أوكرانيا وروسيا تتبادلان الاتهامات بشأن أعمال الشغب في مطار داغستان

time reading iconدقائق القراءة - 5
محتجون يدخلون مطار محج قلعة في جمهورية داغستان الروسية. 29 أكتوبر 2023 - AFP
محتجون يدخلون مطار محج قلعة في جمهورية داغستان الروسية. 29 أكتوبر 2023 - AFP
دبي/محج قلعة/موسكو-الشرقوكالات

تبادلت أوكرانيا، وروسيا، الاثنين، الاتهامات بشأن أعمال الشغب المناهضة لإسرائيل التي أدت إلى إغلاق مطار في جمهورية داغستان وإصابة 20 شخصاً.

واقتحم محتجون، الأحد، مطار محج قلعة في عاصمة جمهورية داغستان الروسية، بعد سريان أنباء عن هبوط طائرة آتية من إسرائيل، ما أدى إلى إغلاقه أمام حركة الملاحة الجوية.

,اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، أوكرانيا وحلفاءها الغربيين بتدبير أعمال شغب مناهضة لإسرائيل وقعت مساء الأحد في مطار محج قلعة بداغستان ذات الغالبية المسلمة، داعياً أجهزته الأمنية إلى اتّخاذ تدابير "حازمة".

وجاء في تصريح متلفز للرئيس الروسي: "أحداث محج قلعة في الليلة الماضية تم التحريض عليها أيضاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً من أوكرانيا، بواسطة عناصر أجهزة خاصة غربية".

واتّهم بوتين الأوكرانيين بأنهم "يسعون تحت قيادة رعاتهم الغربيين للتسبب بمجازر في روسيا".

وفي وقت سابق الاثنين، اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن اقتحام حشد مناهض لإسرائيل لمطار في داغستان كان نتيجة "مؤثر خارجي"، مشيراً إلى أن "أصحاب النوايا السيئة" استخدموا صور المعاناة التي شوهدت على نطاق واسع في قطاع غزة لإثارة الناس في المنطقة الواقعة شمال القوقاز.

ولم يحدد بيسكوف من يعتقد الكرملين أنه وراء العنف أو الهدف من ذلك، لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت إن اقتحام مطار محج قلعة كان نتيجة "استفزاز" مُدبر من خارج روسيا، لعبت فيه أوكرانيا "دوراً مباشراً ورئيسياً".

وأشارت زاخاروفا إلى أن "نظام كييف مهتم حالياً بزعزعة استقرار الوضع في روسيا وتشويه سمعتها على الساحة الدولية على خلفية تراجع اهتمام المجتمع الدولي بالأزمة المحيطة بأوكرانيا".

الرد الأوكراني

لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولنكو رفض اتهامات روسيا بأن كييف أدت "دوراً رئيسياً" في أعمال الشغب المناهضة لإسرائيل، وقال إن "اتهامات وزارة الخارجية الروسية لأوكرانيا بأن لها دوراً في أحداث داغستان هي محاولة لإلقاء المسؤولية" على كييف.

كما قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني إن "كييف ليس لها علاقة بالاضطرابات المناهضة لإسرائيل في منطقة داغستان"، رافضاً اتهامات لموسكو متعلقة بهذه المسألة، ووصفها بأنها "لا أساس لها من الصحة".

وذكر بودولياك لوكالة "رويترز" في بيان، أنه "بالطبع لا علاقة لأوكرانيا بأحدث موجة واسعة النطاق من مشاعر رهاب الأجانب على أراضي روسيا الاتحادية".

موعد تشغيل المطار

كما اتهم رئيس جمهورية داغستان سيرجي ميليكوف، أوكرانيا بتنظيم هذه الاضطرابات، وقال لصحافيين في تصريحات أوردتها وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء، إن "مدبري هذا التحرك بطبيعة الحال هم أعداؤنا الذين نظموا هذه التحركات من أراضي أوكرانيا".

وأكد أن الشعب الداغستاني "يتعاطف مع ضحايا الظالمين والسياسيين، ويدعوا لتحقيق السلام في فلسطين"، إلا أن ما حدث في المطار "انتهاك صارخ للقانون"، مشدداً على أنه "سيُقَيَّم الموقف من قبل الجهات المعنية واتخاذ الإجراءات المناسبة بصددها".

ولفت مليكوف إلى أنه "سيُعَاد تشغيل المطار خلال يومين إلى 3 أيام، بما في ذلك الرحلات الدولية لتعويض أحداث، الأحد، في أسرع وقت ممكن"، مشيراً إلى أنه "رُفِعَت قضية جنائية بهذا الصدد.

ووصف الوضع في داغستان بـ"المستقر والهادئ، وستتم معاقبة جميع المتورطين في هذه الأعمال دون استثناء".

كما دعا رئيس الاتحاد الروسي للمجتمعات اليهودية الحاخام ألكسندر بورودا، الاثنين، السلطات إلى "القبض" على المشاركين في أعمال الشغب المناهضة لإسرائيل في داغستان ومعاقبتهم بشدة.

وقال بورودا في بيان، إن أعمال الشغب "قوضت الأسس الأساسية لدولتنا المتعددة الثقافات والقوميات"، مضيفاً أن سلطات داغستان "لم تكن مستعدة لمواجهة أعمال الشغب"، التي ألقي فيها القبض على 60 شخصاً، وأصيب 20 آخرون على الأقل.

وذكرت وكالة الإعلام الروسية أنه تم التعرف على هوية 150 من أبرز المحتجين، مضيفة أن 9 من أفراد الشرطة أصيبوا في الواقعة 2 منهم يعالجان في المستشفى.

وعلى إثر ذلك، قالت هيئة النقل الجوي، الأحد، إن مطار محج قلعة سيظل مغلقاً حتى السادس من نوفمبر المقبل، وأمرت لجنة التحقيقات الروسية بفتح تحقيق في ملابسات الواقعة.

لكن الهيئة عادت وأعلنت، الاثنين، استئناف مطار محج قلعة استقبال الرحلات القادمة اعتباراً من فجر، الثلاثاء، مشيرةً إلى أن "استئناف الحركة الجوية بشكل طبيعي لن يتم إلا بعد إجراء فحص شامل من قبل أجهزة الأمن والهيئات المعنية لحرم المطار ومحيطه".

وحثت إسرائيل السلطات الروسية على حماية الإسرائيليين واليهود في المناطق الواقعة تحت ولايتها في أعقاب تلك التقارير.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن السفير الإسرائيلي لدى موسكو يعمل مع السلطات الروسية لضمان سلامة الإسرائيليين واليهود، مضيفاً أن "دولة إسرائيل تنظر إلى المحاولات التي تستهدف إيذاء المواطنين الإسرائيليين واليهود في أي مكان على أنها أمر خطير".

تصنيفات

قصص قد تهمك