رغم دعم خطط إسرائيل.. مخاوف أميركية من اجتياح غزة المحتمل

مناقشات في الكونجرس الأميركي بشأن مستقبل قطاع غزة حال التوغل البري

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية تحتشد على حدود غزة في ظل استمرار القصف المدفعي والغارات الجوية على القطاع. 14 أكتوبر 2023 - AFP - AFP
دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية تحتشد على حدود غزة في ظل استمرار القصف المدفعي والغارات الجوية على القطاع. 14 أكتوبر 2023 - AFP - AFP
دبي -الشرق

تخشى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، رغم دعمها إسرائيل في الحرب على غزة، ألا يكون لدى حكومة تل أبيب أي خطة لما سيأتي بعد إقدامها على "غزو بري للقطاع"، فضلاً عما تحمله تلك الخطوة من تداعيات خطرة على إسرائيل والمنطقة، وفق ما أوردته "بلومبرغ".

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها، إن "إدارة بايدن، تمارس ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية للتفكير فيما وراء الهدف المباشر المتمثل في القضاء على حركة حماس".

وقالت المصادر إن فريق بايدن أعرب أيضاً عن قلقه بشأن مطالبة إسرائيل، سكان غزة بإخلاء شمال غزة، والتوجه نحو الجنوب في غضون 24 ساعة، وهو موعد نهائي يقول كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إنه "غير واقعي"، إذ أقر منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، بأن الإجلاء في غزة سيكون "مهمة صعبة".

وتجنب مساعدو بايدن التشكيك علناً في استراتيجية إسرائيل ضد "حماس"، التي صنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "جماعة إرهابية"، لكنهم كانوا حذرين أيضاً، إذ قال بايدن إنه يجب "ألا يتم إغفال حقيقة أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين لا علاقة لهم بحماس".

ويشعر المسؤولون الأميركيون بـ"القلق" إزاء الخسائر الإنسانية في غزة، حيث احتشد آلاف المدنيين في الشوارع للفرار في أعقاب أمر الإجلاء، كما أنهم يركزون على مصير عشرات الرهائن وحوالي 500 مواطن أميركي ما زالوا في غزة.

لكن حالياً، يسعى بايدن وفريقه إلى "إظهار دعم لا يتزعزع"، نظراً لحجم الرعب الناجم عن هجوم شنته "حماس" نهاية الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن قتل 1300 إسرائيلي، واحتجاز عشرات الرهائن.

أسوأ أزمة في إسرائيل

"بلومبرغ" ترى أن دعم إسرائيل مقابل الخوف مما قد يحدث بعد ذلك يعكس رغبة بايدن في تحقيق "توازن دقيق"، معتبرة أن "العملية العقابية تجاه غزة مع عدم وجود نقطة نهاية واضحة لها، تخاطر بتأجيج أسوأ أزمة في إسرائيل منذ 50 عاماً لتتسبب في اشتعال الوضع إقليمياً بشكل يجعل الولايات المتحدة وحلفاءها يكافحون لاحتواء الأمر". 

كما تهدد الخسائر الفلسطينية الفادحة، "تقارب إسرائيل الهش" مع الحكومات العربية في جميع أنحاء المنطقة، إذ تخشى دول عربية من ردود فعل شعبية عنيفة، ما يضغط لتخفيف علاقاتها مع إسرائيل.

ولم يذكر المسؤولون الإسرائيليون، الكثير بشأن خططهم فيما يتعلق بقطاع غزة، بخلاف تصميمهم على تدمير "حماس"، لكن مسؤولاً إسرائيلياً سابق لا يزال على اتصال وثيق بالجيش، تحدث لـ"بلومبرغ"، دون كشف هويته، إنه عندما تنتهي الحرب "قد تقيم إسرائيل نظاماً عسكرياً مؤقتاً وتسلم غزة إلى قوة دولية". 

مستقبل غزة

"بلومبرغ" نقلت عن مصدر في الكونجرس الأميركي، قوله، إن المناقشات حول مستقبل غزة "بدأت بهدوء في الكونجرس".

وقال المصدر، إن قادة الكونجرس "يدركون تماماً أن الولايات المتحدة غزت أفغانستان في عام 2001، بهدف الإطاحة بطالبان، لكن القوات الأميركية انتهى بها الأمر إلى البقاء في البلاد لمدة 20 عاماً".

من جانبه، أوضح ريتشارد فونتين، الرئيس التنفيذي لمركز الأمن الأميركي الجديد، أن "الاستراتيجية هي دعم إسرائيل في القضاء على القطاع الإرهابي الواقع على حدودها وردع الآخرين، وخاصة حزب الله، من الانضمام إلى القتال، لكن ما بعد ذلك، بما فيه السؤال الكبير حول من سيحكم غزة بعد حماس، لا يزال عملاً قيد التقدم".

في السياق، قال سيث مولتون، عضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي: "إنهم بحاجة إلى خطة استراتيجية لغزة ومن الواضح أن الخطة التي كانوا ينفذونها، بشكل رئيسي على مدى السنوات القليلة الماضية، لم تنجح".

وأشار إلى أن إسرائيل بحاجة إلى "استراتيجية طويلة الأجل لغزة تكون أكثر فعالية من أي شيء كانوا يفعلونه على مدى السنوات الـ 15 الماضية".

بدورها، قالت كوري سايك، مديرة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد "أميركان إنتربرايز": "إن القلق بشأن العقاب الجماعي والخسائر في صفوف المدنيين سيلوح في الأفق مع تقدم العمليات الإسرائيلية لتدمير حماس".

وأضافت: "سأكون مندهشة إذا وضعت الولايات المتحدة أي قيود على الدعم المادي لإسرائيل، بالنظر إلى الطبيعة المروعة لهجوم حماس".

ونقلت "بلومبرغ" عن جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الحكومات العربية، شأنها شأن إسرائيل "تنظر إلى حماس كتهديد ووكيل لإيران، حتى في وقت تشعر فيه هي وشعوبها بالتعاطف مع محنة الشعب الفلسطيني"، مضيفاً: "قد يكون هناك دور عربي في المساعدة على إضفاء الشرعية على نظام سياسي، ليس معادياً للإسرائيليين في مرحلة ما بعد حماس".

تصنيفات

قصص قد تهمك