بعد الانسحاب الروسي وخطوة الناتو.. ما هي معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
موسكو/بروكسل/دبي-الشرقرويترز

أعلنت روسيا الثلاثاء، انسحابها رسمياً من "معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا"، قائلة إنها "أصبحت من التاريخ"، فيما دان الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي "الناتو" القرار الروسي، مؤكدين تعليق العمل بالمعاهدة اعتباراً من 7 ديسمبر، كرد على الخطوة الروسية التي "تقوض الأمن الأوروبي والأطلسي".

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو انسحبت رسمياً من المعاهدة عند منتصف ليل الثلاثاء، مضيفة أنها أصبحت الآن "من التاريخ".

وعقب الخطوة الروسية، أعلن "الناتو" إدانة الحلفاء قرار روسيا، وحربها العدوانية على أوكرانيا التي تتعارض مع أهداف المعاهدة، وكذلك تعليق الدول الأعضاء مشاركتها في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، طالما لزم الأمر بحسب حقوقها بموجب القانون الدولي.

وشدد على أن "هذا قرار يحظى بدعم كامل من جميع أعضاء الحلف".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وقَّع في مايو الماضي، قانون انسحاب موسكو من المعاهدة، بعد أكثر من عام من غزو أوكرانيا، منهياً بذلك التزام روسيا بآخر معاهدات الرقابة على التسلح في القارة الأوروبية.

وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، آنذاك، إن معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا كانت آلية غير مفعمة بالحيوية، وأن وقف العمل بها "لم يكن بسبب الاتحاد الروسي".

ما هي معاهدة القوات المسلحة التقليدية؟

وقَّعت معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا من قبل ممثلي الدول الأعضاء في حلف "الناتو"، وأعضاء حلف "وارسو" في 19 نوفمبر عام 1990 في باريس، ودخلت حيّز التنفيذ في 9 نوفمبر عام 1992.

ونصت المعاهدة على الحد من القوات التقليدية لدول الحلفين العسكريين وكذلك الحد من نشر القوات على خط التماس بين الحلفين.. بهدف منع وقوع هجوم مفاجئ وشن هجمات واسعة النطاق في أوروبا.

وهدفت إلى وضع حدود شاملة على فئات رئيسية من المعدات العسكرية التقليدية في أوروبا (من المحيط الأطلسي إلى جبال الأورال) وألزمت بتدمير كميات الأسلحة الزائدة عن حدود المعاهدة.

تعديل المعاهدة

ومع زوال حلف وارسو، ثم اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية (الاتحاد السوفيتي)، وخاصة مع توسع حلف الناتو، عندما انضمت دول حلف وارسو السابقة وجمهوريات الاتحاد السوفيتي إلى الناتو على عدة مراحل، بدأت آليات المعاهدات المصممة للحفاظ على توازن القوى بين التحالفين العسكري والسياسي تفقد معناها.

ونتيجة توسع الناتو، تجاوز التكتل المستويات التي حددتها له المعاهدة من حيث عدد الأسلحة والمعدات على حساب حصص دول الكتلة الشرقية السابقة.

وشهدت قمة إسطنبول لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في 19 نوفمبر عام 1999، توقيع اتفاق حول تعديل المعاهدة، وذلك بسبب تغير الوضع السياسي العسكري في أوروبا بعد زوال حلف وارسو وتفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

معاهدة دون تنفيذ

في حين استمر حلف الناتو في التوسع شرقاً، وانضمت إليه بولندا والتشيك والمجر عام 1999، ثم بلغاريا ورومانيا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا وسلوفاكيا وسلوفينيا عام 2004، قبل أن تحصل كرواتيا وألبانيا على العضوية الكاملة فيه عام 2009.

لكن المعاهدة المعدلة لم تدخل حيز التنفيذ حيث لم تصدق دول الناتو عليها، وواصلت الالتزام بأحكام نسخة 1990، التي تحدد معايير الأسلحة التقليدية على أساس الموازين السابقة بين الناتو وحلف وارسو.

وقدم الجانب الروسي طلباً لتعديل المعاهدة في الاجتماع الذي دعت له موسكو للدول الموقعة على المعاهدة في فيينا في يوليو عام 2007.

وبعد رفض الطلب الروسي عام 2007، علقت روسيا مشاركتها في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا "حتى تصدق دول الناتو على اتفاقية التكيف، وتبدأ في تنفيذ هذه الوثيقة بحسن نية".

ما هي بنود الاتفاقية؟

تضمن شروط الاتفاقية الحد من حجم الدبابات والمدافع والطائرات وأسلحة تقليدية أخرى، على النحو التالي:

  • الدبابات: الحد الأقصى الذي يمكن لكل طرف حشده يجب ألا يتجاوز 20 ألف دبابة، بينها 16 ألفاً و500 فقط في وحدات قتالية.
  • المركبات المدرعة: الحد الأقصى 30 ألف مدرعة ولا يزيد حجمها في الوحدات القتالية على 27 ألفاً و300 مدرعة.
  • المدفعية: الحد الأقصى 20 ألف مدفع في كل جهة ولا يتجاوز عددها في جبهات القتال عن 17 ألف مدفع.
  • الطائرات المقاتلة: الحد الأقصى 6 آلاف و800 طائرة.
  • المروحيات الهجومية: الحد الأقصى 200 طائرة.

ماذا سيحدث بعد تعليق المعاهدة؟

سيمنح تعليق المعاهدة الولايات المتحدة مرونة أكبر في نشر قوات في الجبهتين الجنوبية والشمالية لحلف "الناتو"، بما في ذلك رومانيا وبلغاريا القريبتان من أوكرانيا.

وسيمكن تعليق الاتفاقية حلفاء أوكرانيا الغربيون من تجنب مشاركة معلومات بشأن نشر قواتهم في أوروبا مع الدول القريبة من روسيا.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن الانسحاب الروسي من الاتفاقية "أمر غير مستدام، ويتطلب رداً من الحلف"، وأضاف أن "عدم اتخاذ رد فعل سيوجه الرسالة الخاطئة".

تصنيفات

قصص قد تهمك