جبل طارق يترقب اتفاقاً حدودياً مع إسبانيا بعد "بريكست"

time reading iconدقائق القراءة - 6
أشخاص يعبرون من جبل طارق إلى إسبانيا، 21 ديسمبر 2020  - REUTERS
أشخاص يعبرون من جبل طارق إلى إسبانيا، 21 ديسمبر 2020 - REUTERS
لندن - وكالات

نجحت لندن وبروكسل، في ختام مفاوضات صعبة، في استكمال خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست). لكن جبل طارق، وهو مستعمرة بريطانية تقع قبالة الطرف الجنوبي من إسبانيا، لم يشكّل جزءاً من اتفاق أبرمه الجانبان قبل أيام، لتنظيم علاقاتهما التجارية بعد "الانفصال".

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن الموعد النهائي بشأن جبل طارق هو 1 يناير المقبل، عندما تنتهي فترة انتقالية تنظّم الحدود الوجيزة بين جبل طارق وإسبانيا. وإذا لم يتم التوصّل إلى اتفاق، فهناك مخاوف جدية من أن فرض قيود على الحدود قد يسبّب اضطرابات، بالنسبة إلى العمال والسياح والروابط التجارية الأساسية عبر الجانبين.

وأشارت الوكالة إلى أن إسبانيا نجحت في إقناع الاتحاد الأوروبي بفصل ملف جبل طارق عن مفاوضات "بريكست"، ما يعني أن مدريد تدير كل المحادثات مباشرة، مع جبل طارق ولندن.

"إرادة سياسية"

وأعربت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا عن خشيتها من أن عدم التوصّل إلى اتفاق سيؤدي إلى تكرار طوابير طويلة من سائقي الشاحنات، الذين تقطعت بهم السبل لدى عبورهم القناة الإنجليزية الأسبوع الماضي.

وقالت لشبكة التلفزيون الرسمية الإسبانية الخميس الماضي: "ليس لدينا كثير من الوقت، ومشاهد الفوضى في المملكة المتحدة يجب أن تذكّرنا بأن علينا مواصلة العمل للتوصّل إلى اتفاق بشأن جبل طارق". وأضافت: "الإسبان يريدون اتفاقاً، وشعب جبل طارق يريد اتفاقاً، وعلى المملكة المتحدة الآن أن ترغب في اتفاق أيضاً. ثمة حاجة إلى إرادة سياسية".

وطيلة محادثات "بريكست"، أصرّت إسبانيا على وجوب الاستماع إلى رأيها في مستقبل جبل طارق الذي تنازلت عنه لبريطانيا في عام 1713، لكنها لم تتخلَّ عن مطالبتها بالسيادة عليه. وعلى مدى 3 قرون، مكّن الموقع الاستراتيجي لما يُعرف باسم "الصخرة"، البحرية البريطانية من السيطرة على الممرّ البحري الضيق الممتد من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى المحيط الأطلسي.

وقالت غونزاليس لايا: "لن يتخلّى أي من الجانبين عن مزاعمه بالسيادة، ولكن علينا تنحية ذلك جانباً من أجل التوصّل إلى اتفاق يسهّل حياة المقيمين على جانبَي الحدود".

معارضة "بريكست"

ويقيم أكثر من 15 ألف شخص في إسبانيا، ويعملون في جبل طارق، ويشكّلون نحو 50% من القوة العاملة هناك. وعارضت نسبة كبرى من سكان جبل طارق (نحو 34 ألف فرد) خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وفي استفتاء "بريكست"، الذي نظمته المملكة المتحدة في عام 2016، أيّد 96% من ناخبي جبل طارق البقاء في التكتل، إذ يشعرون بأنه يمنحهم مزيداً من النفوذ للتعامل مع الحكومة الإسبانية، وفق "أسوشيتد برس".

ولا تزال المنطقة تتذكّر كيف أغلق الديكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو الحدود في عام 1969، في محاولة لتدمير اقتصاد جبل طارق. وقال رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو إن الاتفاق التجاري الذي سينظّم علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي بعد "بريكست" يثير "ارتياحاً كبيراً؛ نظراً إلى صعوبات محتملة قد يحدثها خروج بريطانيا من الاتحاد من دون اتفاق، بالنسبة إلى الجانبين".

"الساعة تدق"

واستدرك بيكاردو أن أراضيه لا تزال في خطر، قائلاً: "الاتفاق لا يشمل جبل طارق. بالنسبة إلينا، ولسكان كامبو دي جبل طارق حولنا، لا تزال الساعة تدق". وأضاف: "نواصل العمل، إلى جانب المملكة المتحدة، لاستكمال المفاوضات مع إسبانيا بشأن معاهدة مقترحة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، في ما يتعلّق بجبل طارق".

واعتبر بيكاردو أن "اتفاقاً مشابهاً لشنغن سيكون النتيجة الأكثر إيجابية" لتسهيل 30 مليون عبور حدودي سنوياً بين جبل طارق وإسبانيا.

وتضم منطقة شنغن في أوروبا 26 دولة أقرّت إلغاء عمليات التدقيق خلال السفر داخل المنطقة، رغم إعادة بعضها محلياً، نتيجة فيروس كورونا المستجد، علماً بأن بريطانيا ليست جزءاً من مجموعة شنغن.

وأعلنت الحكومة البريطانية التزامها إيجاد تسوية تضمن انتقالاً "سلساً على الحدود"، معتبرةً أن ذلك "يصبّ بوضوح في مصلحة المجتمعات المقيمة على كلا الجانبين".