زيارة بلينكن.. "رؤى واشنطن" تصطدم بمطالب عربية بإنهاء حرب غزة

وزير الخارجية الأميركي يتمسك بـ"دعم إسرائيل المطلق"

time reading iconدقائق القراءة - 8
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يجتمع بوزراء خارجية الأردن والسعودية ومصر والإمارات وقطر في عمان. 4 نوفمبر 2023 - Reuters
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يجتمع بوزراء خارجية الأردن والسعودية ومصر والإمارات وقطر في عمان. 4 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي/ غزة/ عمان -الشرقوكالات

بدت الرؤى متباينة بين وزراء الخارجية العرب، الذين اجتمعوا بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في عمان، السبت، إذ اعتبر الوزراء العرب الخمسة، الأولوية لوقف حرب إسرائيل على غزة، ذلك مع تجدد القصف الإسرائيلي، صباح الأحد، في اليوم الـ 30 من الحرب، وسط نقص المساعدات ودعوات التهدئة التي لا أفق لها حتى الآن.

وفي ثاني أيام جولته الجديدة للمنطقة، تمسك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال اجتماع ضم وزراء خارجية الأردن والسعودية ومصر وقطر والإمارات، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، السبت، بـ"دعم مطلق" لإسرائيل في "الدفاع عن نفسها"، بعد هجوم "حماس" في أكتوبر الماضي، أمام موقف مختلف عبر عنه نظيره الأردني أيمن الصفدي بالقول إن "الأولوية هي إنهاء الحرب ووقف الدمار، وإعادة الأمل ووقف الأعمال التي تجردنا من إنسانيتنا".

وتقاوم الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، الضغوط من أجل وقف فوري لإطلاق النار، رغم ارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين في قطاع غزة، والذي تجاوز 9 آلاف و500 ضحية بينهم نحو 4 آلاف طفل.

وأضاف أيمن الصفدي، في مؤتمر صحافي مشترك، مع نظيريه بلينكن، والمصري سامح شكري، أن الدول العربية تطالب بـ"وقف فوري للحرب وقتل الأبرياء، وترفض اعتبار ذلك دفاعاً عن النفس".

وحض وزراء الخارجية العرب، وزير الخارجية الأميركي على إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار، لكن بلينكن رفض الفكرة قائلاً إن "هذا لن يؤدي إلا إلى السماح لحركة حماس بإعادة تجميع صفوفها وتكرار الهجوم على إسرائيل".

وقالت الخارجية السعودية، إن الوزير الأمير فيصل بن فرحان، بحث مع بلينكن في الأردن "سبل دعم جهود وقف العمليات العسكرية في غزة ومحيطها".

وأضافت أن الوزير السعودي، ناقش مع نظيره الأميركي، "جهود إدخال المساعدات الإنسانية والطبية لمنع تفاقم الأزمة في غزة"، كما شددت الوزارة على "رفض المملكة القاطع لأي تهجير قسري لسكان غزة".

من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن "أحداث القتل في غزة لا يمكن تبريرها، بأنها دفاع عن النفس"، مطالباً بتحقيق دولي في "الانتهاكات الصارخة" في حرب غزة.

واعتبر شكري أن "العقاب الجماعي واستهداف إسرائيل للمدنيين والتهجير القسري للفلسطينيين لا يمكن أن يكون دفاعاً عن النفس"، مشدداً على "حتمية تحقيق وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة دون قيد أو شرط".

كما طالب بأن "تقلع إسرائيل عن مخالفاتها المتكررة لقواعد القانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب"، وأكد "ضرورة الكف عن التعامل مع الأزمات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين بمعايير مزدوجة".

وشدد شكري على أن "ما نشهده من تصعيد غير مسبوق ومأساة إنسانية ومعاناة للمدنيين هو نتيجة التقاعس عن معالجة جذور المشكلة وتأخر استعادة الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف".

وكرر شكري "الرفض القاطع لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني أو دول المنطقة"، مطالباً إسرائيل بـ"الكف عن عرقلة دخول المساعدات الإنسانية"، مجدداً الدعوة إلى "إحياء عملية السلام وفق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967".

