حسم رجل الأعمال الشاب دانيال نوبوا (35 عاماً)، انتخابات الرئاسة لصالحه في الإكوادور، ليصبح أصغر رئيس في تاريخ بلاده التي مزقتها أعمال العنف، بحسب "بلومبرغ".
وتغلب نوبوا، وهو وريث عائلة تعمل في صناعة الموز، و"المرشح المفضل لدى المستثمرين"، على منافسته الاشتراكية لويزا جونزاليس، بنسبة 52% مقابل 48% في جولة الإعادة، التي أجريت الأحد، وذلك بعد فرز أكثر من 94% من الأصوات، وفقاً للبيانات الأولية الصادرة عن الهيئة الانتخابية.
ولاية قصيرة
وسيكون أمام نوبوا 18 شهراً فقط للسيطرة على بلد محاصر من قبل عصابات الكوكايين القوية، ويكافح من أجل خدمة ديونه، ويعاني مجلس نوابه من عدم الاستقرار، ما يجعل من الصعب تمرير القوانين، أو زيادة الضرائب، إذ ستتولى حكومته المؤقتة مهامها في الفترة من ديسمبر المقبل حتى عام 2025، ولكنه يملك حق الترشح مجدداً بعد انتهاء ولايته القصيرة.
ويريد نوبوا، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، وأصبح واحداً من أصغر زعماء العالم سناً، أن يجعل الإكوادور أكثر انفتاحاً على الاستثمار الأجنبي، وأن يستخدم الإعفاءات الضريبية لتعزيز خلق فرص العمل. وقال في خطاب قصير أعلن فيه فوزه من كوخ على الشاطئ: "سنبدأ العمل على إعادة بناء بلد تضرر بشدة من العنف والفساد والكراهية".
مشكلات في الأفق
ومن المرجح أن تأتي بعض أكبر المشكلات التي سيواجهها نوبوا من الكونجرس الإكوادوري، حيث يدعم حوالي 10% فقط من المشرعين حزبه، فيما سيحتل حزب "ثورة المواطنين"، بزعامة الرئيس السابق رافائيل كوريا (2007 - 2017)، أكبر عدد من المقاعد. وجعل عدم وجود ائتلاف حاكم تمرير التشريعات من الحكومة الحالية للرئيس جييرمو لاسو "أمراً صعباً للغاية".
ويقول أستاذ العلوم السياسية سيمون باتشانو، من جامعة "فلاكسو" في كيتو: "تشكيلة الجمعية الوطنية مثيرة للقلق، حيث يمكن أن يواجه نوبوا التحدي نفسه الذي واجهه لاسو".
وعلى الرغم من صورته كأحد أنصار السوق الحرة، فقد أيد نوبوا نتيجة استفتاء للحد من التنقيب عن النفط في منطقة الأمازون، "لأنه لن يحقق أرباحاً كافية لتبرير الأضرار البيئية"، بحسب الرئيس المنتخب.
وكان لظهور نوبوا باعتباره وجهاً جديداً، وافتقاره إلى الخبرة السياسية، صدى لدى الناخبين في البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 17 مليون نسمة، حيث سئم الناخبون من الاستقطاب بين اليسار واليمين الذي هيّمن على البلاد.
وسيكون الرئيس الجديد أصغر زعيم في الأميركتين، حيث سيبلغ من العمر 36 عاماً وقت تنصيبه، وهو نفس عمر رئيس تشيلي جابرييل بوريتش عندما أصبح رئيساً العام الماضي. وسيتعين على نوبوا، تماماً مثل بوريتش، التغلب على قلة خبرته السياسية لإنعاش النمو، والتفاوض مع الكونجرس الذي لن يستطيع السيطرة عليه.
تصدير الموز
في بداية مساره العملي، عمل نوبوا مع والده في إمبراطوريته لتصدير الموز. وصدّرت الشركة العائلية أكثر من 8 ملايين صندوق من الموز، في النصف الأول من عام 2023، بحسب بيانات رسمية.
وتمتلك عائلته شركات للأسمدة، والشوكولاتة، والنقل، والبلاستيك، والعديد من المنتجات الأخرى. وكان والده، الملياردير نوبوا ألفارو أحد أغنى الأشخاص في الإكوادور قد ترشح للرئاسة 5 مرات، لكنه لم يفز.
وفي عام 2021، فاز دانيال نوبوا بمقعد في الكونجرس، وأصبح رئيساً للجنة التنمية الاقتصادية التي صاغت تشريعات بشأن قطاعات مثل التكنولوجيا المالية، والشركات الصغيرة.
وخلال السباق الرئاسي الأخير، قفز نوبوا من المركز السادس إلى المركز الثاني في استطلاعات الرأي بعد الاغتيال المروع لزميله المرشح فرناندو فيلافيسينسيو في أغسطس الماضي، وتعهد بعدها في حملته، التي جاءت في وقت تهيمن فيه أزمة انعدام الأمن على مخاوف الناخبين، بالسيطرة على عصابات الكوكايين التي جعلت من الإكوادور واحدة من أكثر دول العالم عنفاً في السنوات الأخيرة.
كما أن وقوع الإكوادور بين كولومبيا، وبيرو، أكبر منتجين للكوكايين في العالم، فاقم من أعمال العنف المرتبطة بالجريمة المنظمة، والاتجار بالمخدرات، بعدما كانت تعتبر منطقة آمنة في أميركا اللاتينية.