
غيب الموت، الأحد، الشيخ ناصر صباح الأحمد، الابن الأكبر لأمير الكويت الراحل، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حاكم الكويت الخامس عشر، عن عمر 72 عاماً بعد صراع مع المرض.
ولد الراحل في 27 ابريل 1948، وعلى الرغم من دخوله العمل السياسي المباشر متأخراً، إلا أنه كأن من أبرز أبناء الأسرة الحاكمة، وله العديد من الأنشطة الثقافية والسياسية.
دخل الشيخ ناصر، العمل السياسي في عام 1999 حينما أصدر أمير الكويت الراحل، الشيخ جابر الأحمد (29 مايو 1926 - 15 يناير 2006)، مرسوماً بتعيينه مستشاراً خاصاً لولي العهد، رئيس مجلس الوزراء آنذاك، الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح.
في عهد والده الشيخ صباح الأحمد، تولى الشيخ ناصر منصب وزير الديوان الأميري، وبقي فيه حتى ديسمبر 2017 حين أعيد تشكيل الحكومة وتولى فيها منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى نوفمبر 2018.
مدينة الحرير
عرف الشيخ ناصر، باهتمامه بالخطط المستقبلية، وفي ديسمبر 2017، فوضه رئيس مجلس الوزراء، الشيخ جابر المبارك، برئاسة المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، وكان صاحب فكرة مشروع "مدينة الحرير" الذي تقوم عليه "رؤية الكويت 2035". وتقع المدينة في منطقة الصبية شمال البلاد على مساحة 250 كيلومتراً مربعاً. ويهدف المشروع إلى أن تكون مدينة الحرير أحد أهم مقومات الاقتصاد الكويتي، ومن أهم موارده، ويستغرق تنفيذ المشروع 25 سنة، بتكلفة أكثر من 86 مليار دولار.
الآثار الإسلامية
وقبل دخوله العمل السياسي الرسمي، كان الشيخ ناصر، من أبرز المهتمين بالآثار الإنسانية على مستوى عالمي، وكانت زوجته الشيخة حصة صباح السالم، تشاركه هذا الاهتمام، فأسسا في الكويت دار الآثار الإسلامية في عام 1983.
وتهدف الدار، إلى عرض مجموعة تضم أكثر من 20 ألف تحفة من نوادر الفن تنتمي إلى عالم يمتد من الصين إلى بلاد الأندلس. وتؤرخ لحقب زمنية تمتد من القرن الهجري الأول وحتى الثالث عشر، والتي توافق الفترة الممتدة من القرن السابع حتى القرن التاسع عشر ميلادي، وهي مجموعة معارة إلى الكويت بشكل دائم. وتصدر الدار، كتباً متخصصة في الدراسات المتعلقة بالفن والحضارة.
وأسس الراحل، مجموعة عرفت باسم "ذخيرة الدنيا" تحرص المعارض والمتاحف العالمية على استضافتها، وهي مجموعة تجسد فنون المصوغات الهندية في العصر المغولي الإسلامي، حطت رحالها أخيراً في ركن خصص لها في متحف اللوفر في فرنسا.