من جانبه، أبدى بلينكن قلقه من تصاعد العنف في الضفة الغربية ضد المدنيين الفلسطينيين، قائلاً إن هذه "كانت مشكلة خطيرة، وتفاقمت منذ الصراع"، لافتاً إلى إثارة هذه المسألة، في اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين، الجمعة، مضيفاً: "يجب محاسبة الجناة". 

وسيزور بلينكن، الأحد، مدينة رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إذ يحمل "رؤاه للصراع والمرحلة التالية"، حيث سيناقش وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك "فتح أفق سياسي لحل الدولتين"، وفق مسؤول فلسطيني.

وبعد ذلك، من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي إلى أنقرة، لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الأتراك في اليوم التالي. 

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن هذا العام أصبح الأكثر دموية بالنسبة لسكان الضفة الغربية منذ 15 عاماً على الأقل، حيث قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 200 فلسطيني، بينما قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 121 فلسطينياً منذ السابع من أكتوبر الماضي. 

وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن الهجمات اليومية التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين تضاعفت، لكن معظم الوفيات وقعت خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

وأجج العنف المتفاقم في الضفة الغربية المخاوف من أن تصبح الأراضي الفلسطينية المضطربة جبهة ثالثة في حرب أوسع نطاقاً، بالإضافة إلى الحدود الشمالية لإسرائيل حيث تصاعدت الاشتباكات مع قوات "حزب الله" اللبناني.

قصف إسرائيلي مستمر 

ولم توقف إسرائيل قصفها الجوي والمدفعي على غزة لليوم الـ 30 على التوالي، إذ استهدفت قذائفها في الساعات الأولى من صباح الأحد، مخيماً للنازحين وقتلت 51 شخصاً، وأصابت عشرات آخرين نقلوا لمستشفى قريب، بينما خرج أكثر من نصف المستشفيات في قطاع غزة من الخدمة.

من جانبه، قال المبعوث الأميركي الخاص، ديفيد ساترفيلد، في أثناء وجوده في العاصمة عمّان، السبت، إن "ما بين 800 ألف ومليون شخص اتجهوا بالفعل إلى جنوب قطاع غزة، بينما يظل ما بين 350 و400 ألف في مدينة غزة وضواحيها بشمال القطاع".

في حين، قال مسؤولون إسرائيليون لشبكة CNN، إن القوات الإسرائيلية التي توغلت حوالي كيلومتر واحد داخل قطاع غزة يطوقون مدينة غزة في الجزء الشمالي من القطاع المكتظ بالسكان، ويعزلونه عن الجزء الجنوبي.

وذكرت الشبكة إن القتال كان "عنيفاً" بالقرب من موقع إسرائيلي على مشارف مدينة غزة، لافتة إلى أن الجنود الإسرائيليين يخوضون قتالاً مع مقاتلي "حماس" على بعد مئات الأمتار إلى الشمال والجنوب. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي السماح للفلسطينيين باستخدام الطريق الرئيسي بقطاع غزة (طريق صلاح الدين) لمدة ثلاث ساعات بعد ظهر السبت، وكتب الجيش في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية: "إذا كنتم تهتمون بأنفسكم وبأحبائكم، فاتجهوا جنوباً وفقاً لتعليماتنا".

وذكر عدد من السكان لـ"رويترز"، أنهم خائفون من المرور عبر هذا الطريق، فيما نشر كثيرون تحذيرات على مواقع التواصل الاجتماعي من أن الدبابات الإسرائيلية متمركزة على الطريق.

ضغوط داخلية على نتنياهو

وفي تل أبيب، شدد ذوو الأسرى الإسرائيليين الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمطالبة بالعمل على إطلاق سراح أبنائهم ممن تحتجزهم "حماس" منذ عملية "طوفان الأقصى". 

وتلقى نتنياهو صدمة داخلية أخرى، بعد أن نشرت "القناة 13" العبرية استطلاعاً للرأي كشف أن 76% من المشاركين رأوا أن عليه الاستقالة فوراً، أو في نهاية الحرب من منصبه.

وذكرت القناة أن بين هؤلاء "44% يرونه المسؤول عن الصراعات، مقابل 33% يحملون المسؤولية للجيش".

تصنيفات

قصص قد تهمك