تايوان تدشن أول غواصة "محلية الصنع".. وتوجه رسالة لبكين

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيسة تايوان تساي إينج-وين تلقي كلمة بمناسبة تدشين الغواصة في مدينة كاوشيونج جنوب الجزيرة. 28 سبتمبر 2023 - REUTERS
رئيسة تايوان تساي إينج-وين تلقي كلمة بمناسبة تدشين الغواصة في مدينة كاوشيونج جنوب الجزيرة. 28 سبتمبر 2023 - REUTERS
كاوشيونج (تايوان)-رويترز

كشفت تايوان، الخميس، النقاب عن أولى غواصاتها محلية الصنع، وهي خطوة تسعى من خلالها الجزيرة لتعزيز قدراتها البحرية، مؤكدة أنها ستكون "أداة استراتيجية لردع السفن الحربية الصينية".

وجعلت تايوان برنامج الغواصات المحلي مكوناً رئيسياً في مشروع مستمر منذ سنوات لتحديث قواتها المسلحة، وذلك في الوقت الذي تجري فيه الصين تدريبات عسكرية شبه يومية، لتأكيد سيادتها على الجزيرة.

وكشفت الرئيسة التايوانية تساي إينج-وين، التي دشنت البرنامج عندما تولت المنصب في 2016، النقاب عن الغواصة الأولى من 8 غواصات جديدة في مدينة كاوشيونج جنوب الجزيرة.

وقالت تساي: "في الماضي، تطوير غواصة محلية كان يعتبر مهمة مستحيلة. ولكن اليوم، تقف أمام أعيننا غواصة صممها وصنعها شعبنا"، مضيفة: "سيكون لها دور مهم في تعزيز قدرات البحرية".

وأضافت تساي وهي تقف أمام الغواصة "ناروال": "حتى إذا كانت هناك مخاطر، وبغض النظر عن عدد التحديات القائمة، كان يتوجب على تايوان أن تتخذ هذه الخطوة وتتيح لسياسة الدفاع الوطني القائمة على الاعتماد على الذات بالنمو والازدهار على أراضينا".

وذكرت أن "ناروال ستدخل الخدمة في 2025 لتنضم بذلك إلى غواصتين موجودتين، جرى شراؤهما من هولندا في الثمانينات".

ويعتمد برنامج الغواصات المحلية على خبرات وتقنيات دول عدة، مما يمثل تقدماً كبيراً لتايوان، خصوصاً وأن أغلب الدول تتبنى سياسة الصين الواحدة بشأن تايوان، وترفض الاعتراف بها دولة مستقلة.

وستستخدم الغواصة الأولى، التي تبلغ تكلفتها 49.36 مليار دولار تايواني (1.53 مليار دولار) نظاماً قتالياً من إنتاج شركة لوكهيد مارتن الأميركية، وطوربيدات أميركية ثقيلة من طراز "مارك-48".

وستخضع الغواصة الأولى لتجارب بحرية الشهر المقبل، قبل تسليمها إلى الأسطول بحلول نهاية 2024.

حضور أميركي

وحضرت ساندرا أودكيرك مديرة المعهد الأميركي في تايوان، الذي يعتبر بمثابة سفارة واشنطن في تايبيه، حفل التدشين، بحسب وكالة "رويترز" التي اعتبرت هذه الخطوة تأكيداً على أهمية العلاقة الأمنية بين البلدين، رغم عدم وجود علاقات رسمية.

وقال رئيس البرنامج التايواني الأدميرال هوانج شو كوانج الشهر الجاري، إن "تايوان تأمل في نشر ما لا يقل عن غواصتين من الغواصات المصنعة محلياً بحلول 2027، وربما قد تزوّد الأنواع اللاحقة بصواريخ".

ووصف هوانج الغواصات بأنها "أداة استراتيجية لردع السفن الحربية الصينية التي تمر عبر مضيق مياكو بالقرب من جنوب غرب اليابان، أو قناة باشي التي تفصل تايوان عن الفلبين". 

وأضاف هوانج أن الغواصات التايوانية التي تعمل بالديزل والكهرباء "قادرة على منع الصين من تجاوز سلسلة الجزر الأولى"، مشيراً إلى المنطقة التي تمتد من اليابان عبر تايوان والفلبين إلى بورنيو، وتحيط بالمياه الإقليمية للصين، موضحاً أن احتواء الصين داخل سلسلة الجزر الأولى ومنعها من تجاوزها "هو أيضاً نهج استراتيجي للجيش الأميركي".

وعلمت "رويترز" أن تايوان حصلت سراً على التكنولوجيا، والمكونات، والخبرات اللازمة من 7 دول على الأقل؛ لمساعدتها في بناء الغواصات. 

وقالت الوكالة إن الحصول على مساعدات أجنبية كان يشكل تحدياً خاصاً لتايوان، التي لا تمتلك علاقات رسمية مع معظم الدول. 

ورفض هوانج تحديد الدول التي وافقت على تصاريح التصدير، لكنه قال إنه تواصل مع جنرالات من دول من بينها الولايات المتحدة، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند.

رد صيني

ورداً على سؤال بشأن الغواصة التايوانية وكيف يمكن أن تمنع الصين من تطويق الجزيرة، وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان، الخطوة بـ"المبالغ فيها"، وقال إن "تايوان تبالغ في تقدير ذاتها وتحاول القيام بشي مستحيل".

وأضاف تشيان في مؤتمر صحافي: "أما مسألة منع جيش التحرير الشعبي الصيني من دخول المحيط الهادئ، فهذا كلام تافه وغباء".

وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إن لزم الأمر. وفي عام 2005، أصدرت بكين قانوناً يمنحها أساساً قانونياً لتنفيذ عمل عسكري ضد الجزيرة، إذا انفصلت أو بدت على وشك ذلك.

وفي المقابل، ترفض الحكومة التايوانية مطالبات الصين بالسيادة على أراضيها، وتشدد على أن سكان الجزيرة وحدهم يقررون مستقبلهم.

تصنيفات

قصص قد تهمك