
قالت إيران، إن المحادثات "غير المباشرة" المزمع عقدها في العاصمة النمساوية فيينا، في وقت لاحق الثلاثاء، بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، "لن تنجح إلا إذا أدت إلى الرفع الكامل والمضمون للعقوبات الأميركية" المفروضة عليها.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، قوله، إن "الأمر متروك للاتحاد الأوروبي، والصين، وروسيا، للتأكد من أن واشنطن ستصحح مسارها، وتوفر رفعاً مضموناً وقابلاً للتحقق للعقوبات المؤلمة التي فرضتها على الاقتصاد الإيراني في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب".
وكان ترمب قد انسحب من الاتفاق في عام 2018، وأعاد فرض العقوبات الأميركية، فيما بدأت إيران، في انتهاك بعض قيود الاتفاق رداً على ذلك.
وأضاف زاده "إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن الرفع الشامل للعقوبات مع مجموعة (4 + 1)، ويمكنهم ضمان الالتزامات الأميركية، فسنفتح الطريق"، في إشارة إلى الأعضاء الأربعة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إضافة إلى ألمانيا، الذين ما زالوا طرفاً في الاتفاق.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي للصحافيين، الثلاثاء، إن طهران، ليست متفائلة ولا متشائمة بشأن نتيجة المحادثات النووية المقرر إجراؤها في فيينا، "لكنها على ثقة من أنها على المسار الصحيح لإحياء الاتفاق النووي" المبرم في عام 2015.
وأضاف "لسنا متفائلين ولا متشائمين بشأن نتيجة هذا الاجتماع الآن، لكننا على ثقة من أننا على المسار الصحيح. وإذا أثبتت أميركا أن لديها الإرادة والجدية والصدق، فقد يكون ذلك مؤشراً إيجابياً لمستقبل أفضل لهذا الاتفاق وتطبيقه بالكامل في نهاية المطاف"، حسبما نقلت وكالة رويترز.
"محادثات صعبة"
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، أنها "مستعدة لإعادة النظر بقسم من العقوبات المفروضة على إيران إذا ما التزمت طهران بالكامل بالاتفاق النووي".
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها أرسلت إلى فيينا الدبلوماسي روب مالي، لإجراء محادثات مع الأوروبيين والروس والصينيين، مشيرة إلى أنه لا لقاء مرتقباً بينه وبين نظيره الإيراني.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحافيين، الاثنين، إن الولايات المتحدة لا تتوقع ذلك "في الوقت الحالي"، لكنها ما زالت منفتحة على هذا الاحتمال، مضيفاً: "لا نقلل من حجم التحديات التي تنتظرنا، هذه هي الأيام الأولى. نحن لا نتوقع انفراجة مبكرة أو فورية، إذ نتوقع تماماً أن تكون هذه المناقشات صعبة".
وأكد أن المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران، روب مالي، سيقود الوفد الأميركي في المحادثات، مشيراً إلى أن القضايا الرئيسية التي ستتم مناقشتها هي الإجراءات التي ينبغي على إيران اتخاذها للعودة للامتثال للاتفاق النووي، وخطوات تخفيف العقوبات التي ينبغي لأميركا اتخاذها.
ويمثل الإعلان إحدى أولى خطوات "جهود دولية"، لإعادة الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق 2015، الذي ألزم إيران بقيود مفروضة، مقابل تخفيف العقوبات الأميركية والدولية.
وفي ختام اجتماع عقد الجمعة، عبر تقنية الفيديو للجنة المشتركة للاتفاق، لبحث السبل الآيلة إلى عودة واشنطن إليه، اتّفق المشاركون على عقد اجتماع مباشر الثلاثاء في فيينا.
وأكّدت واشنطن حضورها الاجتماع من دون أن تشارك في المباحثات مباشرة، في حين أشار الاتحاد الأوروبي الى إجراء "اتصالات منفصلة" بين الأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق، والولايات المتحدة.
وأفاد مسؤول بالاتحاد الأوروبي، بأن المحادثات ستسعى إلى وضع قائمتين للتفاوض بشأن العقوبات التي يمكن لواشنطن رفعها، والالتزامات النووية التي يجب على طهران الوفاء بها.
اقرا أيضاً: