قال وزير الاستثمار في الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي علي السعيدي، إن الأموال التي تحتاجها عملية إعادة إعمار درنة، تقدر بأكثر من ملياري دولار، مشيراً إلى أن بلاده تحتاج المساعدة بالخبرات والكفاءات لإتمام المهمة بسرعة.
وأضاف السعيدي، في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي، أنه "تم الأربعاء إطلاق الدعوة للشركات للمشاركة في عملية إعادة الإعمار، وأنا متأكد من أن العديد من الشركات تقدمت للمشاركة في العملية".
وكان رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب الليبي أسامة حماد، أعلن عزم حكومته تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار درنة في العاشر من أكتوبر المقبل، بعد إعصار "دانيال" المدمر الذي ضرب المدينة والقرى المحيطة بها في شرق البلاد.
وأشار وزير الاستثمار في حكومة حماد إلى أن "هناك رغبة من الجانب الصيني في المشاركة في عملية إعادة إعمار البنية التحتية في درنة بالدرجة الأولى، لأن لدينا أيضاً اتفاقية مع الجانب الصيني فيما يخص إنشاء مترو أنفاق ليبيا".
الباب مفتوح أمام كل شركات العالم
وأشار السعيدي إلى أن الباب مفتوح أما كل شركات العالم للاستثمار في إعادة إعمار درنة، بما في ذلك "الشركات التركية"، مشدداً على أن الجهود كلها ستتركز على الشركات والمستثمرين، وأنه لا حكومات أجنبية ستشارك في إعادة الإعمار.
وأضاف أن "هناك شركات محلية بكل تأكيد لديها الخبرة والقدرة على إعادة إعمار درنة، لكن الإعصار كان مدمراً لدرجة تحتاج إلى مشاركة دولية في إعادة الإعمار، وإلا فإن المسألة ستأخذ وقتاً طويلاً، لدينا شركات لكن ليست لديها القدرة الكافية لإعادة إعمار درنة على وجه صحيح في أقرب وقت ممكن".
وأكد أن الدعوة لمؤتمر إعادة إعمار درنة "مفتوحة"، وأن "هناك شركات ومكاتب استشارية طلبت حضور المؤتمر، ومن يرغب في المشاركة كثيرون لكن نحن نرتب أولوياتنا، فلدى ليبيا المال لكن نفتقر للمعرفة".
وقال وزير الاستثمار الليبي في حكومة حماد إن "العالم وصل إلى الجيل الخامس في مجال التطوير العقاري، ونحن بأمس الحاجة لهذه المعرفة والتقنية. ما لدينا الآن في البلاد هو الجيل الثاني والجيل الثالث من تقنيات التطوير العقاري. لكن ما نبحث عنه في ليبيا هو آخر ما توصلت إليه المعرفة في البناء والتطوير".
وعن هدف مؤتمر إعادة إعمار درنة، قال السعيدي "هدفنا الأول البحث عن الخبرة، وإنجاز العملية بأقصى سرعة ممكنة، لأن 25 % من مدينة درنة سواها الإعصار بالأرض، وعليه لابد من إعادة الإعمار والحياة للمدينة في أقرب وقت ممكن".
"سنتان لإعادة إعمار درنة"
وأضاف السعيدي أن التقديرات الأولية لعملية إعادة الإعمار لا تقل عن ملياري دولار لكي تصبح مدينة حضارية حديثة، حيث سيتم بناء وحدات سكنية جديدة سيتجاوز عددها ألفي وحدة وطرق حديثة، وسدود، وشبكة صرف صحي، وشبكة مياه ومحطة تحلية، والأموال التي ستحتاجها هذه المشروعات متوافرة بالكامل لدى الحكومة".
وأكد وزير الاستثمار الليبي أن عملية إعادة إعمار درنة ستستغرق مدة لا تقل عن سنتين، وستحتاج لتضافر جهود مجموعة من الشركات، مؤكداً أن "شركة واحدة لن يمكنها القيام بالأمر".