قالت الأمم المتحدة في بيان، الخميس، إن أكثر من 330 ألف شخص نزحوا من منازلهم داخل غزة، فيما حذرت وكالات دولية من تداعيات "خطرة" تشهدها المستشفيات، إثر قصف إسرائيل المستمر للمباني، وقطعها إمدادات الكهرباء عن القطاع الذي يقطنه نحو 2.2 مليون نسمة.
وجاء في بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن "عدد النازحين ارتفع بنسبة 30% خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية، ليصل الآن إلى 338 ألفاً و934 شخصاً"، مشيراً إلى أن أكثر من ثلث هؤلاء النازحين يعيشون حالياً في المدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وأعرب المكتب الأممي عن "قلقه" إزاء الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية في غزة، منذ أن بدأت إسرائيل قصفاً عنيفاً وحصاراً على القطاع المكتظ بالسكان، وقطعت الكهرباء والوقود وإمدادات المياه.
وبحسب البيان، تم قصف ما لا يقل عن 88 منشأة تعليمية، إذ يشمل هذا الرقم 18 مدرسة تابعة لـ "أونروا"، اثنتان منها تم استخدامهما كملاجئ طارئة للنازحين، و70 مدرسة تابعة للسلطة الفلسطينية، دمرت إحداها.
الصليب الأحمر يحذر
في الإطار، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، من أن المستشفيات في غزة "تواجه خطر التحول إلى مشارح"، حال قطع الكهرباء الناجم من القصف الإسرائيلي للقطاع.
وقال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط، في بيان: "بينما تفقد غزة مصادر الطاقة، تفقد المستشفيات أيضاً تلك المصادر، ما يعرض الأطفال حديثي الولادة في الحاضنات والمرضى المسنين لخطر نقص الأكسجين".
وكان رئيس سلطة الكهرباء في غزة، قال في وقت سابق، الأربعاء، إن "محطة الكهرباء الوحيدة في غزة توقفت عن العمل بعد نفاد الوقود".
في السياق، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، إن 600 ألف شخص في غزة لا يحصلون على المياه، وأن بعض المستشفيات تعتمد على المياه من الآبار، موضحة أن عدد الضحايا يقترب من 1200 شخص.
ومع إصدار الجيش الإسرائيلي أوامره بفرض حصار كامل على غزة، لم تعد إمدادات الغذاء والوقود والمياه تصل إلى القطاع، ما يترك السكان في الظلام، بينما تهز الانفجارات مبانيهم ليلاً.
الأونروا تطلب مساعدات بـ104 ملايين دولار
من جهتها، أعلنت "الأونروا"، الأربعاء، سعيها لجمع مساعدات بقيمة 104 ملايين دولار، لإنقاذ حياة سكان قطاع غزة.
وأفادت الوكالة في بيان: "تسعى الأونروا بشكل عاجل للحصول على 104 ملايين دولار من أجل تمكين استجابتها الإنسانية متعددة القطاعات على مدار الـ 90 يوماً القادمة".
وأضافت: "ستغطي الأموال المطلوبة الاحتياجات العاجلة الغذائية وغير الغذائية والصحة والمأوى والحماية لما يصل إلى 250 ألف شخص يبحثون عن الأمان في ملاجئ الأونروا في مختلف أرجاء قطاع غزة المدمر، إضافة إلى 250 ألف لاجئ من فلسطين آخرين داخل المجتمع المحلي".
وفي هذا الإطار، قال فيليب لازاريني المفوض العام للوكالة: "من أجل المحافظة على عملنا المنقذ للحياة في غزة وفي جميع أنحاء المنطقة، ولكي نبقى شريان حياة للملايين من لاجئي فلسطين في جميع أنحاء المنطقة، فإنني أناشد مانحي الأونروا وشركائها لزيادة دعمهم المالي".
وكانت "الأونروا" أشارت إلى أن 11 من موظفي الوكالة الأممية سقطوا ضحايا منذ بدء الأحداث في قطاع غزة، السبت الماضي.
ووثقت منظمة الصحة العالمية 37 هجوماً على منشآت صحية وسيارات إسعاف أسفرت عن سقوط 6 ضحايا من المسعفين، كما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، الأربعاء، قصفت القوات الإسرائيلية سيارة إسعاف في شمال قطاع غزة، أودى بحياة ثلاثة مسعفين.