"النواب الأميركي" يبدأ التصويت على عزل مكارثي

الديمقراطيون يعتزمون عدم دعم مكارثي

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي يصل إلى مجلس النواب قبل التصويت على عزله. 3 أكتوبر 2023 - Reuters
رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي يصل إلى مجلس النواب قبل التصويت على عزله. 3 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

بدأ مجلس النواب الأميركي التصويت على عزل رئيس المجلس كيفين مكارثي، الثلاثاء، عقب مذكرة تقدم بها نائب جمهوري، فيما أعلن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز أن الديمقراطيين لن يدعموا مكارثي خلال هذا التصويت.

وفي بداية الجلسة، صوت أعضاء المجلس لصالح المضي قدماً في إجراءات التصويت على العزل، رافضين طلب تأجيل التصويت أو إلغائه.

وكان مكارثي قد أعلن موافقته على عقد تصويت لعزله، قائلاً إنه أخبر أعضاء حزبه أنه لن يعقد صفقة مع الديمقراطيين لإنقاذ منصبه.

وكتب جيفريز رسالة إلى الديمقراطيين، قال فيها إن الكتلة "متحدة" بشأن عدم التصويت لمكارثي، وهذا ما يعني أن رئيس مجلس النواب يواجه فعلاً خطر العزل.

وأكد جيفريز أن سبب اللجوء إلى هذا الإجراء، هو عدم رغبة قيادة الجمهوريين في الكونجرس الابتعاد عن تطرف النواب المحسوبين على MAGA (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) المرتبطة بالرئيس السابق دونالد ترمب. وقال جيفريز في المذكرة، إنه "بناء على ذلك، سنصوت لصالح عزل الرئيس مكارثي".

وتقدم النائب الجمهوري المتشدد عن ولاية فلوريدا مات جايتز بمذكرة الاثنين، لفرض تصويت على عزل مكارثي بعد أن مرر بمساعدة الديمقراطيين حزمة مؤقتة لتمويل الحكومة الفيدرالية جنبت واشنطن إغلاقاً حكومياً، وسط معارضة من أعضاء حزبه.

"فترة فوضوية لمجلس النواب"

ودافع النائب الجمهوري مات جايتز عن مذكرة العزل التي تقدم بها، قائلاً إن فترة رئاسة مكارثي لمجلس النواب كانت "فوضوية".

وأضاف خلال كلمة أمام المجلس سبقت التصويت، أن "مكارثي يمثل هذه الفوضى، وهو شخص لا يمكننا أن نثق به"، مشيراً إلى أن "الشيء المشترك بين البيت الأبيض والديمقراطيين في مجلس النواب، والنواب المحافظين في الحزب الجمهوري، هو أنهم لا يستطيعون الاعتماد على مكارثي".

وبينما كان النواب يناقشون إجراءات عزله، كان مكارثي يجلس بصمت في الصف الثاني للمجلس، وينظر إلى هاتفه بين فترة وأخرى. وبعد تصويت المجلس على المضي قدماً في إجراءات العزل، حل صمت شديد على الجلسة.

وأدان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ما وصفه بـ"الصراع الداخلي" بين الجمهوريين، قائلاً في بيان، إن على الجمهوريين مواجهة الديمقراطيين بدل "محاربة بعضهم البعض".

وكتب ترمب على منصته Truth Social: "لماذا الجمهوريون دائماً يحاربون أنفسهم، لماذا لا يحاربون الديمقراطيين اليساريين المتطرفين، الذين يقومون بتدمير بلادنا؟".

كم عدد الأصوات التي يحتاجها مكارثي للبقاء؟

سيحدد عدد قليل جداً من الأصوات مصير كيفين مكارثي في رئاسة مجلس النواب الأميركي، بالإضافة إلى عدد النواب الذين سيحضرون إلى جلسة العزل.

وهناك 433 عضواً ناشطاً في مجلس النواب حالياً، 221 جمهورياً و212 ديمقراطياً، وسيحتاج أي قرار يتم اعتماده بناء على هذا الحضور، على 217 صوتاً.

وفي حال ما قرر كل الديمقراطيين التصويت على عزل مكارثي، فإنهم سيكونون بحاجة إلى 4 أصوات فقط من الجمهوريين لإتمام ذلك.

