قال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية، السبت، إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر وإسرائيل وقطر لفتح معبر رفح أمام الأميركيين والأجانب للخروج من قطاع غزة بعد ظهر السبت، في حين قالت مصادر لـ"الشرق"، إن عدداً كبيراً من حاملي الجنسيات الأجنبية، يحتشدون أمام معبر رفح على الجانب الفلسطيني في انتظار العبور إلى الأراضي المصرية.
وأضاف المسؤول الأميركي في تصريحات للصحافيين المرافقين لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، في زيارته إلى السعودية: "نحاول تسهيل الوصول إليه (المعبر) بأن يكون مفتوحاً من الساعة 12 ظهراً (9 صباحاً بتوقيت جرينتش) إلى الخامسة من مساء السبت (14 بتوقيت جرينتش). المصريون والإسرائيليون والقطريون يعملون معنا على ذلك".
وأوضح المسؤول، أن واشنطن كانت على اتصال مع الأميركيين الفلسطينيين داخل قطاع غزة، وبعضهم أعرب عن رغبته في المغادرة عبر معبر رفح.
في المقابل قال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، السبت، إن "أي عبور للمدنيين من قطاع غزة إلى مصر سيجري بالتنسيق مع إسرائيل"، مستبعداً حدوث ذلك حالياً.
وأضاف الأميرال دانيال هاجاري: "فيما يخص غزة، المعابر مغلقة والحدود مغلقة، وأي تحرك أو عبور إلى مصر سيجري بالتنسيق والتواصل معنا.. في الوقت الراهن لن يحدث هذا الأمر".
يأتي ذلك، في وقت قالت شبكة CNN، إن بعض الفلسطينيين ممن يحملون الجنسية الأميركية، أُبلغوا بأن أفراد عائلاتهم العالقين في غزة قد يتمكنون من الإجلاء إلى مصر عبر معبر رفح، بعد ظهر السبت.
وقال مكتب إدارة الأزمات للشؤون القنصلية التابع لوزارة الخارجية الأميركية، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "نتفهم أن الوضع الأمني صعب، ولكن حال الرغبة في مغادرة غزة، فيمكن الاستفادة من هذه الفرصة".
وأضاف: "ندعم المرور الآمن للمدنيين. إننا نعمل مع شركائنا الإسرائيليين والمصريين لفتح ممر إنساني آمن لسكان غزة الذين يحاولون الفرار من هذه الحرب ولضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين داخل القطاع".
ممر إنساني
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لشبكة CNN، السبت، إن واشنطن "تناقش هذا الأمر مع الإسرائيليين والمصريين".
وأضاف المتحدث: "يأتي ذلك، بعد أن واصلت الولايات المتحدة المباحثات مع الحكومتين المصرية والإسرائيلية بشأن أهمية فتح معبر رفح أمام الأميركيين والمواطنين الأجانب من الدول الأخرى الذين يرغبون في المغادرة ولهم الحق في المغادرة ليتمكنوا من ذلك".
كان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قال، الجمعة، إن واشنطن تنسق مع تل أبيب والقاهرة بشأن تنسيق خروج الراغبين في مغادرة غزة.
وأضاف: "لم تكن هناك مشاورات مسبقة قبل أن يصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً إلى سكان غزة بالإخلاء. الولايات المتحدة قلقة بشأن الخسائر في أرواح المدنيين، بينما تعمل بشكل دؤوب على إيجاد خيارات توفير ممر آمن".
وتابع كيربي: "نريد أن نتأكد من أن أولئك الذين يريدون المغادرة لديهم القدرة على ذلك. وعليه فإننا نعمل بشكل دؤوب مع الإسرائيليين والمصريين، لمحاولة إيجاد ممر آمن للخروج من جنوب غزة".
وأردف: "نريد أيضاً الحفاظ على القدرة على إدخال المساعدات الإنسانية"، في حين رفض الإفصاح عن تفاصيل بشأن المحادثات الدبلوماسية الجارية بشأن تلك الجهود.
وفي وقت لاحق، قال كيربي إن الولايات المتحدة تتحدث "بشكل مستمر" مع نظرائها الإسرائيليين "بشأن القضايا المتعلقة بقوانين الصراع المسلح واحترام حياة الإنسان"، مضيفاً: "هذه مسألة ناقشناها وسنواصل مناقشتها معهم".
كان الجيش الإسرائيلي أمهل، صباح الخميس، مواطني غزة القاطنين في شمال القطاع، 24 ساعة لمغادرة منازلهم والذهاب إلى الجنوب، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة "أمراً غير ممكن"، باعتبار أن هذه المنطقة يقطنها أكثر من مليون شخص.