طالب جمهوريون في الكونجرس الأميركي بفرض حظر على قدوم اللاجئين الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة، وذلك في خضم حرب إسرائيل على قطاع غزة، وسط مخاوف بشأن اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
وقدم النائبان الجمهوريان توم تيفاني، وأندي أوجليس، مشروع "قانون غزة"، والذي من شأنه أن يمنع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من إصدار تأشيرات للأشخاص الذين يحملون جوازات سفر السلطة الفلسطينية.
وبحسب بيان نشره موقع النائب تيفاني، فإن مشروع القانون، يحمل عنوان "قانون ضمان عدم قبول المعتدين أو قانون غزة"، إذ من شأن التشريع أن يمنع إدارة بايدن من إصدار تأشيرات إقامة ولجوء لحاملي جوازات سفر السلطة الفلسطينية.
وقال تيفاني: "في أعقاب الهجوم المروع الذي شنته حماس على مدنيين إسرائيليين أبرياء، فإن آخر شيء يجب على أميركا فعله هو الثقة بوثائق الهوية الصادرة عن المتطرفين الذين يشرفون على هذه الأراضي. نحن بحاجة إلى وضع أمننا في الداخل أولاً، وهذا يبدأ بإغلاق الباب أمام الجهات الفاعلة السيئة التي قد تسعى إلى دخول بلدنا".
في المقابل، قال ناطقون باسم وكالة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة إنها "ليس لديها خطط لتغيير عملية قبول اللاجئين من غزة أو إنشاء برامج خاصة لتسريع قدوم الإسرائيليين الراغبين في اللجوء إلى الولايات المتحدة".
تلك التصريحات تتزامن مع أخرى مماثلة أدلى بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي قال مطلع الأسبوع، إنه "سيحظر دخول مواطني غزة إلى البلاد، حال أعيد انتخابه"، وادعى في تصريحات على شبكة Truth Social أن أعضاء حركة "حماس"، التي تصنفها واشنطن "منظمة إرهابية" يتدفقون عبر الحدود الجنوبية إلى الولايات المتحدة.
لكن مسؤولاً في وزارة الأمن الداخلي قال إن "تدفق أعضاءً من حماس عبر الحدود فكرة خاطئة"، فيما لا يزال العدد الدقيق للأشخاص الذين عبروا الحدود مؤخراً والمرتبطين بـ"حماس" سرياً، وفق NBC News.
وزارة الخارجية الأميركية، قالت إن من بين أكثر من 60 ألف لاجئ أعيد توطينهم في الولايات المتحدة في السنة المالية 2023، تم قبول 56 فلسطينياً فقط، فيما استقبلت الولايات المتحدة في السنوات الـ 10 الماضية أقل من 600 فلسطيني بصفة لاجئين.
ويعود السبب في ذلك إلى حد كبير إلى أن الفلسطينيين لا يستطيعون اتباع المسار ذاته عند القدوم إلى الولايات المتحدة مثل الجنسيات الأخرى. وأنشأت الأمم المتحدة وكالة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، لكنها تقدم المساعدات فقط، وليس لأغراض إعادة التوطين.
ودخلت قضية اللاجئين الفلسطينيين، في قلب الصراع الانتخابي بالولايات المتحدة، إذ اتهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل، منافسته السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة والمرشحة المحتملة في سباق الحزب الجمهوري، نيكي هيلي، بمحاولة استقدام الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة.
وفي لقاء ببرنامج The Megyn Kelly Show على إذاعة SiriusXM، جدد ديسانتيس دعواته لمنع دخول اللاجئين الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة، قائلاً: "هناك وجهة نظر منتشرة بين الفلسطينيين في قطاع غزة هي أنهم لا يريدون بالضرورة دولتهم الخاصة، بل يسعون لتدمير الدولة اليهودية، وهذا لا يقتصر على حركة حماس فقط، بل إنه اعتقاد متأصل بين جميعهم".