انطلق سباق خلافة رئيس مجلس النواب الأميركي المعزول كيفن مكارثي بإعلان نواب نيتهم الترشح لهذا المنصب، فيما دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الزعماء السياسيين في بلاده إلى تغيير "الأجواء السامة" في واشنطن، والعمل على خطة إنفاق جديدة قبل انتهاء صلاحية الإجراء قصير الأجل الذي تم اعتماده.
وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، الأربعاء، إنه يشعر بالقلق من أن يتسبب الصراع الداخلي بين الجمهوريين في الكونجرس في الإضرار بالمساعدات الأميركية لأوكرانيا، ووعد بإلقاء خطاب قريباً يوضح سبب حاجة الولايات المتحدة لمواصلة دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.
ورداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على تقديم المساعدات التي وعدت بها لأوكرانيا بسبب الفوضى في الكابيتول، قال بايدن: "الأمر يقلقني بالفعل.. ولكنني أعلم أن أغلبية أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في كلا الحزبين، قالوا إنهم يدعمون تمويل أوكرانيا".
وأشار بايدن إلى أن هناك وسيلة أخرى تمكن الولايات المتحدة من تمويل أوكرانيا، بعيداً عن الحزم التي أقرها الكونجرس، ولكنه رفض الكشف عن تفاصيل هذا الإجراء.
جمهوريان يعلنان الترشح لخلافة مكارثي
وبدأ السباق على خلافة مكارثي يأخذ شكلاً تنافسياً، الأربعاء، مع إعلان ستيف سكاليز، ثاني أبرز الجمهوريين في المجلس وجيم جوردان، الخصم الرئيسي للرئيس الديمقراطي جو بايدن، أنهما سيترشحان لهذا المنصب.
وقال البيت الأبيض، الأربعاء، إن الخلاف بشأن رئيس مجلس النواب "مسألة داخلية"، ويأمل أن ينتخب المشرعون رئيساً "سريعاً".
وأصبح النائب جيم جوردان أول من يرشح نفسه لمنصب رئيس مجلس النواب، بحسب صحيفة "بوليتيكو". وقال للصحافيين الأربعاء: "أعتقد أنه يمكنني توحيد القاعدة المحافظة والحزب والمؤتمر. لهذا السبب أترشح (للمنصب)".
وفي رسالة إلى زملائه الجمهوريين، صباح الأربعاء، طلب جوردان رسمياً دعمهم في سعيه للترشح للمنصب. وكتب: "نحن في مفترق طرق حاسم في تاريخ بلادنا. لقد حان الوقت الآن لمؤتمرنا الجمهوري أن يجتمع للوفاء بوعودنا للأميركيين".
وأضاف أن "المشاكل التي نواجهها تمثل تحدياً، ولكنها ليست مستعصية على الحل. يمكننا التركيز على التغييرات التي تحسن البلاد وتوحدنا في تقديم حلول حقيقية. ولكن بغض النظر عما نفعله، يجب أن نفعل ذلك معاً".
وعمل جوردان بشكل وثيق مع رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب الجمهوري جيمس كومر، في التحقيق بشأن عزل جو بايدن. كما أصبح حليفاً مقرباً من رئيس مجلس النواب السابق كيفن مكارثي في السنوات الأخيرة.
وقال جوردان، الأربعاء، لوسائل الإعلام، إن رسائل الدعم والمكالمات الهاتفية التي تلقاها حتى الآن "تبدو قوية"، موضحاً: "أعتقد أن المفتاح هو توحيد المؤتمر. أعتقد أنني أستطيع"، وفق ما أوردت شبكة "إيه بي سي نيوز".
وقال النائب الجمهوري تشيب روي، وهو عضو في "تجمع الحرية" المحافظ في مجلس النواب: "جيم صديق، وأعتقد بالتأكيد أنه سيجلب الكثير ليكون هذا المؤتمر قادراً على الالتفاف حوله، لكن علينا أن نتحدث، ولن أقول أنني أدعمه في هذه المرحلة". وأضاف: "سنكتشف ذلك خلف الأبواب المغلقة كعائلة".
وبالإضافة إلى جوردان، ترشح زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز لرئاسة مجلس النواب، وفق وكالة "رويترز"، علماً أنه صرح في وقت سابق، الأربعاء، أنه يجرى مكالمات لقياس حجم الدعم، كما فعل النائب الجمهوري الآخر كيفن هيرن.
ويعتبر سكاليز، الذي يتلقى العلاج من السرطان منذ فترة طويلة، الخليفة الواضح لمكارثي، ويُنظر إليه باعتباره أكثر محافظة.
كذلك، أجرى النائب الجمهوري توم إيمر، مكالمات مع الأعضاء قبل محاولة محتملة لتولي دور زعيم الأغلبية، وفقاً لما نقلت "بوليتيكو"، عن عضو جمهوري لديه معرفة مباشرة بالمحادثات.
ووصل إيمر إلى الكونجرس في عام 2015، وانتخب العام الماضي لثالث أعلى منصب في قيادة الجمهوريين في مجلس النواب، وبالكاد فاز في سباق ثلاثي تنافسي لهذا المنصب. وفي السابق، شغل منصب رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في الكونجرس، إذ قاد حملة الحزب الجمهوري خلال انتخابات 2022، عندما استعاد الحزب الجمهوري السيطرة على مجلس النواب.
ووصف الرئيس السابق دونالد ترمب بأنه "حليف رائع" خلال تلك الدورة، لكنه لم يعلن بعد تأييد محاولة ترمب لرئاسة 2024.
وحدد الجمهوريون موعداً للتصويت في 11 أكتوبر لاختيار خليفة لمكارثي، ومن المقرر أن يجتمعوا لاحقاً للاستماع إلى مرشحيهم.
ترمب رئيساً للمجلس؟
ودعا عدد من النواب الجمهوريين إلى دعم الرئيس السابق دونالد ترمب لرئاسة مجلس النواب. وقالت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، من ولاية جورجيا، في منشور على منصة إكس، إن ترمب هو المرشح الوحيد الذي تدعمه حالياً لمنصب رئيس مجلس النواب.
وأضافت: "يمكننا أن نجعله رئيساً للمجلس ثم ننتخبه رئيساً للبلاد!".
وقال النائب الجمهوري تروي إي نيلز، من تكساس، إنه يخطط لترشيح ترمب لمنصب رئيس مجلس النواب.
وعلق الرئيس السابق ترمب، الذي وصل إلى محكمة منهاتن لليوم الثالث من محاكمته بتهمة الاحتيال المدني، على السباق لمنصب رئيس مجلس النواب، ودعوات بعض المحافظين المتشددين له للترشح لهذا المنصب.
وقال ترمب للصحافيين: "سأفعل كل ما في الأمر للمساعدة. لكن تركيزي الكلي هو أن أكون رئيساً (للولايات المتحدة)".
وليست هذه أول مرة يطرح فيها اسم ترمب لهذا المنصب. ففي يناير، ووسط معركة مكارثي المشحونة من أجل الفوز بالمنصب، أدلى النائب الأميركي مات جايتز بالفعل بصوته لصالح ترمب خلال واحدة من 15 جولة تصويت.
وسيكون ذلك ممكناً من الناحية الفنية، لأن الدستور لا يحدد أن يكون رئيس مجلس النواب عضوا حالياً أو عضواً منتخباً، لكن هذا غير مرجح.
ولم يذكر ترمب من يود أن يخلف مكارثي، لكنه قال: "لدينا بعض الأشخاص العظماء في الحزب الجمهوري الذين يمكنهم القيام بعمل رائع كرئيس للمجلس".