وهناك بالفعل على الأقل خمسة أعضاء من الجمهوريين، قالوا علناً إنهم يعتزمون التصويت لإزالته، وفق "نيويورك تايمز".

ولكن إذا حضر جميع الأعضاء للتصويت على إجراءات العزل، وبقي الديمقراطيون متمسكين برأيهم في عدم دعم مكارثي، فإنه سيواجه فعلاً خطر العزل من رئاسة مجلس النواب. ولكن في حال تم تسجيل حضور أقل من 433 عضواً للتصويت، فإن عتبة الأغلبية ستنخفض. 

وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" أنه بعد ظهر الثلاثاء، كان هناك 426 عضواً في المجلس، وهذا ما يعني أن عتبة الأغلبية ستكون 214 صوتاً.

وفي حال غياب نائبين من الديمقراطيين عن التصويت (من مجموع 433 نائباً)، فإن مكارثي سيحتاج فقط إلى 216 صوتاً جمهورياً للبقاء، وهو هدف يمكن تحقيقه بشكل محتمل إذا استطاع هو ومساعديه منع أي انشقاقات أخرى، بعد الخمسة جمهوريين الذين أعلنوا بالفعل معارضتهم له.

وسيحدث نفس الأمر إذا صوت عدد من الديمقراطيين بالحضور فقط، بدلاً من التصويت بالإيجاب أو السلب ضد مكارثي. 

وتصويت الحضور لا يحتسب ضد أو مع القرار، وسيتم احتساب المصوتين بـ"نعم" أو "لا" فقط لإقرار الأغلبية.  وعلى سبيل المثال، إذا كان هناك أربعة نواب صوتوا بالحضور، فإن ذلك يعني أن مكارثي يمكنه أن يبقى بدعم 215 صوتاً لصالحه.

ومن الممكن أيضاً أن يلجأ ديمقراطي واحد أو اثنان إلى التصويت لصالح مكارثي، خلافاً لحزبهم، على الرغم من توجيه زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، أعضاء حزبه بأن يصوتوا ضد مكارثي.

وبناءً على ذلك، فحتى صوت ديمقراطي واحد أو اثنان لصالح مكارثي يمكن أن يحدد نتيجة التصويت.

 

مكارثي: قمت بمخاطرة وأبقيت الحكومة مفتوحة

وقال مكارثي في تصريحات تليفزيونية: "قمت بمخاطرة الأسبوع الماضي، لقد أبقيت الحكومة مفتوحة لتتمكن العائلات وجنودنا وحرس الحدود من تلقي رواتبهم".

وأضاف: "إذ أرادت حفنة من الجمهوريين أن تنحاز للديموقراطيين لإزاحتي عن منصبي لهذا السبب، فهذه معركة تستحق خوضها". وتابع: "هل ستتم إزاحتي لأن 4 أو 5 جمهوريين انضموا إلى الديمقراطيين، أعني هذا هو السؤال".

وأكد مكارثي تفاؤله بأنه سينجو من العزل، مكرراً بالتالي تصريحات أدلى بها سابقاً، حيث أكد أنه "لن يتم إبعاده" من منصبه، مشيراً إلى أن النائب الجمهوري  جايتز لديه "ضغينة شخصية" ضده، وهو ما نفاه الأخير.

وتعهد جايتز (41 عاماً)، بالتقدم بالمذكرة لعزل مكارثي (58 عاماً)، عقب تمرير حزمة التمويل، السبت، بمعاونة من الديمقراطيين الذين أيدوا بكامل قوتهم التصويتية تقريباً حزمة التمويل.

ومنذ بداية العام ومكارثي وجايتز على مسار تصادمي منذ عطل جايتز انتخاب مكارثي رئيساً للمجلس، ما أدى لفرض 15 جولة تصويت انتزع مكارثي في آخرها المنصب ولكن بعد تقديم تنازلات لتجمع حرية الذي يقوده جايتز داخل المجلس، من بينها إمكانية تقدم أعضاء منفردين بقرارات لعزل رئيس المجلس عبر ما يعرف باسم "قرار لإخلاء منصب رئيس المجلس".

تصنيفات

قصص قد تهمك