تلاسن بين الصين وأميركا.. وأنباء عن لقاء بايدن وكبير دبلوماسيي بكين

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين بجانب كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي خلال اجتماعهما الثنائي على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في جاكرتا بإندونيسيا. 13 يوليو 2023 - Reuters
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين بجانب كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي خلال اجتماعهما الثنائي على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في جاكرتا بإندونيسيا. 13 يوليو 2023 - Reuters
واشنطن/دبي-رويترزالشرق

توقع مسؤولون أميركيون أن يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي عندما يزور البيت الأبيض، الجمعة، وذلك وسط توترات مرتبطة بالتنافس العالمي بين البلدين وقضايا خلافية متصاعدة أبرزها التوترات في بحر الصين الجنوبي والموقف من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والغزو الروسي لأوكرانيا.

ولفت المسؤولون المطلعون على خطط التخطيط للزيارة إلى أن من المقرر أن يجتمع وانج مع مستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان في البيت الأبيض، الجمعة. وقال مصدر إن المسؤول الصيني قد يلتقي مع بايدن شخصياً في ذلك الوقت.

وأحجم البيت الأبيض عن التعليق.

وقال بايدن، خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، إنه يعتزم "التنافس" مع الصين "وفقاً للقواعد الدولية، اقتصادياً وسياسياً وبطرق أخرى، لكنني لا أبحث عن الصراع"، كما حذر قادة الصين من العدوان على الفلبين.

من ناحيته، قال الرئيس الصيني شي جين بينج، الأربعاء، إن الصين مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة بينما يدير الجانبان خلافاتهما ويعملان معاً للتعامل مع التحديات العالمية، وفقاً لما نقلته وسائل الإعلام الرسمية الصينية.

ووانج هو أكبر مسؤول عن الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، وأيضاً وزير الخارجية منذ إقالة تشين قانج في يوليو.

"التعامل الأبرز"

وليس من الواضح مدى أهمية التفاعل بينهما، لكن حتى التحية غير الرسمية ستكون أبرز تعامل بين بايدن والحكومة الصينية منذ أن التقى لفترة وجيزة مع رئيس مجلس الدولة لي تشيانج على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، بحسب "رويترز".

ويأتي ذلك في الوقت الذي يمهد فيه المسؤولون الأميركيون والصينيون الساحة لعقد اجتماع ثنائي طال انتظاره بين بايدن ونظيره الصيني شي في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك)، المقررة في نوفمبر، في سان فرانسيسكو الأميركية.

وكان شي وبايدن قد التقيا آخر مرة في قمة مجموعة العشرين في بالي، نوفمبر الماضي.

ومن المقرر أن يلتقي وانج أيضاً مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارته لواشنطن بين يومي الخميس والسبت.

وقابل عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك بلينكن، نظراءهم الصينيين في بكين هذا الصيف.

بكين: لا يحق لأميركا

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية، في إفادة صحفية دورية، الخميس، إن الولايات المتحدة لا يحق لها التدخل في مشكلات بين الصين والفلبين.

ورداً على سؤال عن تصريحات الولايات المتحدة بأنها ستدافع عن الفلبين، قالت المتحدثة باسم الوزارة ماو نينج: "الولايات المتحدة ليست طرفاً في قضية بحر الصين الجنوبي، ولا يحق لها التدخل في مشكلة بين الصين والفلبين".

وأضافت: "الوعد الأميركي بالدفاع عن الفلبين يجب ألا يضر بسيادة الصين ومصالحها البحرية في بحر الصين الجنوبي، ولا يجب أن يؤدي أيضاً إلى تمكين وتشجيع المطالبات غير القانونية للفلبين".

ووقعت عدة مناوشات بين الصين والفلبين في الفترة الأخيرة في بحر الصين الجنوبي، وكان أبرزها في المياه المتنازع عليها حول منطقة سكند توماس شول، وهي جزء من جزر سبراتلي.

واصطدمت سفينة صينية بقارب فلبيني، الأحد، وأدانت مانيلا "بأشد العبارات" ما وصفتها بأنها "مناورات العرقلة الخطيرة" التي قامت بها السفينة.

مصلحة الصين وأميركا

ويقول محللو السياسات في الصين والولايات المتحدة إن من مصلحة الجانبين تجنب حرب أوسع وإن الصين، وهي مستورد كبير للنفط، لها نفوذ ليس بالهين على إيران.

لكن لم يتضح بعد إن كانت بكين ستختار فعلاً استغلال هذا النفوذ، ويقول خبراء إن الصين ربما بدلاً من ذلك تقف وتراقب من على الهامش لفترة أطول.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن جون ألترمان: "الصينيون بالتأكيد لديهم مصلحة في منع مواجهة مباشرة أميركية إيرانية لأنهم مستهلكون كبار للنفط وهذا سيرفع الأسعار".

وتابع قائلاً: "لكن ورغم ذلك من غير المرجح أن يقوم الصينيون بجهد كبير في هذا الصدد. أتوقع أنهم سيريدون لهم مقعداً على الطاولة عندما يتم حل الصراع بين إسرائيل وغزة لكن ليس لديهم الرغبة أو القدرة على التعجيل بالحل".

إجراءات أكثر خطورة

وفي تقريرها السنوي، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، إن الصين اتخذت إجراءات "أكثر خطورة، وقسراً، واستفزازاً" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ هذا العام، ونفذت عمليات اعتراض "محفوفة بالمخاطر" ضد الطائرات الأميركية في المنطقة.

وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على بحر الصين الجنوبي الذي تمر عبره مبادلات تجارية بمليارات الدولارات سنوياً، متجاهلة قراراً صادراً عن محكمة دولية عام 2016 نصّ على أن "لا أساس قانونياً لموقفها".

وأضاف تقرير "البنتاجون" السنوي عن القدرات العسكرية للصين أن بكين تسعى إلى أن تصبح "قوة قومية" وتحقيق "النهضة العظيمة للأمة الصينية"، محذراً من أن بكين تنظر إلى شراكتها التي "لا حدود لها" مع روسيا باعتبارها "جزءاً لا يتجزأ من جهودها الرامية إلى تعزيز تنميتها والصعود كقوة عظمى"، وفقاً لما أوردته شبكة "فوكس نيوز".

حرب غزة

وذكر حساب "أخبار الأمم المتحدة" على منصة التواصل "إكس" (تويتر سابقاً)، الأربعاء، أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو)، لإحباط مشروع قرار تقوده الولايات المتحدة في مجلس الأمن يدعو إلى هدنة إنسانية، وإنشاء ممر آمن للمساعدات إلى غزة.

ودعت الصين، الثلاثاء، إلى عقد مؤتمر سلام دولي "أكثر حسماً وفاعلية وأوسع نطاقاً" في ظل مخاوف دولية من اتساع رقعة الصراع الناتج عن حرب غزة.

وجاءت دعوة الصين في اتصالين هاتفيين منفصلين أجراهما وزير خارجيتها وانج يي مع نظيريه الإسرائيلي إيلي كوهين والفلسطيني رياض المالكي، وذلك قبيل زيارة مزمعة له إلى واشنطن تبدأ الخميس وتستمر لمدة يومين.

تصنيفات

قصص قد تهمك