غضب في إسرائيل بعد تعيين يميني متطرف رئيساً لـ"متحف الهولوكوست"

time reading iconدقائق القراءة - 6
 إيفي إيتام، ضابط إسرائيلي سابق وزعيم يميني متطرف، القدس، أبريل 2002 - AFP
إيفي إيتام، ضابط إسرائيلي سابق وزعيم يميني متطرف، القدس، أبريل 2002 - AFP
القدس-أ ف بقاسم الخطيب

أثار تعيين يميني متطرف كان ضابطاً في الجيش الإسرائيلي، رئيساً لمؤسسة أبحاث ومتحف الهولوكوست "ياد فاشيم" جدلاً بين الطبقة السياسية الإسرائيلية واستياء بين الناجين من المحرقة.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أغسطس الماضي نيته تعيين "إفي إيتام" رئيساً لمؤسسة "ياد فاشيم" الشهيرة، التي يزورها إجمالاً الزعماء الأجانب خلال وجودهم في إسرائيل، ومئات الآلاف من السياح كل عام.

وصادقت لجنة جلئور، المختصة بتعيين المسؤولين لشغل المناصب الكبرى في الهيئات الحكومية، في نوفمبر الماضي، على تعيينه في منصب رئيس مؤسسة "ياد فاشيم". 

تصريحات عنصرية

وبعد مسيرته العسكرية، أصبح "إيتام" رئيساً لحزب "المفدال" القومي الديني في أوائل القرن الحادي والعشرين بعد تركه الجيش، وعرف بمواقفه العنصرية ضد العرب، إذ دعا إلى طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية، ومنع الفلسطينيين حاملي الجنسية الإسرائيلية من المشاركة السياسية.

ففي عام 2006، قال إنه يجب "طرد العرب الإسرائيليين من المشهد السياسي"، لأنهم يمثلون "طابوراً خامساً"، وهو مصطلح يشير إلى مجموعة داخل الدولة تعمل مع أعداء الأمة.

وكان خلال خدمته كوزير للإسكان والبناء، من أشد المؤيدين لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وهي مجتمعات يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية. إذ دعا في عام 2014، إسرائيل إلى ضم الضفة الغربية بالكامل، وعرض الجنسية الإسرائيلية على الفلسطينيين، وطرد من يرفضون قبول العرض.

 ووقعت مجموعة مكونة من أكثر من 800 شخص بمن فيهم أكاديميون بارزون في أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل، عريضة تعارض ترشيح "إيتام". وجاء في العريضة أن "خطاب إيتام البغيض تجاه عرب إسرائيل والفلسطينيين يتعارض مع قيم ياد فاشيم".

"عار على المؤسسة" 

وقالت العريضة، إن تعيين "إفي إيتام" في منصب رئيس ياد فاشيم "من شأنه أن يحوّل مؤسسة محترمة دولياً مكرسة لتوثيق الجرائم ضد الإنسانية والسعي من أجل حقوق الإنسان، إلى استهزاء وعار".

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن سيرج كلارسفيلد، الذي ساعد في تعقّب مجرمي الحرب النازيين وفضحهم، القول إنه "لا يمكننا أن نقبل بأن يكون زعيم سياسي تصريحاته الفاضحة ضد السكان العرب غير مقبولة للناجين من الهولوكوست، رئيساً لمؤسسة مرموقة مثل ياد فاشيم". 

وفي القدس، شارك ناجون من المحرقة في تظاهرة أمام مقر وزارة التعليم، ضد ترشيح "إيتام".

واعتبرت المؤرخة الأميركية، ديبوراه ليفشديد، أن تعيين "إفي إيتام" يشكل "فضيحة وخطأ فادحاً". وقالت في تصريح لصحيفة "جيروزاليم بوست": "نحن مذهولون من هذا الأمر ونحتج عليه بكل قوة ممكنة".

وأضافت أن "خطاب الكراهية الذي يستخدمه إيتام ضد عرب إسرائيل وضد الفلسطينيين، يتناقض تماماً مع قيم ورسالة ياد فاشيم"، معتبرة أنه تعيين "يمكن أن تكون له تبعات مأساوية على مؤسسة ياد فاشيم".

طرد العرب "ليس هدفاً"

وفي رد على الانتقادات التي طالته بسبب تصريحاته العنصرية ضد العرب، قال إيتام في حديث مع قناة "كان" الإسرائيلية: "عارضت طوال الوقت الحديث عن الترانسفير (ترحيل الفلسطينيين)، لكن إذا ما تم شن حرب علينا من قبل أشخاص أو مجموعات تريد تحويل دولة إسرائيل إلى حلبة مليئة بالعمليات الإرهابية، فإننا سنحارب هناك بكل قوة، وهناك سنحسم الحرب"، مؤكداً أن "طرد عرب يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ليس هدفاً، لكنه نتيجة".

وتأسست "ياد فاشيم" عام 1953، ومهمتها الأساسية الحفاظ على ذكرى إبادة ألمانيا النازية لستة ملايين يهودي معظمهم من أوروبا.

وتعد المؤسسة، وهي مركز أبحاث يختص في أحداث الهولوكوست، إحدى أهم المؤسسات الإسرائيلية واليهودية حول العالم.