات"، حازم صخر، أن "حشد العتبات هو أصل الحشد"، مضيفاً أنهم "ملتزمون بالقانون العراقي ووصايا المرجعية الدينية"، فيما قال قائد فرقة "العباس القتالية"، أكبر الفصائل، ميثم الزيدي، إن تشكيل "حشد العتبات هدفه خدمة الوطن وتصحيح المسير والمسار". 

ولفت الباحث المتخصص في التنظيمات المسلحة الشيعية، حمدي مالك، إلى أن فصائل "حشد العتبات تعمل حالياً على تسريع انفصالها عن الحشد الشعبي الأوسع". 

وكانت تلك الفصائل تجمعت تحت اسم "حشد العتبات"، وتضم نحو 20 ألف عنصر، وعقدت أول مؤتمر لها مطلع الشهر الحالي.

وحاول المشاركون، خلال المؤتمر، إبراز مصدرين لشرعية هذه الفصائل، وهما "عراقيتها والتزامها الصارم بتوجيهات المرجع الشيعي علي السيستاني"، بحسب ما أفادت به "فرانس برس".

3 محاور اختلاف 

وتشكَّل "الحشد الشعبي" في عام 2014، بعد إصدار المرجع الشيعي علي السيستاني "فتوى الجهاد الكفائي" التي حضّ فيها العراقيين على "قتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لوقف تمدده بعد سيطرته على ثلث العراق". 

وأدت دعوة السيستاني إلى توحد تنظيمات مسلحة قائمة مع أخرى حديثة التشكيل، كان من بينها فصائل "حشد العتبات"، إذ قاتلت تلك الشبكة الواسعة من الفصائل المسلحة إلى جانب الجيش العراقي ضد "داعش".

إلا أنه في عام 2016، بدأت تظهر خلافات داخل "الحشد الشعبي" وتركزت حول 3 محاور. 

وتذمرت فصائل "حشد العتبات" من حرمانها الإمكانات، وحمَّلت مسؤولية ذلك إلى أبومهدي المهندس، نائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي"، الذي قضى في ضربة جوية أميركية برفقة قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني في يناير الماضي، قرب مطار بغداد، وفقاً لما أوردته "فرانس برس".

واتهم "حشد العتبات" المهندس بـ"إعطاء الأولية في تقسيم الموارد التي تشمل معدات عسكرية ورواتب من الدولة، إلى الفصائل الموالية لطهران". 

وأشار مالك إلى شرخ ثانٍ أكثر عمقاً، يتمثل في "انقسام أيديولوجي حول الروابط مع إيران، التي توفر دعماً لعدد من التنظيمات حتى قبل تأسيس الحشد"، في ما يتعلق الاختلاف الثالث، بـ"الانخراط في العمل السياسي".

"نهاية الحشد"

"السيستاني أعطى توجيهات واضحة بعدم انخراط أعضاء الحشد الشعبي في السياسة، لكن الفصائل الموالية لإيران في الحشد أنشأت تحالف الفتح، وشاركت في الانتخابات التشريعية عام 2018"، قال مالك لـ"فرانس برس"، وأوضح أن "تحالف الفتح" شكّل ثاني أكبر كتلة في البرلمان، وأصبح يتمتع بنفوذ واسع في وزارات عدة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة المقررة في يونيو المقبل، أعادت فصائل "حشد العتبات" تأكيد "عدم انخراطها في السياسة، تنفيذاً لتوصيات السيستاني". 

وأشار حمدي مالك إلى وجود مخاوف من أنه في حال انسحاب فصائل "حشد العتبات، يمكن للأخرى الولائية، احتكار موازنة الهيئة وإمكاناتها العسكرية وثقلها السياسي". 

وكان زعيم فصيل "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، قال في تصريحات تلفزيونية الشهر الماضي، إن "انفصال التنظيمات المرتبطة بالمرجعية الدينية الشيعية، يمكن أن يقود إلى انسحاب فصائل الحشد العشائري، المشكل أساساً من مقاتلي عشائر سُنية، ما سيؤدي إلى نهاية الحشد".

ويفتقد "حشد العتبات" إلى إطار قانوني لإدارة قواته خارج قوانين "هيئة الحشد الشعبي"، كما يوجد تأخير في تنفيذ أمر حكومي يربطه برئاسة الوزراء، بحسب ما أفادت "فرانس برس".