دعت الولايات المتحدة، الجمعة، جماعة "حزب الله" اللبنانية إلى "عدم استغلال" الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة، مشددةً على أنها لن تدخل في "حرب كلامية" مع الجماعة التي هدد أمينها العام حسن نصر الله، واشنطن باستهداف أساطيلها في البحر المتوسط في حال لم يتوقف الصراع.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: "نحن وشركاؤنا كنا واضحين: على حزب الله وأطراف آخرين، سواء كانوا دولاً أو لا، ألا يحاولوا استغلال النزاع القائم".
وشدد المتحدث الأميركي على أن بلاده لن تدخل في "حرب كلامية" مع "حزب الله"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى تصعيد، أو توسيع رقعة النزاع" المستمر بين إسرائيل وحركة "حماس".
وأشار إلى أنه "قد يتحول الأمر إلى حرب بين إسرائيل ولبنان أكثر دموية من حرب 2006"، مشدداً على أن بلاده "لا تريد أن ترى هذا النزاع يتسع إلى لبنان، وأن التدمير المحتمل الذي سيلحق بلبنان وشعبه لا يمكن تصوره ويمكن تجنبه".
تهديد بالاستهداف
جاء ذلك تعليقاً على تهديد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، الجمعة، الولايات المتحدة التي حمّلها "المسؤولية الكاملة" عن الحرب في غزة، باستهداف أساطيلها في البحر المتوسط، مؤكداً أن احتمالات توسّع الحرب إقليمياً ضد إسرائيل "مفتوحة".
وحذر حسن نصر الله في كلمة له، الولايات المتحدة من أن منع نشوب حرب إقليمية يعتمد على وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، وأن هناك احتمالاً واقعياً لتحول القتال على الجبهة اللبنانية إلى حرب واسعة النطاق.
وقال: "أنتم الأميركيون تستطيعون وقف العدوان على غزة، لأنه عدوانكم، ومن يريد منع حرب إقليمية يجب أن يسارع إلى وقف هذا العدوان".
وأضاف: "إذا حصلت حرب في المنطقة لا أساطيل ولا قتال جوي سينفعكم، بل ستكون الضحية والخاسر الأكبر، ستكون مصالحكم وجنودكم الضحية والخاسر الأكبر".
وفي إشارة إلى السفن الحربية الأميركية في البحر المتوسط، قال حسن نصر الله إن "حزب الله لا يخاف منها"، وأضاف: "أقول لكم بكل صراحة أساطيلكم التي تهددوننا بها، لقد أعددنا لها عدتها أيضاً".
وأرسلت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" حاملتي طائرات إلى شرق البحر المتوسط منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر، قائلة إن "الهدف منهما هو الردع لضمان عدم تمدد الصراع".
وفرضت إسرائيل حصاراً على قطاع غزة الذي تديره حماس في أعقاب الهجوم عبر الحدود الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن سقوط حوالي 1400 شخص.
وقالت السلطات الصحية في غزة، إن ما لا يقل عن 9 آلاف و227 شخصاً، كثير منهم نساء وأطفال، قتلوا منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على القطاع الفلسطيني الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
ومنذ اندلاع حرب غزة، اشتبكت جماعة "حزب الله"، مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية في التصعيد الأكثر دموية منذ أن خاضت حرباً مع إسرائيل في 2006.
وقال "حزب الله"، إنه نفذ 19 هجوماً متزامناً على مواقع للجيش الإسرائيلي، الخميس، مع استخدام طائرتين مسيرتين متفجرتين، في أكبر هجوم للجماعة فيما يبدو حتى الآن في الصراع المستمر منذ نحو 4 أسابيع، في حين ردت إسرائيل بشن غارات جوية مصحوبة بنيران الدبابات والمدفعية في ظل تصاعد القتال على الحدود.