حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إسرائيل من "إعادة احتلال قطاع غزة"، مشيراً إلى أن ذلك سيكون "خطأً فادحاً"، في أول محاولة علنية لكبح جماح حليف الولايات المتحدة في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة "حماس" وأودى بحياة 1300 شخص، بينهم ما لا يقل عن 29 أميركياً.
وقال بايدن لبرنامج "60 دقيقة" الذي تبثه شبكة CBS الأميركية، إنه حذّر حكومة إسرائيل من "الاحتلال (الإسرائيلي) واسع النطاق لغزة"، فيما رفض في الوقت نفسه، توجيه أي انتقاد لها على خلفية حصارها "الانتقامي" للقطاع، وسط تحذيرات أممية من وقوع "أزمة إنسانية". كما شدد على أن "القضاء على المتطرفين هناك يمثل مطلباً ضرورياً".
ولم يذكر الرئيس الأميركي صراحة ما إذا كان على إسرائيل أن ترسل قوات برية إلى غزة على نحو مؤقت، ولكنه أيد هدف تدمير "حماس"، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها "جماعة إرهابية".
وأضاف بايدن: "على إسرائيل أن ترد، وتطارد حماس"، واصفاً الحركة بأنها "مجموعة من الجبناء يختبئون خلف المدنيين"، ولكنه أعرب عن قناعته بأن "الإسرائيليين سيفعلون كل ما في وسعهم لتجنب قتل المدنيين الأبرياء".
واحتلت إسرائيل غزة لمدة 38 عاماً، بعد الاستيلاء على القطاع في حرب يونيو 1967، إلى أن انسحبت منه في أغسطس 2005، تاركة له تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.
وعاودت القوات الإسرائيلية التي كانت تحاصر غزة دخول القطاع براً في عامي 2009 و2014، ولكنها اختارت عدم البقاء في المرتين.
"القضاء على حماس نهائياً"
وأعرب بايدن خلال المقابلة عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في غزة. وقال إنه كان يفضل إنشاء ممر آمن للفلسطينيين للفرار من جحيم القتال ولدخول المؤن والإمدادات.
وذكر الرئيس الأميركي أن لديه ثقة بأن "إسرائيل ستتصرف بموجب قواعد الحرب"، مضيفاً أن "هناك معايير تلتزم بها المؤسسات والدول الديمقراطية".
ولدى سؤاله عما إذا كان موافقاً على "القضاء على حماس نهائياً"، قال بايدن: "نعم، أوافق. ولكن يجب أن تكون هناك سلطة فلسطينية. ويجب أن يكون هناك مسار لإقامة دولة فلسطينية".
وكانت وكالة "بلومبرغ"، ذكرت قبل أيام، أن إدارة بايدن تخشى، ألا يكون لدى حكومة تل أبيب أي خطة لما سيأتي بعد إقدامها على "غزو بري للقطاع"، فضلاً عما تحمله تلك الخطوة من تداعيات خطرة على إسرائيل والمنطقة.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها، إن "إدارة بايدن، تمارس ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية للتفكير فيما وراء الهدف المباشر المتمثل في القضاء على حركة حماس".
وقالت المصادر إن فريق بايدن أعرب أيضاً عن قلقه بشأن مطالبة إسرائيل، سكان غزة بإخلاء شمال القطاع، والتوجه نحو الجنوب في غضون 24 ساعة، وهو موعد نهائي يقول كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إنه "غير واقعي"، إذ أقر منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، بأن الإجلاء في غزة سيكون "مهمة صعبة".
"نعم.. سأترشح"
ولدى سؤاله عما إذا كان يريد الاستمرار لولاية ثانية "في ظل الحروب التي تجتاح أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط، إلى جانب الخلل الوظيفي الذي يعاني منه الكونجرس بسبب عدم وجود رئيس لمجلس النواب"، قال بايدن "نعم"، مؤكداً أنه لا يزال لديه "مشاريع كبرى يجب أن يسعى من أجل تنفيذها".
وقال الرئيس الأميركي لمقدم البرنامج، سكوت بيلي: "تخيل لو تمكنا من وضع منطقة الشرق الأوسط على المسار الصحيح الذي يمكننا خلاله تطبيع العلاقات.. أعتقد أن بإمكاننا أن نفعل ذلك".
وأضاف: "تخيل ما يمكن أن يحدث لو استطعنا توحيد أوروبا بأكملها، والقضاء على قوة ببوتين، حتى لا يسبب ما يسببه من مشكلات.. لدينا فرص هائلة لجعل هذا العالم أفضل".