أرمينيا تصادق على نظام المحكمة الجنائية الدولية.. وروسيا تستنكر

يريفان: الخطوة توفر ضمانات ضد أي تهديد من أذربيجان لأراضينا

time reading iconدقائق القراءة - 5
المشرعون الأرمن يحضرون جلسة عامة في البرلمان في يريفان. 3 أكتوبر 2023 - AFP
المشرعون الأرمن يحضرون جلسة عامة في البرلمان في يريفان. 3 أكتوبر 2023 - AFP
يريفان/موسكو-أ ف ب

صادق برلمان أرمينيا، الثلاثاء، على نظام روما الأساسي الذي أنشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية، ما يمهّد الطريق أمام يريفان للانضمام إلى المحكمة، في خطوة أثارت امتعاض روسيا التي قالت إن "لديها علامات استفهام" بشأن القيادة الحالية في يريفان.

وتأتي المصادقة على النظام في ظل توتر العلاقات بين يريفان وموسكو بعد العملية العسكرية الخاطفة، التي شنتها باكو في إقليم ناجورنو قرة باغ، وانتهت باستسلام الانفصاليين وفرار غالبية السكان الأرمن من الإقليم.

وبنتيجة مداولات سريعة، صادق البرلمان الأرميني على نظام روما بغالبية 60 صوتاً مقابل 22.

وقبيل التصويت، أكد رئيس لجنة الشؤون القانونية في البرلمان يجيشه كيراكوسيان أن المصادقة "توفر ضمانات إضافية لأرمينيا في مواجهة أي تهديد محتمل لسلامة أراضيها من أذربيجان".

وأشار إلى أن المصادقة على نظام روما ستعني أن أي اجتياح مقبل لأراضي البلاد "سيكون (مسألة) ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية"، وهو ما سيكون له "تأثير رادع" لأي طرف معاد.

"علامات استفهام"

وقال الكرملين، الثلاثاء، إن أرمينيا دولة حليفة وشريكة، ولديها الكثير من القواسم المشتركة مع روسيا، ولكنه شدد على أن موسكو "لديها علامات استفهام" بشأن القيادة الحالية في يريفان.

وعن مصادقة البرلمان الأرميني على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن هذا النوع من القرارات "ليس ما ننتظره من دولة شريكة".

وأشار بيسكوف إلى أن روسيا لا تريد أن يرفض الرئيس فلاديمير بوتين زيارة أرمينيا. 

وأصدرت الهيئة القضائية التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، في مارس الماضي، مذكرة توقيف بحق الرئيس بوتين بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين خلال الحرب التي تشنّها موسكو ضد كييف.

بدوره، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين الثلاثاء، إن قرار السلطات الرسمية في يريفان بتصديق على نظام روما الأساسي للمحكمة الدولية هو قرار "غير مدروس وخطأ"، و"سيخلق مشاكل لأرمينيا نفسها".

لا بديل عن التحالف

وأضاف المتحدث باسم الكرملين: "أعتقد أن الغالبية في أرمينيا تدرك بأنه لا بديل على الإطلاق لأدوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، في إشارة الى تحالف تقوده موسكو ويضم عدداً من الجمهوريات السوفياتية السابقة، لافتاً إلى انه "ليس لدى الطرف الأرميني ما هو أفضل من هذه الآليات، نحن على ثقة بذلك".

والأسبوع الماضي، قال بيسكوف لصحافيين إن "هذه القرارات معادية جدًا بالنسبة لنا"، مضيفاً "نأمل طبعاً في ألّا يكون هناك تأثير سلبي لها على علاقاتنا الثنائية"، مذكّراً بأن روسيا "لا تعترف" بنظام روما الأساسي وليست من بين الدول التي صدّقت عليه.

وتتهم أرمينيا روسيا التي تنشر قوات لحفظ السلام في ناجورنو قرة باغ، بالتخلي عنها في مواجهة أذربيجان وعمليتها العسكرية التي انتهت باستسلام الانفصاليين الأرمن وإعلانهم حلّ الجمهورية المعلنة من طرف واحد. وسبق للكرملين أن نفى هذه الاتهامات.

"نزوح جماعي"

وقال مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، إن عاصمة ناجورنو قرة باغ لم يبق بها سوى المئات فقط من السكان، من بينهم المرضى وذوي الإعاقة وكبار السن، واصفاً الشوارع الخالية بأنها "سريالية".

وأوضح رئيس فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر ماركو سوتشي، عبر رابط فيديو من عاصمة قرة باغ المعروفة باسم "ستيباناكيرت" في أرمينيا و"خانكندي" في أذربيجان "المدينة الآن مهجورة تماماً". 

وأضاف أن "المستشفيات لا تعمل، الأطقم الطبية غادرت، كما غادر مدير المشرحة. لذا فإن المشهد سريالي تماماً".

زيارة فرنسية

في سياق متصل، قال دبلوماسيون إن وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ستصل أرمينيا الثلاثاء، لتقييم الاحتياجات الملحة للبلاد في وقت تواجه فيه تدفقاً للاجئين من منطقة ناجورنو قرة باغ وخطر امتداد العمليات العسكرية الأذربيجانية إلى أراضيها.

وتعتبر قضية ناجورنو قرة باغ موضوعاً حساساً في باريس. وبعد أسبوع من سيطرة حكومة باكو على الجيب، انتقد مشرعون فرنسيون من جميع الأطياف السياسية الحكومة لعدم قيامها بما يكفي لمساعدة العرقية الأرمنية.

ويخشى كثيرون من أن اتخاذ موقف متساهل تجاه ناجورنو قرة باغ سيعني تخلي باريس عن أرمينيا إذا قرر الأذربيجانيون تجاوز حدودها.

ويضم سكان فرنسا ما بين 400 ألف إلى 600 ألف شخص من أصل أرمني، وهم مجموعة ضغط قوية خلال فترات الانتخابات.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي للصحافيين قبل وصول كولونا إلى العاصمة الأرمينية يريفان "هناك بوضوح جانب ثنائي للعلاقات السياسية لدعم أرمينيا التي يمكن للجميع رؤية عزلتها".

وقدمت باريس مساعدات إنسانية بقيمة 12.5 مليون يورو، وقال وزير دفاعها سيباستيان ليكورنو، السبت، إن باريس مستعدة لتقديم مساعدة عسكرية وفقا لاحتياجات يريفان.

تصنيفات

قصص قد تهمك