قال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز"، إن القوات الأميركية في العراق تعرضت، الأربعاء، لهجومين منفصلين بطائرات مسيرة استهدفت قاعدتي عين الأسد وحرير الجويتين، تسبب أحدهما في إصابات طفيفة لعدد صغير من الجنود.
وهذه الهجمات هي الأولى التي تستهدف القوات الأميركية في العراق منذ أكثر من عام، وجاء بعد ساعات من قصف إسرائيلي استهدف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا من الفلسطينيين.
وقال مسؤولان أميركيان إن هجوم الأول وقع في وقت مبكر من يوم الأربعاء بطائرتين مسيرتين استهدفتا قاعدة عين الأسد غربي العراق.
وتم اعتراض إحدى المسيرتين، لكنها انفجرت مما أدى إلى وقوع إصابات طفيفة وإلحاق أضرار ببعض المعدات. وقال أحد المسؤولين إن بعض الجنود الأميركيين يخضعون للفحص لاحتمال تعرضهم لإصابات دماغية.
وأحجم المسؤولان، اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما، عن تحديد الجهة المشتبه في تنفيذها الهجوم على قاعدة عين الأسد الجوية.
جاء ذلك في وقت رفعت فيه واشنطن مستوى التأهب، في ظل تصاعد حاد في التوتر في المنطقة؛ بسبب حرب إسرائيل في غزة.
إحباط هجوم على قاعدة في أربيل
وقال مسؤول أمني عراقي ودبلوماسي غربي لـ"رويترز"، إنه تم إحباط هجوم آخر بطائرة مسيرة في وقت لاحق من يوم الأربعاء، كان يستهدف قاعدة حرير الجوية التي تستضيف قوات أميركية في مدينة أربيل بشمال العراق.
وقال "جهاز مكافحة الإرهاب" بإقليم كردستان العراق، إن الطائرة المسيرة في الهجوم الثاني سقطت في منطقة صحراوية بالقرب من قرية باتاس في منطقة حرير الساعة 12:18 ظهراً بالتوقيت المحلي. ولم يضف مزيداً من التفاصيل.
وفي الأسبوع الماضي، هددت جماعات عراقية مسلحة موالية لإيران، باستهداف المصالح الأميركية بصواريخ وطائرات مسيرة، إذا استمرت واشنطن في مساندة إسرائيل في حربها مع حركة "حماس"، وفق ما أوردت "رويترز".
وسارعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إلى إرسال دفاعات جوية وذخائر إلى إسرائيل، لكن القوات الأميركية لم تنضم إلى القتال.
وتصاعد التوتر في العراق بالفعل بسبب الحرب في غزة. وندد المرجع الديني للشيعة في العراق علي السيستاني الأسبوع الماضي بإسرائيل، ودعا العالم للوقوف في وجه ما وصفها بأنها "وحشية مروعة في قطاع غزة".
مطالب بخروج القوات الأميركية
وقالت كتائب "حزب الله" العراقية، إن "الولايات المتحدة التي تساند إسرائيل في قتل الأبرياء يجب أن تخرج من العراق".
وأضافت الجماعة في بيان صدر مساء الثلاثاء: "يجب مغادرة هؤلاء الأشرار من البلاد، ودون ذلك فإنهم سيذوقون نار جهنم".
وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق، وتقول إن مهمتها هي تقديم المشورة لمحاربة تنظيم "داعش".
وخلال الأعوام المنصرمة، استهدفت جماعات مسلحة بشكل متكرر القوات الأميركية في العراق والسفارة الأميركية في بغداد بالصواريخ، لكن مثل تلك الهجمات هدأت بموجب هدنة مبرمة منذ العام الماضي في فترة ينعم فيها العراق بهدوء نسبي.
واتهم مسؤولون أمريكيون كتائب "حزب الله" بالمسؤولية عن هجمات سابقة على مصالح أميركية، ونفت الجماعة تلك الاتهامات.